أحيانا التواصل البصري بين الأشخاص يعطي رونقا خاصة للقلوب المتعلقة ببعضها برباط العشق المتين الذي دائما ما سوف يكون عقدة مقدسة تجمع الأرواح المحبة..... في سرايا عائلة الهواري كان هنالك قلبين يرفرفان داخل فضاء السعادة و لكن يوجد واحد منهما سعادته ممزوجة بألم و قلق مخيف.... اما الاخر فقد كان مترصع بالالماس اللامع في سماء الفرحة و العشق... فقد نال ما يريده اخيرا و ها هو بقرب من أحب منذ الصغر....ابتسم بسعادة و هو يراها تتدلى من على السلم بصحبة جدها فستانها الأبيض الخلاب... حيث كانت تحجب وجهها عن الناظرين بقماش لامع شفاف مرصع بالورد الفضي الرائع.... تعجب لجمالها و سأل نفسه كيف لم يقع بحبها من قبل..... رؤيتها بتلك الهالة المثيرة جعلته يقرر قرار قد يكلفه الكثير بل و الاغلى فقد القت القبض على قلبه و انتهى الامر به داخل سجنها المؤبد... سلمها سليمان إليه بعد ان طبع قبلة حانية على جبينها لم تتوقعها سديم منه ابدا بعد الصرامة التي كان يعاملها بها....
سليمان... خلي بالك منها يا أيهم يا ولدي دي بت الغالي
اخفت تلك القماشة البيضاء عبرات سديم فور نطقه لتلك الكلمات... فاليوم اكتملت فرحتها بعد اعتراف جدها بها و مسامحة والدها على خطأ الماضي... ابتسمت بين دموعها عندما احست بكف أيهم الكبيرة تقبض على يدها بامتلاك و عشق احسته عند ملامسته لكفها.......
أيهم بابتسامة عاشقة... في عنيا يا جدي
سليمان... ربنا يسعدكم يا ولدي
تدافع افراد العائلة لإلقاء التهاني والتبريكات عليهم عند بدأ مراسم الزفاف... ابتسمت بحب شديد عندما تابعت عينيها الزيتونية حبيبها وهو يرقص وسط الرجال بذلك الجلباب الصعيدي الانيق الذي اصرت جدتها نبيلة على ارتداؤه فقد كان حقا جميل في غاية الوسامة عند اكتمال طلته بتلك العمامة البيضاء و الشال البني المتناسق مع لون الجلباب...
بدأ الرجال باطلاق النار ليدوي صوت الرصاص داخل المكان دلالة على الفرح كالعادة من العادات العظيمة عند أهل الصعيد فتلك الطقوس و الاعراف مركز قوة لهم... شاعت الاجواء بريحان السرور الذي فاق التوقعات... فعندما تهب ريح السعادة ترقص القلوب على اوتارها بلا ارادة فسبحان من قدر لنا الفرح بعد الحزن و التعاسة....
اقترب منها أيهم بابتسامة جذابة انامت قلبها مغناطسيا... قائلا بهمس بجانب اذنها بصوت غامض...
أيهم... النهاردة هكشف عن باقي الرسومات اتفقنا
احتل التوتر كل ذرة من جسدها عندما وصلت لها مغزى كلماته الوقحة... فاخذت تفرك يديها بخجل و قد تتدفق الدماء بغزارة على وجنتيها لتجعلها كحبات البرقوق الطازج... ابتسم بخبث على خالتها فامسك بكفها المرتعش يضغط عليه قائلا بمكر....
أيهم... لا اجمدي كده احنا ليه في البداية
ابتسمت بتكلف و لم ترفع نظرها اليه ابدا من فرط خجلها الواضح من حمرة وجهها....
أنت تقرأ
تميم بقلمي نور ( مكتملة )
Mystery / Thrillerقسوة ما مر به جعله رجل قاسي القلب لا يعرف الرحمة ولكن طيفها جعله عاشق متيم من بعد صراعات كثيرة +18