الفصل الثامن عشر

52.5K 1.4K 214
                                    

مر شهرا كاملاً على اختفاء تميم لا يبالي بقلوب تعتصر الم الفقدان و الشوق تتجرع مرارة عشق لم يعرف طريقه للخلاص.. اعين تتوق لرؤيته.. قلب سامح قسوته و تعايش مع ماضيه و ظلمه جسد بارد يفتقد دفء احضانه..
كانت تقبع بين ذراعيه يحتضن فمها بقبلات متمهلة شغوفة يديه تقبض على خصرها تلصقه بها اكثر.. تراه يرفع ذقنها المرتعش يلتقط شفتيها بين شفتيه بقبلة تزداد عمقا و تطلب اكثر بينما يداه مشغولتين بحل أزرار قميصها القطني المبتل يكتشف انثوية جسدها السالب لانفاسه الثائرة... و لا تزال شفتيه تمتص من رحيقها اللامتناهي يرفع كفيه يحتضن كفها شابكا اياه خلف رأسها.. يتمم ما بدأه من سيل عشق عارم اخترق جسدها حتى النهاية يكمل زواجه الناقص بكل تفنن و حب جارف.. تمنحه زمام الأمور ليتولاها.. تستسلم له كل ذرة من جسدها تحت وطأة عشق لا سبيل للفرار منه... ليلة ماطرة.. رعد.. قفزات طفولية تحت رذاذ المطر... ضحكات عابرة.. عناق طويل.. خصلات مبتلة.. رائحة ارض ندية... حشائش خضراء مبللة.. قبلة خاطفة.. نسيم هواء قادم من الشرفة.. ثوب حريري غارق بقطرات الندى..

شهقت بقوة تنتفض من فراشها بفزع رهيب يحتل كل تفصيلة من كيانها.. فذلك الحلم المزعج لا يكف عن ملاحقتها منذ اكثر من اسبوعين تحديدا بعد اختفائه الذي سلب لب قلبها لم تهدأ منذ ان اخبرها ليث عن تعقد الأمر جراء ذهابه المفاجئ الذي لا ينذر الا بالخطر...
نهضت ترفع الغطاء عنها بكسل.. تقاوم خمول جسدها الذي بات امرا يلازمها بإستمرار بسبب نومها الدائم.. تحاملت على نفسها حتى ساقت قدميها نحو المرحاض تأخذ حمامها الصباحي لتستعد ليوم حافل من العمل خاصة و انها قد استعادت نشاطها كصحفية متميزة في مجالها... خرجت تلف جسدها بمنشفة وردية كبيرة تقف امام مرآتها تجفف خصلاتها تتوالى افكارها مرتكزة و بشدة على تفاصيل ذلك الحلم الذي بات جزء لا يتجزأ من نومها المتقلب...
اسدلت ثوبها الابيض الحريري على جسدها يعلوه سترة من الجينز الازرق تخفي بها ذراعيها و صدرها  الذي ازداد حجما لسبب تجهله زفرت بضيق قائلة في عمق ذهنها " ربما هرمونات متأخرة "
التقطت هاتفها ترسل له للمرة الالف تسأل عن مكانه بكلمات شغوفة غلب عليها طابع الشوق و التهديد والوعيد الشديد على تركها و اختفائه بهذه الصورة المؤلمة...
نزلت الى الاسفل بخطوات مسرعة حتى لا تلتقي بأيهم الذي بات امر استقرارها هوس يلاحقه لدرجة انه صاح فيها مرة يتوعد لها بسبب رفضها لأحد المتقدمين لخطبتها... فكيف لها أن تكون لغيره و قد قطعت وعداً على نفسها بأن لا ينالها احد الا هو..قلبها متعارض مع عقلها بصورة هائجة لا يقبل طرد تميم من نبضاته المُساقة بانجراف نحو عشقه..
ادارت محرك سيارتها تقودها بتروي متجهة الى عملها الذي بات مصدرا لانشغالها حتى تكف عن التفكير بتميم نصار.

دلف الى شركته بخطوات واثقة ذات شموخ و كبرياء مخيف اعتاد عليه جميع العاملين بالشركة... تتبعه نظراتهم المرتبكة و المستغربة فها هو رب عملهم يعود بعد غياب دام لأكثر من أسبوعين بهيئته الخاطفة للانفاس بقتامة بدلته السوداء التي يتخلل اسفلها قميصه الأبيض ذو الأزرار النصف مفتوحة ظاهرا صلابة عضلاته الفولاذية التى تتشنج بعصبية واضحة على ملامح وجهه المكتظة وسامة سالبا أنفاس آنسات شركته و مثيرا غيرة رجالها...
تجاهل نظراتهم الهائمة بمشاعر باردة متجها بثبات نحو مكتب ليثه الغاضب...

تميم بقلمي نور ( مكتملة ) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن