15:00
المشهد الثانى
كانت تترنح فى سيرها تُدندن انشودتها المفضلة ، صوت كعب حذائها كان يصطدم بالارضية بثقة ، اشعة الشمس الذهبية كانت تداعب بشرتها بخفة وشعرها يتراقص بغنج اسفل ظهرها توقفت عند استماعها لصوته الرخيم
" انسة جاين "
التفتت لتجده يسير بخطواته الواثقة بينما ابتسامته الجذابة وجدت طريقها على شفاه المثالية
" اتتعقبنى الان " اردفت بسخرية وهى تكمل سيرها ليواكبها الاخر ليسيرا كلا منهما فى اروقة نيويورك
" ما ذنبى اينما ذهبت اجدك امامى ، بالمُناسبة تبدين جميلة اليوم "
" ألم اكن جميلة المرة الفائتة ؟ " نظرت اليه بحدة مصطنعة جعلته يتوتر قليلا
" المرة الفائتة كنت مشغولا قليلا بألا يتم قطع رؤوسنا فاعذرينى لم انتبه جيداً "
" انت مرتبط ؟ " سألته بهدوء كما كانت تسأله على حالة الطقس بينما الاخر حمحم بحرج لسؤالها المباشر ..مباشر اكثر من المعتاد عليه
" لا ، لماذا .." بترت جملته حينما قالت بنبرتها المرحة
" جيد ، لنتواعد "
" ألست جريئة قليلا بالنسبة لفتاة فى العشرين من عمرها " قائلا عاقداً حاجبيه بأستغراب بينما يحاول تجاهل كلماتها الاخيرة التى اخذت ترن فى اذنيه
" ألست خجولا قليلا بالنسبة لشرطى ، انا لا احب تضييع وقتى ، اولا انت وسيم ثانيا شرطى ثالثاً وتملك شعر رائع ارغب لاطفالى الحصول عليه فلما لا نجرب حظنا " كانت تتحدث بهدوء وابتسامتها الواثقة مازالت موضوعه على ثغرها
" التفكير بالاطفال فى مقابلتنا الثانية هذا ليس بأمر مريب على الاطلاق " اردف ساخرا وهو يرفع حاجبه الايمن موجها نظرته لها
" لا فى الواقع لقد فكرت بأطفالنا منذ المقابلة الاولى "
" انتِ تبدين مُخيفة عند فتح فمك اكثر من رجال العصابات "
" انظر ، انت تنظر لى بأعجاب وكيف لا تفعل وانا جميلة فسنتخطى مرحلة المُغازلة وانتظارى لك اسابيع حتى تطلب منى الذهاب فى موعد ، لذا انا قررت التنازل وبدء الخطوة الاولى ، هارولد لنتقابل فى الثامنة مساء اليوم عند المقعد الخشبى الذى رأيتنى عليه بالمرة الاولى "
انهت جملتها لتلتفت مُبتعدة عنه لتكمل طريقها بينما ابتسامة واثقة وضعت على شفتيها ، تستمع لصوت طقطقة كعبها على ارضية الطريق
" ألن تستمعى لاجابتى على عرضك حتى " صاح من خلفها وهو يضع كلتا يديه فى جيب بنطاله الامامى
" لا احتاج لذلك ، سأنتظرك بالمساء هَارولدْ "
كانت جملتها الاخيرة قبل ان تختفى من ناظريه تاركة ابتسامة لم يستطع محيها من على شفتيه
نهاية المشهد الثانى
يُتبع
أنت تقرأ
سِحْرٌ الْخَمْس ثَوَان H.S
Short Story" اتعتقد حقاً ان اربعة وعشرون ساعة كافية للوقوع فى الحُب " " اذا وجدتِ الشخص المنشود فخمس ثوانٍ كفيلة بجعلك واقعة فى حبه " الوقوع فى الحب هل هو احساس يُراود الانسان بغتةً ام هو قرار يَصنعه قلبه مُتلاشياً عقله بالكاملِ ، مارلين ستفعل اى شىء لانق...