الفصل العشرون

59.3K 1.4K 203
                                    

دلف الى غرفتها الدافئة التى تحمل عبق رائحتها الرائعة يبحث عنها بنظرات عاشقة شغوفة مشتافة الى كل ذرة منها.. سقطت عيناه على حوريته الفاتنة التى تتمدد على اريكتها الصوفية.. تضع كفها الناعم على معدتها المنتفخة ببروز طفيف.. تغمض عينيها بتعب واضح على ملامح وجهها الشاحب تغزو الدموع وجنتيها المبللة فمنذ غياب اخيها و هي تعيش في تلك الحالة المضطربة... ليته يخفف قلقها ليته يستطيع طمئنة قلبها المتوتر.. يعلم ان ما تمر به ليس بهين عليها... لكن ما باليد حيلة فمنذ ان سافر أيهم قبل ثلاثة أشهر انقطعت أخباره بلا منازع.. حاول قدر الإمكان ان يصل إليه لكن دون جدوى فكل ما توصل اليه من معلومات انه استقل طائرته الى ألمانيا غير ذلك لم يعلم.. لكنه لم يكل لحظة في البحث عنه خاصة بعد ان علم من سديم ما يحدث له حتى صديقه رحيم لا أثر له...
هبط بجانبها على طرف الاريكة يمسك كفها يطبع قبلة دافئة ليجدها تفرج عن زرقة عينيها المشتعلة بعشقه قائلة بهمس مسموع...
= وحشتني يا تميم
قبض على خصرها بتملك يرفع جسدها بخفة يجلسها على ساقيه قائلا بلهفة عاشقة
= انت اكتر يا روح تميم
ارتفعت انامله تزيح خصلة متمرة على جبينها قائلا بحنان و هو يربت على بطنها= حبيبة بابا عاملة ايه
تتشبث بلياقة قميصة مردفة بابتسامة عاشقة...
= مجنناني زي باباها
رفع حاجبه باستنكار قائلا... يا سلام و ابوها مجننك في ايه بقى
قطبت حاجبيها بغضب قائلة.. مشغول دايما عني و عنها
لثم وجنتها بحب قائلا... عمري ما هنشغل عنكم ابدا يا كارين انتو هدية ربنا ليا
اتسعت شفتيها بابتسامة جذابة مردفة بعشق...
=  بحبك يا تميم
عانق خصرها النحيل بذراعه لترتضم بصدره دافنا رأسه في تجويف عنقها قائلا بهمس...
= و تميم بيموت فيكي...

طرقات خافتة على باب غرفتها جعلتها تنتصب واقفة تهندم من وضعها قائلة بصوت ناعم...
= ادخل
ثواني و دلفت جدتها جينا ترتكز على عصاها ليستقيم هو الاخر يندفع ناحيتها قائلا بحنان..
= اتفضلي يا ماما
ابتسمت كارين باتساع على جملته المحببة على قلبها... فمنذ انتقالهم للعيش في منزلها مؤقتا و هو يتولى جميع امورهم فعندما علمت من سديم ما حدث لايهم في غيابها دخلت في حالة من الصدمة ز الهياج التام لدرجة انها كانت على وشك خسارة طفلها ما زالت تتذكر وقفته معهم طوال فترة الثلاثة اشهر الماضية... فمجرد ان علم بما حدث بدأ في رحلة البحث عن  ايهم الغائب منذ ذلك الوقت... اخيها الذي قضم ظهرها عند ذهابه المفاجئ و ما زاد انهيارها هو معرفتها بخطورة مرضه فلا تعلم ما آلت إليه الأمور الى الآن هل هو بخير ام لا لكنها متيقنة بأنه في افضل حال فقلبها يخبرها بأنه بخير دون مكروه... حتى جدتها التى كانت تبغضه في الماضي اصبحت تعتبره مثل ابنها لدرجة انها طلبت منه منادتها بأمي لتغيم عيناه ببريق الدموع فور نطقه لتلك الكلمة الغائبة عنه منذ سنوات... حياتها دون تميم لا طعم لها و لا رائحة فقد أصبح عيناها التى ترى بها و عقلها الذي تفكر به و روحها التي تحمل جنون عشقه اللامتناهي...
ترقرقت الدموع في مقلتيها عندما رأت حنانه على جدتها التى تبكي ألما لفقدان حفيدها... اقتربت تجلس بجانبها قائلة...
= ما تقلقيش يا تيته ان شاء الله ايهم هيرجع انا متأكده انا حاسة انو بخير
ربتت جينا على كتفها بحنو مردفة.. ان شاء الله يا حبيبي
رفع تميم انامله يزيح دموعها بحنان قائلا...
= هيرجع يا ماما صدقيني انا مش ساكت وان شاء الله هوصله و هرجعهولك و اكمل بنبرة مرحة.. بس طبعا بعد ما اشفي غليلي فيه
تنهدت جينا بابتسامة حزينة قائلة.. المهم يرجع
قبل راحت يدها مردفا بحنان.. ان شاء الله

تميم بقلمي نور ( مكتملة ) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن