02:26
نظرت لساعتها التى اعلنت قدوم منتصف الليل ، الهواء البارد كان يُداعب خصلات شعرها المُنسدلة بنعومة على امتداد ظهرها
رغم برودة الطقس الا انها اجتاحها الدفء عند سماعها لصوت خطواته المُقتربة من المقعد الخشبى الجالسة عليه
التفتت له بأبتسامتها الذى اعتاد عليها مؤخراً لكنها اصبحت تتلاشى ببطء عند ملاحظة ذلك العبوس المُختبىء بين ثنايا ملامحه الجذابة
" أليس من المفترض ان اكون انا الغاضبة هنا ، لقد انتظرتك لقرابة الاربع ساعات ، هارولد "
نهضت من على المقعد لتواجهه ، كان الشاطىء فى ذلك الوقت فارغاً تقريبا فمن الاحمق الذى يذهب للشاطىء فى منتصف ديسمبر
ازدرت ريقها بالرغم من الظلام حولهما الا ان اضواء المصابيح القليلة سُلطت على وجهه لتظهر عيناه اللامعة التى آلمت قلبها لسبب جهلته
" لم اطلب منك الانتظار " نبرته كانت مُنكسرة الحزن يُغلف حروف كلماته
" أنت بخير " تسائلت بقلق عندما سارعت لتحتضن يده بين كفها لعلها بتلك الحركة تخفف من الألم الذى يشع من عينيه
" احياناً من الافضل تسطير النهاية قبل تخطى البداية جاين" قالها هارولد وهو يثبت نظره عليها ريثما هى اثرت الصمت واكتفت بنظرة الحيرة التى اعتلت محياها
" تشرفت بمعرفتك انستى " تابع بصوته الرخيم بينما افلت يده من بين خاصتها
" انت لا يُمكنك هجرى قبل بدء موعدنا الاول حتى يا احمق " رغم حدة صوتها الا ان تلك البحة التى دلت على جرح كبريائها كأنثى كانت واضحة
" انا لا اهجرك ، من الحمق هجر فتاة جميلة مثلك چاين .. فقط الامور لن تسير جيداً بيننا لذلك سنتجنب المُجازفة والالام القلب وسننهى الامر قبل بدايته " نبرته الهادئة مع لمعة عيناه امتص كل ذرة غضب كانت تضعها درعاً لكبريائها المخدوش
" لماذا لن تسير جيداً ؟ " سألته كطفلاً فى الابتدائية يبحث عن سببا مقنعا لعدم تناول حلوته المُفضلة قبل النوم ، عقدت ذراعيها امام صدرها بينما اقتربت عدة خطواته منه ليصبح الفاصل بينهما عدة انشات
حاصرته بعيناها المخذولة وهو لم يقاوم اخفاء لمعة عيناه .. هو فقط كان يُركز على حفظ ملامحها للمرة الاخيرة
عدة ثوانِ مرت وكلاهما مُكتفى بالغوص فى اعين الاخر
زفر بضيق بينما مرر يده فى خصلات شعره الامامية بحنق
" قبل عدة ساعات وصلنا خبر قتل زوجة شرطى زميلا لى وابنته الرضيعة فى المنزل .. لقد كانت تلك رسالة مُباشرة من احد تُجار المخدرات المتورط فى تحقيق اجريه انا و ادوارد " كان يخرج كلماته بصعوبة بينما شعر بالعجز عند تذكره لوجه صديقه عند معرفة الخبر
" انا اسفة هارولد " غمغمت بيأس عندما لاحظت الدمعة التى فرت من عيناه
"الاسف لا يُصلح شيئا چاين ، انا اضعف من ان افقد شخصا احبه ، لذلك انا انهى علاقتنا قبل بدايتها .. انا لن اتحمل كون اعجابى بكِ هو سبب لهلاكك " لم يهتم بأخفاء نبرته المُتحشرجة ويداه التى كانت تتحرك بعشوائية فى الهواء
" لكن .." بنبرة خافتة اعترضت لكنه كان مُصراً على اكمال حديثه الذى تدرب عليه كثيراً
" انتِ فتاة مرحة وجميلة ايضاً اتمنى ان تشتمل حياتك على نهاية سعيدة مع شخصاً اخر يستطيع حمايتك ، وداعاً انسة چاين "
فى تلك اللحظة صوت تلاطم الامواج كان اكثر حدة عن المُعتاد ام ان ذاك كان صراخ قلبها الجريح
فرجت شفتيها قليلا تحاول تجميع اى جملة لترد عليه لكنها وقفت فارغة الفاه امام عيناه الزمردية بينما تركت الحديث لدموعها التى انهمرت على وجنتيها بصمتِ
نهاية المشهد الاخير
يُتبع
أنت تقرأ
سِحْرٌ الْخَمْس ثَوَان H.S
Short Story" اتعتقد حقاً ان اربعة وعشرون ساعة كافية للوقوع فى الحُب " " اذا وجدتِ الشخص المنشود فخمس ثوانٍ كفيلة بجعلك واقعة فى حبه " الوقوع فى الحب هل هو احساس يُراود الانسان بغتةً ام هو قرار يَصنعه قلبه مُتلاشياً عقله بالكاملِ ، مارلين ستفعل اى شىء لانق...