8

488 69 16
                                    


10:00


تلك النغمات الهادئة كانت تتسلل لاذنيهما بينما رائحة القهوة العتيقة اقتحمت الهواء من حولهما ، كانت هى مُستغرقة فى الاوراق التى امامها غافلة عن الذى يكاد يُجن من الضجر امامها

" لماذا جعلتى شخصية جاين مختلفة عنك مائة وثمانون درجة ، هل كنتِ تتمنين ان تكونى جامحة وجريئة. مثلها لذلك خلقتيها بتلك الصفات" قالها بسخرية وهو يلتقط كوب قهوته بين اصابعه

رفعت رأسها من على الاوراق التى امامها لتنظر به بتهكم

" فى روايتى انا اكتب ايضا عن افراد عصابة لا يعني ذلك اننى اتمنى ان اكون مثلهم ، انا كاتبة هارى ووجدت شخصية جاين الجامحة هى المُناسبة للشرطى هارولد المُنغلق عاطفيا والمُحاط بعمله دائما " نزعت نظارة القراءة الخاصة بها لتضعها على طاولة المقهى بينهما

عقدت ذراعيها امام صدرها لتردف

" انا لا اشاهد التلفاز بكثرة مؤخراً لكن اخبرنى عن اى عمل لك "

ابتسامة سخرية رسمت على وجهه ليخرج من جيب بنطاله عُلبة سجائر ليلتقط واحدة بين شفتيه ويسرع فى اشعالها نافثاً دخانها من حوله

" ستجدينى على الاغلب فتى التوصيل الذى يجلب الطعام للبطل ، انه دور صعب بالمُناسبة ويحتاج الكثير من الخبرة والتدريب "

" لماذا تريد ان تكون مُمثل ؟ " سألته باهتمام واضح وهى تتفحص ملامح وجهه المُسترخية

" لاصبح مثل ابى " اجاب وابتسامة فخر رُسمت على شفتيه

"رائع ، هل كان ممثلا ؟"

" لا لكنه اراد ذلك ايضا " انهى جملته ليقهقه بشده بينما هى ترمقه بازدراء

" من الجيد ان تمثيلك ليس مُزرياً كحس الدعابة خاصتك هارى " عقدت ذراعيها امام صدرها وهى تراقبه بعد ان انتهى من قهقهته السخيفة اخيراً

" حسنا حسنا ، ابى كان موظف فى شركة حلمه كان التمثيل لكن انتِ تعلمين مسئولية منزل وطفل لم يستطع المُخاطرة وخاصة ان حالتنا المادية لم تكن جيدة ، لذلك هو تفهمنى جيدا حينما رفضت دخول الجامعة وركضت وراء حلمى لذلك جئت لنيويورك تارك عائلتى خلفى ابحث عن فرصتى الضائعة التى تأخرت كثيراً "

" برغم تأخرها الا اننى واثقة من قدومها " اردفت بأبتسامة صادقة لتتفحص شفتيه التى شاطرتها فى تلك الابتسامة

سِحْرٌ الْخَمْس ثَوَان   H.Sحيث تعيش القصص. اكتشف الآن