4

566 75 15
                                    

24:00


جلست على المقعد الخشبى المُتهالك تشتنشق رائحة البحر العليلة التى كانت دائما سببا لابتسامتها رغم كثرة همومها ، نظرت بطرف عيناها لساعة اليد الكلاسيكية التى تزين معصمها النحيل ، للمرة الاولى فى حياتها وضعت جُهداً فى تزيين شعرها المنسدل برقة على ظهرها ، كانت ترتدى تنورة واسعة بنية اللون تصل لركبتيها لتكشف عن ساقيها بينما اكتفت بقميص ابيض رقيق بداخل تنورتها ، لم تكن تنكر ان تلك الملابس الانثوية لم تشعرها بالراحة فهى بالتاكيد تفضل بنطالها الجينز العملى التى اعتادت ان تجلس رافعة قدمها فوق الاخر براحة عن تلك الملابس التى تقيد حركتها 

هدأت شكوك عقلها الذى اخذت تلعنها لتلك الفكرة الحمقاء ، سحبت نفسا عميقا لتغمض عيناها بهدوء هى يجب عليها الان الاستمتاع بلوحة البحر اثناء الشروق كما كانت جاين ستفعل ، فهى الان يجب عليها القاء مارلين جانبا والتعمق بمشاعر جاين التى ستنقذ مُستقبلها المهنى

القلق اعتراها عندما بدأت بملاحظة سطوع الشمس بأشعتها الذهبية الهادئة بين موجات البحر امامها

للمرة الثانية رمقت ساعة يدها بتوتر ، وقت الشروق اقترب وهو ليس هنا بعد

تجمدت عروقها عند سماعها للخطوات السريعة التى اقتربت منها لتُعلن قدومه

التفتت للصوت ، لتجده يركض بأتجاهها من ناحية جانبها الايمن ، كان مُختلفاً عن امس مُرتديا قميصاً اسود كلاسيكى وقد ترك زراره الاول مفتوحا بينما شعره البنى القصير مُصفف بمهارة للخلف وكان يرتدى سترة زيتية اللون ، تنهدت بهدوء وبأبتسامة حاولت كبحها من على شفتيها فالذى امامها لم يكن هارى ستايلز الفوضوى بل انه الشرطى هارولد ستيورت كما رسمته فى مُخليتها بالضبط

ملامحه كانت جامدة فكه الحاد المُنقبض اثناء ركضه والقلق ظاهراً على ثنايا وجهه فى ثوانِ قليلة كان التقط المظلة التى بجانبها بيده اليمنى بينما اليسرى وجدت طريقها لتعانق خاصتها

 شدها ناحيته لتنهض من على المقعد بأندهاش واضحاً على ملامحها بينما كان يُجرها خلفه سريعاً

" ما الذى تفعله ، من انت "

قالتها بنبرتها الفزعة بينما تحاول مواكبة خطواته السريعة ، تنظر ليده التى تعانق خاصتها والتى كان يضغط عليها بشدة خائفا من افلاتها

" لا يوجد وقت للسؤال الان " رغم انفاسه اللاهثة الا انها استطاعت سماع عبارته جيداً صوته الرخيم جعلها تبتلع ريقها بتوتر 

سِحْرٌ الْخَمْس ثَوَان   H.Sحيث تعيش القصص. اكتشف الآن