ظالمة هي الحياة بكل تفاصيلها المؤلمة التي تعزف على اوتار قلوبنا لحن الاشتياق الجارف و ألم الفقدان الحارق... ظالمة هي الحياة عندما تقتحم جدران صرحنا و تحاصره بالعذاب و الجروح الغائرة..... الى متى سوف يكلَّل بتاج الفقد و الحرمان من الراحة... اصبح قلبه بصرخ بصمت عابر يريد لأحدهم انا يسعفه من جراح صدره....
داهمته الذكريات فانكسر قلبه و تعرت احزانه أمامها بكل وضوح كأنه صفحة لكتاب مفتوح... غريبة هي حياتنا كم كان يتمنى ان يمحي الماضي و يعيش الحاضر بكل تفاصيله... معها هي.. لكن ما باليد حيلة فمهما نعمل جاهدين لنسيان الذكريات تبقى محفورة كالوشم داخل الحجر و تترصع في اعماقنا بسلاسل حديدية جبارة يصعب فكها او التخلص منها.....
زفر بقوة محاولا الثبات حتى يلوذ بالصمت المجبر عليه.... كم تمنى ان يرتمي داخل أحضانها و يسرد جميع متاعبه و يلقيها على عاتقها حتى يخفف الحمل عن صدره و لو لبرهة زمنية قصيرة... انسدل من احضانها برفق عندما سمع اهتزاز هاتفه فعلم ما المقصود منه...
دلف الى المرحاض لخطوات بطيئة يجر جسده المتعب... استغرق اكثر من عشر دقائق و خرج بعدها متجها إلى الاسفل.......
استيقظت فجأة تشعر ببرودة الفراش من حولها غير ذلك الدفئ الرهيب الذي افتقده جسدها... فركت عينيها تحاول إيضاح الرؤية تمعنت النظر في أرجاء الغرفة فلم تجد له اثر... اجبرت جسدها على النزول من الفراش و خرجت من الغرفة تنزل درجات السلم الخشبي تبحث عن ذلك الغامض... سمعت صوت همسات إيمانية خاشعة تخرج من احد الغرف... اقتربت بحذر ترى ما يحدث... و ما هي الا ثواني حتى شهقت بقوة خافتة... مصدومة مما رأت....
تملكت الدهشة كل ذرة من جسدها.... فذلك التميم كان وافقا على سجادة الصلاة مربعا ذراعيه بالطريقة السنية و يتلو آيات من الذكر الحكيم... عجبا هل هو يصلي بالفعل ام انها تتوهم و ما زالت تحت تأثير النعاس.... توقفت رئتيها عن إستقبال الهواء لثواني من هول المنظر.... تشتت ذهنها بعشوائية رائعة... و اصبحت اهدابها ترمش بذهول من فرط صدمتها فهل يعقل ما يحدث أم أن أعينها خانتها...
تابعت ما يحدث بتخبط واضح على ملامح وجهها... و اخيرا انتهى من مناجاة ربه و لقائه فجذب مصحفا كان يضعه بالقرب منه في احد الطاولات.. وما ان هم بالقراءة حتى سمع صوتا خافتا يشوبه الصدمة المتهالكة قائلا....
انت بتصلي....
التفت الى تلك الكارين التى تقف بذهول اعمى و امواج عينيها الزرقاء تتوسع بدهشة واضحة على قسمات وجهها.... صدم من وجودها هنا في هذا لكنه تدارك الأمر مسرعا وقال ببرود متهكما..
تميم... ايه فكراني كافر
كارين بصدمة... مش معقول مستحيل
تميم ببرود... هو ايه الي مستحيل اني اصلي
أنت تقرأ
تميم بقلمي نور ( مكتملة )
Misteri / Thrillerقسوة ما مر به جعله رجل قاسي القلب لا يعرف الرحمة ولكن طيفها جعله عاشق متيم من بعد صراعات كثيرة +18