الفصل الثاني عشر

53.1K 1.2K 106
                                    


دلف تميم الى القصر بعد ان اوصل كارين الى المشفى بعد الإصرار الشديد الذي سيطر عليها بمجرد هبوطهم داخل مطار القاهرة الدولي.... لم تنتظر وقتا طويلا حتى هبت فيه بكل غضب و عزيمة حادة تأمره بالتوجه إلى المشفى حيث تمكث جدتها المريضة.... ما زال صدى كلماتها العاصفة تخترق أذنه كالصرير المزعج... دائما ما تضيف كلماتها سحرا لاذعاً داخل صمام قلبه.... ليتها تعلم كم باتت تشعره بالضياع و الألم كلما ألقت عليه نظرة من نظراتها اللاهبة و التي في كل مرة تحمل معنى جديد أسوأ من قبله....

صعد الى غرفته بعد ان أمر الخدم بنقل اغراضها الى احد الغرف المجاورة بنفس الجناح الذ يقطن به... فقد قرر عدم الاختلاط بها حتى يحين موعد تنفيد ذلك القرار الذي اتخذه بعد صراع طويل دار بين اهم طرفين في حياة اي شخص ألا و هما القلب و العقل... خلع جاكت بدلته و دلف إلى المرحاض يأخد حماما دافئا يخلص جسده من أثر التعب و الارهاق الذي تملكه...

وقف امام المرآة بعد فترة يجفف خصلاته الغزيرة بعد ان ارتدى ملابسه المكونة من طقم رياضي ازرق يصاحبه قميص ابيض أضاف سحرا فولاذيا لعضلات صدره القوية... تنهد بألم شديد عندما انحنى يعدل من وضع بنطاله شاعرا بتلك الندبة الغائرة التى كانت تحتل فخذه الأيمن بجدارة... من صفات الماضي انه يترك أثرا عميقا لا يزال الا بتجربة النسيان البطيئة لكن في حالته لا يمكن للنسيان ان يعرف طريقه اليه و لو بعد دهر.... فشعلة الانتقام الذي اشعلها منذ خمسة عشر عاما ما زال لهيبها مستمرا بحمم من البركان الطازج الذي لا يخمد الا بنار التشفي المماثلة لها في القوة....

تهاوى جسده بألم على الاريكة... امسك رأسه بكفيه يعتصره بحرقة عندما عادت صور حية من الماضي القاسي... رجع بذاكراته الى تلك الايام التى كانت السعادة تغزو حياته من كل جانب.......

Flash back....

عاد من الخارج ينادي اسمعها كنغمة غزل واضحة على لسانه المرح...

رحمة رحموتي يا رحمااااه

وصلته ضحكاتها الناعمة التى تريح قلبه الى طبلة اذنه ليبتسم بحب على تلك البشوشة التى تزين المنزل برقتها و طيبتها الملائكية...

اسرع الى مكان وجودها حيث تصنع له اشهى الاطعمة من يدها الناعمة....

احتضنها من الخلف بالانقضاض مفاجئ قائلا بحماس...

تميم.... عملتي الي قولتلك عليه يا رحمومة

لكزت معدته بعنف مرح قائلة باعتراض... طبعا لا لا يمكن اتنازل عن مبادئي ابدا يا تيمو

عبس وجهه بغيط قائلا... ماشي يا رحمة ابقى شوفي مين الى هينزلك بعدين

التفتت اليه تتطالعه بنظرات قطة مطيعة هادئة مردفة بحنان و هي تريح كفها على صفحة وجهه...

رحمة... اهون عليك يا تيمو

رد عليها بمكر بعد ان فهم سلاحها الذي تستخدمه... ان تهوني يا رحمة و اكمل بجدية مصطنعة... ويلا بقى خلصي بسرعة عشان انا جعان و نازل عشان اقدر اعملك الي انتِ عوزاه

تميم بقلمي نور ( مكتملة ) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن