الفصل الرابع و العشرون

37.4K 1.1K 133
                                    

صل على المصطفى♥️

توقفت مكابح سيارة معاذ أمام أحد البيوت الساحلية البعيدة عن مرمى الانظار... القى نظرة على تلك النائمة بجانبه في المقعد الأمامي لتسحر عيناه عند رؤية ذلك الشعر المبعثر كسواد الليل على طول اكتافها... جذب حجابها ليعيد وضعه على رأسها قبل ان يحملها ملقيا نظراته على ذلك المكان الخالي من كل شيء سوى أصوات الموج المتلاطمة مع الصخور.. سار بها ناحية ذلك البيت الاشبه بالكوخ الصغير.. فتملمت قليلا لتكتشف انها محموله بين طيات صدره.. رفعت نظرها مصدرة همهمة معترضة قائلة بطفولية معتادة..
= انت خاطفني يا معاذ
واصل سيره ناحية المنزل قائلا بهدوء.. تقريبا
بعد دقائق انزلها على تلك الأريكة الصوفية القبعة بجانب جهاز التدفئة المشتعل... راقبت فجر خطواته نحو الزاوية الشبيهة بالمطبخ الأمريكي بعيون نعسة لتصلها رائحة شطائر الدجاج المحببة إلى قلبها فانتفضت بفرحة طفلة تراقب هيئته المطلة عليها بسحر دائم...
اشرقت ابتسامته بمجرد رؤية لمعان عينيها المحيط بهالة من الموج الازرق ليردف بنبرة هادئة و هو يجلس بجانبها...
= جعانة
قلبت عينيها بسخرية استعدادا لرمي كلامها المعتاد مردفة باندفاع..
= طبعا ما انت جايبني على لحم بطني و نمت جعانة في العربية عايزني اكون شبعانة ايه السؤال ده
بصورة مفاجئة اقترب غارسا أسنانه بطرف شفتيها منتزعا آنه مؤلمة منها ليبتعد قائلا..
= بطلي دبش بقى
اندفعت هي الأخرى بشراسة تطالب برد حقها و اخذت تغرس أسنانها في عنقه لتبدأ حالة من الهستيريا المضحكة تخرج بين طيات حديثه الشبه متألم قائلا..
= اوعى يا مجنونة
شدت خصلات شعره الكثيفة قائلة بشراسة اعتاد عليها..
= انت واحد قليل الادب افهم ده كويس
قرص خصرها بقوة مردفا بنبرة ماكرة.. والله فاهم و عارف و متأكد بس انت الي محتاجة تفهمي
واصلت معركتها الطفولية معه بجدارة حتى ابتعدت اخيرا تزيح خصلاتها الشبه مبللة من فرط عنفها متنفسة بقوة قائلة...
= رجعني لماما حالا
لم يعقب على حديثها بل سحب أحد الشطائر المغلفة يعطيها اياها بنظرات عابثة... رفعت انفها بشموخ قائلة..
= لا خلاص معودش جعانة سديت نفسي
هز كتفه بعدم مبالاة ساحبا شطيرته يقضمها بتلذذ مراقبا بنصف عين تأثير رائحة الطعام عليها باستمتاع شديد..
بعد دقائق معدودة قضاها في إصدار أصوات تنم على جمال الطعام انتهى اخيرا و بصورة موحية هم لاخذ الشطيرة الخاصة بها إلا أنها قاطعته قائلة..
= ايه ده انت هتاكل دي كمان
رفع حاجبه مستفهما بخبث.. الله مش انت الي قولتي اني سديت نفسك  و مش عايزة تاكلي اكله انا
فركت اصابعها بتوتر فشلت في إخفائه مردفة..
= بس انت عارف اني برجع في كلامي صح
ابتسم بمشكاسة على حديثها مطلقا ضحكة عالية عندما خطفت من يده الشطيرة و اخذت تاكلها بنهم طفولي زاد من خفقان قلبه..
راقب حركتها بعد ان انتهت بابتسامة مريحة.. فجر كانت امنية استثنائية و حققها الله لهُ..
ارجعت خصلاتها إلى الوراء و قبضت عليها بمشبك شعرها و اخذت حجابها تعيده إلى وضعيته الصحيحة مردفة بتأكيد..
= يلا عشان ترجعني
شقت ابتسامة واسعة شفتيه مردفا بنبرة يشوبها الدهاء..
= مش عيب لما ترجعي زي ما روحتي
قطبت جبينها باستفهام مردفة.. يعني ايه
ثواني و استوعبت أنها جالسة على قدميه بعد ان جذبها بصورة مفاجئة لتردف بشهقة مضطربة..
= معاذ سبني امشي انت قولت انك هترجعني ابات عند ماما انت هترجع في كلامك
باستمتاع شديد على توتر جسدها أردف بهدوء..
= ما انا هرجعك فعلا بس مش دلوقتي
اهتزت مقلتي عينيها عندما شرع في فك عقدة شعرها لتشعر به ينسدل بنعومة ملامسا خصرها المحتل بقبضة كفه.. دق ناقوس الخطر عندما بملمس فمه على تجويف عنقها و ما هي إلا ثواني حتى هبت واقفة مردفة بنبرة متوترة توحي بالاعتذار..
= للاسف مش هينفع
تماشى مع حديثها متسائلا.. هو ايه الي مينفعش
ردت بحنق طفولي.. الي انت بتعمله ده
انتصب واقفا يقترب بخطوات بثت الرعب داخلها..
معاذ/ ممكن اعرف ليه
بتوتر شديد و وجه مصطبغ بالأحمر.. اهو كده مينفعش افهم بقى
حافظ على تلك الابتسامة المرحة التي غطت شفتيه بمكر مردفا بتسائل..
= هو انا بشتغل ايه يا فجر
ردت بتوجس مندفع قائلة.. دكتور
تابع قائلا.. لا تعالي على نفسك شوية و اتكي على التخصص الي بحضرله
احترق وجهها تردف بصوت خافت.. نسا و توليد
ابتسم بتشفي قائلا.. حلو اوي يبقى نحترم نفسنا و نبطل كدب

تميم بقلمي نور ( مكتملة ) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن