#الانتقام_ الاسود
الفصل الثامن عشراستغرب يحيى من شكل صادق اقترب منه ورفع الهاتف ووضعه على أذنه وسمع اهم خبر في حياته وهو انتحار مها في المصحة(وتذكر زيارته الاخيرة لها فهو قبل دخوله غرفتها دخل مطبخ المشفي وطلب من السيدة كوب ماء واعطى ظهره للكاميرا حتى لا يظهر ما يفعله واخذ سكين صغير دون ان يلاحظه احد ووضعه في جيبه احضرت السيدة الماء شربه وشكرها وخرج ودخل غرفة مها ووضع السكين امامها ورأها عندما اخذته وخبئته تحت وسادتها)تظاهر بالصدمة والغضب وقال..ازاي دا يحصل وانتو كنتو فين
نظر لصادق الذي مازال تحت تأثير الصدمة وقال..انا رايح اشوف اللي حصل
صادق بصوت لايكاد يسمع يملأه الحزين..خدني معاك
وصلو المشفى ودخلو غرفة مها وجدو العديد من الاطباء وهي على سريرها مغطاه بغطاء ابيض ملطخ بالدماء لم يتمالك صادق نفسها وتهاوى على كرسي يبكي اما يحيى امسك الطبيب من ملابسه وقال بغضب مزيف ..ازاي دا حصل
الطبيب بخوف من ردة فعل يحيى..والله اكيد في حاجة غلط
يحيى بصوت عالي..يعني ايه في حاجة غلط
الطبيب بتوتر ..والله احنا مانعين اي حاجة حادة تدخل لها بس مش عارف ازاي دا حصل
يحيى نظر له نظرة ارعبته..هي انتحرت ازاي
انزل الطبيب رأسه..قطعت شراينها بسكينة
يحيى اتسعت عيناه بصدمة مزيفة..وازاي وصلت لها السكينة رد عليا
الطبيب بصوت مهزوز..مش عارف بس للاسف السكينة من جوا المستشفى
يحيى..وازاي عرفت انها من جوا المستشفى
الطبيب بتوتر..كل حاجة هنا عليها علامة المستشفى
يحيى بصوت عالي..دا اهمال وانا مش هسكت انا هوديكم فى ستين داهية انت فاهم
الطبيب بهدوء يحاول امتصاص غضبه..والله يااستاذ انا مش عارف دا حصل ازاي والكاميرات مفيش حاجة غير طبيعية
لكم يحيى الطبيب في وجهه كي يكمل دوره بنجاح واراد ان يلكمه مرة اخرى لكن منعه صوت صادق الضعيف الحزين..خلاص يا يحيى بلاش فضايح
نظر له يحيى بغضب وترك الطبيب واتجه نحوه وقال..خلاص هو ايه اللي خلاص
صادق يتنفس بصعوبة وصوت حزين ..اسكوت وكفاية فضايح
يحيى بصوت عالي..انت السبب في اللي حصلها انت السبب حطيتها في المصحة وارتحت خوفت على نفسك ورمتها
وقف صادق بصعوبة واقترب من يحيى وقال..عندك حق انا السبب يارتني مادخلتها يارتني خلتها في البيت وقتلتني كان اهون عندي وصرخ بقلب ذبيح على فقد ابنته..ااه يامها
نظر الطبيب ل يحيى..حضرتك كدا مش هينفع انت لازم تكون قوي عشان تقدر تقف جنبه دا راجل كبير في السن مش هيتحمل وبعدين احنا محتاجين امضة من حد فيكم عشان نكمل اجراءات
الدفن
هز يحيى رأسه بإجاب..هات الورق انا همضيه
الطبيب..انا اسف على اللي حصل وبشكرك على تفهمك الموقف
يحيى هز رأسه بهدوء ..خلاص اللي حصل حصل وانتهى خلينا نوصلها لمكانها الاخير في هدوء
شعر الطبيب بالراحة بعد هدوء يحيى فهو كان خائف منه فهذا الاهمال ممكن ان يتسبب في اغلاق المشفى احضر له الاوراق ومضاها يحيى تحت نظرات صادق الحزينة اكملو كل شئ وذهبو الى المقابر وتم الدفن وبعد وقت رجع صادق ويحيى الى الفيلا لأستقبال المعزين وتقبل العزاء وبعد انتهاء اليوم ورحيل الناس صعد يحيى الى غرفة مها ونظر لنفسه في المرآة كيف تحول لهذا الشخص القاتل نعم هو من قتلها هو من وضع لها السكين وقال كأنه يهزي..هما اللي وصلوني لكدا انا كنت في حالي هما اللي بدأو هما اللي اتهمو امي وبهدلوها هما اللي بعدوني عن الين وياعالم عايشة فعلا ولا قتلوها هما السبب هما السبب ظل يصرخ بصوت يدمي القلوب.. ااه اااه ويكسر في الغرفة بلا وعي سمع صادق صوت صراخه صعد سريعا اليه ووجده على هذة الحالة احتضنه..خلاص يايحيى كفاية حرام عليك هي خلاص راحت فهو متخيل انه يبكي عليها ولا يعلم انه يبكي على نفسه يبكي على حاله الذي وصل له انتبه يحيى واستعاد وعيه ونظر لصادق وقال بصوت حزين..مش قادر انا تعبان اوي
ربط صادق على ظهره..متعملش في نفسك كدا هي اكيد حاسة بيك وهتزعل منك انت عارف هي اد ايه كانت بتحبك
هز يحيى رأسه بإجاب..حاضر هحاول
صادق امر الخدم بتنظيف الغرفة
صادق نظر له..بلاش تنام هنا نام في اي اوضة تانية لحد ما أعصابك تهدى
ذهب يحيى لينام في غرفة اخرى اما صادق ظل يبكي على ابنته الوحيدة
.........................
**في تركيا
وصل خبر موت مها ل اكمل وارسل في طلب عماد لأخباره
دخل عماد مكتب اكمل بعد ان طرق على الباب
عماد بهدوء ..حضرتك عايزني
اكمل هز رأسه بهدوء ..ايوة في حاجة مهمة الين مش لازم تعرفها
عماد نظر له بأستغراب ..حاجة ايه
اكمل بهدوء ..مها ماتت
عماد..حضرتك عرفت منين
اكمل..وصلتني معلومات انتحرت في المصحة النفسية
اسكتت الصدمة عماد ولم يرد
اكمل نظر له نظرة مطولة ..مالك انت زعلان عليها اوي كدا
عماد هز رأسه بالنفي ..مش حكاية زعلان بس مستغرب ان واحدة زي دي توصل للمصحة النفسية وكمان تنتحر حضرتك متعرفهاش دي عندها جبروت رهيب انا مش متخيل انها توصل للحالة دي يمكن دا عقاب افعالها بس يالا هي خلاص ماتت وانتهت وحسابها عند ربنا
اكمل نظر له نظرة تحذير..المهم دلوقتي ان الين متعرفش حاجة هي لسة تعبانة من الولادة وكمان لو عرفت ممكن تصر تنزل مصر ودلوقتي مش في مصلحة يحيى انها تنزل دلوقتي صادق لو حس بحاجة ممكن يولع الدنيا ومحدش هيقدر يقف قصاده
عماد هز رأسه بهدوء ..ايوة فاهم وعارف كويس هي دلوقتي مهتمية ب سليم ومعندهاش وقت لحاجة
اكمل تنهد براحة..طب كويس لحد اما الفترة دي تعدي على خير
سكت عماد وتغير وجهه لانه احس ان الوقت مر سريعا ولم يبقى لها الا وقت قصير جدا وسوف تعود لزوجها فهي تستحقه فهو يحارب من اجلها وهو يستحقها فهي حافظت على حبها له فهي مازالت تعشقه رغم معرفتها انه تزوج بأخرى وليست اي إمرأة بل من ارادت قتلها
اكمل شعر بحزنه وتغيره..عماد انت كويس مالك
عماد هز رأسه بالنفي ..لا ابدا مفيش عن اذنك
خرج عماد من المكتب تحت نظرات اكمل المشفقة عليه فما أصعب الحب من طرف واحد ويكون حبا صادقا ويكون حب عطاء بلا مقابل ..ربنا يهون عليك ويمسح حبها من قلبك
...................
""في غرفة الين
الين على السرير رافعة جسدها قليلا وكرستين تجلس على حافة السرير تحمل سليم طرق عماد على الباب واستاذن للدخول
اعتدلت الين في جلستها..اتفضل
عماد بأبتسامة هادئة. .عاملين ايه
الين /كريستين..الحمد لله انت عامل ايه
عماد هز رأسه بهدوء ..انا كويس الحمد لله البيت تحت من غيركم ملوش حس ونظر لسليم ممكن اشيل السكر دا
مدته كرستين له
اخذه برفق وقبله بحب..انا اليوم اللي بيعدي عليا من غير ما اشوف السكر دا بيبقى نقصني حاجة ومش بعرف اكمل اليوم انا مش عارف هعمل ايه لما ترجعو
الين بأبتسامة فرح..في اخبار جديدة
عماد انتبه لنفسه وهز رأسه بهدوء ..لأ بس خلاص هانت
كرستين بزعل..كدا عايزة تسبيني وتمشي بسرعة بعد ما اتعلقت بيكي انتي وسليم
الين هزت رأسها بالنفي ..والله مش قصدي بس انا خلاص مش قادرة اتحمل اكتر من كدا عايزة اشوف ماما عفاف ويحيى وحشوني اوي انا كنت بضحك واهزر عشان اداري الوجع اللي جوايا بس خلاص مش قادرة اداري اكتر من كدا انا صبرت ومكلمتش ماما ويحيى عشان عارفة ان دا فيه خطر عليهم بس خلاص مش قادرة خايفة على يحيى منهم وخايفة منه ازاي هيتقبل اني كنت بعيدة عنه الفترة دي كلها من غير ما يعرف انا فين ولا عايشة مع مين انا خلاص تعبت بجد
عماد حاول ان يطمنها..متخفيش عليه انا قولتلك انه في حماية اكمل بيه ومتخفيش منه هو اكيد هيفرح انك عايشة ودي اهم حاجة عنده ولا ايه وبعدين انتي كنتي عايشة عند أكمل بيه ومدام كرستين
كرستين بهدوء تؤكد ماقاله عماد..لو بيحبك بجد مش هيفكر الا انك عايشة ورجعتي ليه وهو اكيد هيفهم انه لو عرف اي حاجة مكنش هيقدر يكمل ويتخلص منهم ودا كان هيبقى خطر عليكي انتي
سكتت الين وسرحت وصور لها خيالها ان يحيى عايش مع مها حياة عادية حتى وان اراد التخلص منهم فهو اكيد بتعامل معها عادي حتى لاتشعر بشئ اكلت الغيرة قلبها وقالت لنفسها .. انا لايمكن ارجعله بعد ما عاش معها
...............
**في شركة زين بعد يومين
كانت نادين في مكتب زين تريده ان يمضي بعض الاوراق
نادين بنبرة هادئة ..كدا كل الاوراق اتمضت اروح انا اشوف شغلي
زين بنظرة حب..خليكي مادام مفيش مقابلات ولا شغل مهم
نظرت له نادين بخجل..طب هقعد اعمل ايه
نظر لها زين بخبث ..انتي من ساعة ما دخلتي مقولتيش ليا حاجة وغمز لها بعينه كله شغل وورق
نادين بخجل من نظرته..وانت عايزني اقول ايه
زين بنبرة عاشقة وعيونه عليها..يعني انتي مش عارفة
نادين وقد تحول وجهها للون الاحمر..لأ
قام زين من مكانه واقترب منها حتى اصبحت انفاسه تلامس بشرتها وقال بنبرة اذابت قلبها ..قوليلي بحبك قوليلي وحشتني
فهذه اللحظة دخل مجدي المحامي بعد ان طرق على الباب ولم ينتظر اذن الدخول
رأى زين قريب من نادين بهذا الشكل نظر لهم نظرة قلة احترام وخاصة ل نادين
اشتعل زين غضبا من فعلته..انت ازاي تدخل من غير استئذان
مجدي مط جانب شفتيها بأبتسامة ساخرة وقال..انا خبطت على الباب بس الظاهر ان محدش سمعني
زين اتسعت عيناه بغضب واحمرت بشكل مخيف ..انتبه لكلامك
مجدي بتهكم..انا مقصدش المعنى اللي وصلك عمتا انا اسف ونظر لها.. يا انسة نادين قالها بطريقة سيئة جدا
نظر له زين بغضب ..قصدك مدام نادين
اتسعت عيناي مجدي بصدمة..مدام
زين..ايوة مدام نادين مراتي
مجدي اتسعت عيناه بصدمة ..انا ..انا اسف يا زين بيه مكنتش اعرف انها المدام
نظر زين ل نادين وقال بهدوء ..اتفضلي انتي دلوقتي
خرجت نادين بسرعة
نظر مجدي ل زين..انا اسف مرة تانية بس ليه حضرتك لما كلمتك عنها ماقولتش انها مراتك وليه سمعتني للاخر
زين نظر له وقال بهدوء ..عشان محدش كان عنده علم وعشان اعرف نيتك ناحيتها وياريت الشركة كلها تعرف
مجدي هز رأسه بهدوء ..اللي تؤمر به هبلغهم وياريت متكنش زعلان مني
زين..لا ابدا حصل خير بس صحيح كنت عايزني في ايه
مجدي..اه صحيح دا انا نسيت في ورق مهم لازم تمضي عليه مد له الورق وخرج قرأ زين الورق ومضى عليه و فتح حاسوبه الشخصي وجد خبر انتحار مها اتصل على يحيى واراد مقابلته اغلق الخط معه فصوت يحيى حزين للغاية
زين تنهد بحزن..ياترى مالك ياصاحبي صوتك يوجع القلب
................
""في الكافتريا
جاء زين وجد يحيى شارد الذهن حزين لم يتوقع زين ان يراه هكذا هل هو حزين عليها ألم يريد الانتقام والتخلص منها اذا لماذا هو حزين بهذا الشكل اقترب زين من الطاولة التي يجلس عليها يحيى
زين..السلام عليكم
يحيى..وعليكم السلام
زين..البقاء لله
رفع يحيى رأسه ونظر له نظرة غريبة..الدنيا والدوام لله
جلس زين..امتى الحكاية دي حصلت
يحيى..من يومين
زين..وليه ماقولتش ليا عشان اكون جانبك
يحيى..الحكاية حصلت فجأة وبعدين ماينفعش ان صادق يشوفك معايا يمكن يكون في حد يعرفك وساعتها هيعرف اننا نعرف بعض
زين..اه صح بس انت مالك حزين اوي كدا انت زعلان عليها
يحيى نظر له ومط جانب شفتيه..زعلان عليها دا انا لو اطول اصحيها واقتلها بدل المرة مية مرة مش هتأخر انا زعلان على نفسي زعلان اني بقيت واحد تاني انا مش عارفه ولا فاهمه ازاي وصلت لكدا تنهد واخذ نفسا طويل وقال..انا بقيت زيهم مفيش فرق بينا
زين صدم من كلامه..انت بتقول ايه اوعى تقول كدا تاني انت مش زيهم ولايمكن تكون زيهم انت بتأخد حقك العين بالعين والسن بالسن والبادي اظلم وهما اللي بدأو اوعى تفكر كدا خلينا نخلص وننتبه لحياتنا ونرجع زي الاول قبل ما تقابل المصيبة دي
يحيى تنهد بوجع..ياريت اكون بحلم واصحى الاقي كل حاجة رجعت زي ما كانت
زين بأبتسامة هادئة ..ان شاء الله ترجع حياتك احسن مما كانت نخلص بس من صادق عشان نعرف نوصل لعماد ونعرف الحقيقة
يحيى..انت عارف نفس اخلص بسرعة عشان اقابل عماد وخايف اقابله
زين نظر له نظرة تطمئنه..ان شاء الله كل حاجة هتتحل والين كويسة
يحيى بصوت يملأه الرجاء..يارب يالا انا همشي عشان رايح ل امي
زين..هو انت قاعد مع صادق
يحيى..ايوة لازم اكون جنبه عشان يطمن وابدأ اجهز لضربة الكبيرة
زين..تمام ربنا معاك
ذهب زين الى منزله
** وذهب يحيى الى منزل والدته وصل ورن الجرس فتحت عفاف بهدوء ..عامل ايه يا حبيبي
يحيى ابتسم لها..بخير ياامي
لاحظ يحيى ان عفاف حزينة سألها ..مالك ياامي
عفاف نظرت له والحزن يملأ عيونها..الين يايحيى
تنهد يحيى بوجع..مالها الين
عفاف نظرت له..زعلانة منك بتبصلك وتعيط انا شوفتها في الحلم
يحيى بأبتسامة..طب معرفتيش زعلانة ليه
عفاف رفعت حاجبيها ..ان بتتريق عليا ياواد
يحيى ببراءة..انا بسأل بس وعمتا سهلة ترجع هي بس وانا اصلحها
عفاف..اتلم ياواد بس قولي مالك شكلك مش عجبني
يحيى تنهد ..خلاص طاقتي خلصت
عفاف ربطت على كتفه في حنان ..ياابني اصبر شوية فرج ربنا قريب
يحيى..يارب ياامي يالا انا لازم امشي ورايا شغل مهم الصبح
عفاف..هو انت لحقت تقعد معايا
يحيى بأبتسامة ..معلش ياامي
ذهب يحيى
عفاف ..ربنا يريح قلبك يا ابني ويسترها معاك...........
***
أنت تقرأ
الانتقام الاسود بقلم نوني الهواري كاملة
Mystery / Thrillerالانتقام الاسود دائما ما نحاول الغفران والنسيان ونجاري الحياة لكن ليس سهلا ولايصلح في كل الاحوال فعلى قدر الخطأ يكون العقاب وعلى قدر الاذي والظلم يكون الانتقام