دلف ليث الى مكتبه بالشركة تتبعه بخطوات مسرعة سكرتيرته الخاصة... زفر بضيق قبل ان تبدأ بعرض تفاصيل مواعيد العمل لليوم... انتهى من توقيع الملفات المطلوبة آمرا اياها بالخروج ليرجع رأسه الى الخلف يقاوم شعور القلق والتوتر الذي بدا يتسلل الى صدره... ضغط على جانبيه بقوة يعصف افكاره متسائلا بتوجس عن سبب اختفاء تميم المفاجئ فمنذ يومان و هو لا يعرف عنه شيئا يعلم جيدا انه لا يختفي الا ان كان هناك أمرا خطير حدث معه... التقط هاتفه للمرة الالف يحاول الاتصال به لكن دون جدوى فهاتفه مغلق و لا طريقة للوصول إليه...
دخلت مديرة مكتبه تخبره بوصول معاذ مردفا بلهفة..
= خليه يدخل بسرعة
ريهام باحترام... حاضر يا فندمدلف معاذ الى المكتب وقد بدا على وجهه علامات الاستفهام و القلق فمنذ ان حدثه ليث بشأن اختفاء تميم و هو متعجب للغاية ... جلس على المقعد المجاور قائلا بحيرة=
انا مش عارف راح فين هتجنن
رد ليث باستنكار قائلا.... انت بتقول فيها هموت و اعرف ايه الى حصل خلاه يختفي كده
حك معاذ رأسه بتفكير متسائلا... طب و كارين متعرفش هي فينانتفض ليث فجأة قائلا= ازاي مافكرتش في حاجة زي دي خصوصا اني لما رحت القصر ما كنتش موجودة تفتكر ممكن تكون هي السبب
هز معاذ كتفه قائلا... مجرد تخمين بس انت عارف طبيعة العلاقة الى بينهماستدار باتجاه النافذة ينظر في الفراغ مردفا بتنهيدة = تميم بيحبها
اردف معاذ بتهكم... بعد رحمة تميم نسي ازاي يحب اصلا
ليث بصرامة... بس رحمة وضعها غير كارين في حياته وانت عارف كده كويس
معاذ بجدية = انا بتكلم عن المبدأ ذات نفسه تميم رافض اي نوع من الحب حاطط حياته كلها في كفة وحدة خايف يدي اي مكان لاي ست يحصلها زي الي حصل زمان و الي حصل لرحمة مستحيل ينساه الا لما ينتقم من عزيز الصاوي و انت عارف لو وقع في ايده ايه الى ممكن يحصلعاصفة شنت هجومها على تفكير ليث للثواني فرد بضياع قائلا... ده الى خايف منه
معاذ.. عشان كده مقولتلوش عن موضوع سالم
رد ساخرا... بس عرف و اكيد مستحلفلي و ساكتربت معاذ على كتفه قائلا بعاطفة مزيفة... الله يرحمك كان نفسي اقعد معاك اكتر من كده
نفض ليث ذراعه بعنف قبل ان يلويها وراء ظهره قائلا بحدة=
نحترم نفسنا عشان نروح كويسين و نقدر نخش دنيا اتفقنا
صاح معاذ متألما... اه سيب دراعي يا متوحش
دفعه بغضب ليقع ارضا مردفا بلهجة غاضبة محذرة...
= اطلع بره يالا مش عايز اشوف خلقتك من هنا لحد ما يظهر تميم و لو لمحتك بس قول على نفسك يا رحمن يا رحيم برررهاشاح بيده مربطما بحدة... دي جزات الى يسيب موزته و يجي يشوفك انا الي غلطان
وخرج بعدها يصفع الباب بعنف تاركا ليث في دوامة من الافكار المشتتة يخمن مكان ايجاد تميم..
ولجت كارين الى مقر عملها بخطوات ثابتة و قوية تشيع بصلابتها المعتادة... تلقت التحيات بشغف و استغراب من زملائها الذي كان واضحا في نظراتهم... ارتسمت إبتسامة تلقائية على شفتيها عند تذكرها لقرار عودتها للعمل بعد كل ما مرت به من صعوبات.. فكل ما فعلته انها قررت ارجاع شخصية كارين المنشاوي الصحفية الناجحة التى كادت ان تفقدها في ظل وجوده في حياتها... عادت و أخيرا الى مركز قوتها و شموخ هدفها....
دلفت الى مكتبها برفقة مريم التى رحبت بذهول من عودتها المفاجئة...
جلست على مكتبها تتطالع محتوياته بشغف ولمعان واضح على ملامح وجهها قائلة بحبور
= تصدقي ان حاسة اني كنت ميتة و رجعت للحياة تاني
مريم.. لازم يا بنتي انا والله مش مصدقة انك قدامي دا انا قولت انك خلاص
كارين بلهفة... خلاص ايه المهم قولي لي اخبارك و اخبار الشغل ايه دا ما صدقت انكل عصام يرضى عني
مريم بتوجس.. الا صحيح هو انت اقنعتي ازاي دا كان شايط من وقت ما سبتي الشغل
زفرت كارين بعمق قائلة= اسكتي دا لولا ايهم كان زماني بشحت
قهقت مريم بشدة مردفة بانفاس متهدجة... غريبة يعني انا قولت السهوكة بتاعتك هتجيب نتيجة
كارين... سهوكة ايه انتِ كمان ما انت عارفة انكل عصام مبيصدقنيش من ساعة غرزة المخدرات الى روحتها السنة الى فاتت
مريم.. المهم ما قولتليش ايه الى حصل لكل انا عارفة انه مش وقته بس بجد عايزة اطمن عليكي
![](https://img.wattpad.com/cover/215005837-288-k463243.jpg)
أنت تقرأ
تميم بقلمي نور ( مكتملة )
Mistério / Suspenseقسوة ما مر به جعله رجل قاسي القلب لا يعرف الرحمة ولكن طيفها جعله عاشق متيم من بعد صراعات كثيرة +18