الفصل السادس عشر

52.9K 1.4K 163
                                    

مساءً عاد تميم الى القصر يسابق درجات السلم لكي يصل الى غرفته يجاهد اشتياقه لها... وصل الى ذروته من اللوعة  التى لا يدري متى سيطرت عليه... فتح باب جناحه ليجد هدوء خالي من وجودها... عقد حاجبيه باستغراب و هو يجوب بداخل الغرفة يبحث عنها... ظن انها بالمرحاض لكن ليس هناك صوت يدل على ذلك... فتح بابه ليتأكد فصدق ظنه و لم تكن هناك... هبط الى الاسفل يصرخ بإسم تغريد بانفعال مفرط...

جاءت تغريد و على وجهها علامات التوتر و الخوف البائن قائلة= ايوا يا فندم
تميم بحدة... كارين فين
تعثرت كلماتها و تصبب وجهها عرقا و لم تستطع النطق الإجابة على سؤاله فصاح فيها هادرا بعنف
= ردي عليا انتِ اتخرستي كارين راحت فين

تلجلجت حروفها فهتفت بتلعثم= اخوها جيه اخدها يا فندم

اشتعل فتيل نظراته و احتدت بقسوة فضيق عيناه متسائلا بتوجس مخيف= يعني ايه خدها

ازدردت لعابها بتوتر موضحة بذعر... بعد ما حضرتك نزلت هو جه اخدها هي تقريبا مكنتش عايزة تروح معاه و حاولت تفهمه بس هو ما كنش في وعيه تقريبا من الغضب فخدها غصبن عنها

اطلق صيحة متوحشة مرعبة انتفضت على اثرها تغريد مناديا باسم عوض رئيس الحرس الذي اتى مسرعا يقاوم الم ذراعه المصاب... التفت إليه " تميم" 
باعين غاضبة متسائلا
= مين الي عمل فيك كده 

اجاب عوض بعملية تخالف ارتجاف قلبه= يا باشا اخو الهانم جه فجأه عشان يخدها و لما حاولنا نمنعه ضرب عليا نار

اقترب منه "تميم" بخطوات بطيئة باردة تدب الرعب في اوصاله و حرك رأسه بجمود قائلا بغضب جحيمي = ده ولا حاجة من الى هعمله فيك يا عوض بس افقولك
و خرج بعدها جاذبا مفاتيح سيارته مديرا مكابحها بقوة متجها الى فيلا المنشاوي بتعابير وجه لا تفسر من كثرة غموضها.... كان يقود بسرعة البرق غير عابئ باحتمالية كارثية ممكن حدوثها... جال في عقله  تصرفاتها... شغفها...حركاتها الخرقاء... خوفها و عدم مبالاتها... غضبها المبرر... بكائها  يعترف بين بقرار نفسه بعدم قدرته على التحكم امامها

ارجعت ريم رأسها بوهن إلى الخلف بينما كان ليث يعدل من وضعها و يدثر الغطاء فوقها بحنان قبل ان يجلس بجانبها يمسح على خصلاتها مردفا بحنو

= ارتاحي يا حبيبتي وانا هقول لسعاد تحضرلك العشا
ضغطت على كفه برقة قائلة= والله ما قادرة اكل  ناديلي عمر وحشني اوي
مرر أصابعه على وجنتيها قائلا بحب... عمر اتعشى و نام وانا اطمنت عليه و بعدين مفيش حاجة اسمها مش عايزة انت هتاكلي و تشربي كباية اللبن كمان

قلبت شفتيها بحنق قائلة= لا انسى لبن ايه انت عارف اني مبحبوش ما بالك و انا حامل و مش طايقة الاكل

زم شفتيه بحزن مصطنع مردفا بلهجة يشوبها الدهاء = كده بقى هتضطريني ارجع انام مع عمر النهاردة

تميم بقلمي نور ( مكتملة ) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن