"أيها السيد، حان وقت الإغلاق."دحرج النادل حدقتيه بضجر، ثم نطق بعد ذلك بملل بسبب تكريره للجملة ثلاث مرات.
غريق في فضاء أفكاره، مختنق على بعد وهلة من الإنفجار. تم إنقاذه من طرف النادل، فليس دائما الخيال مهربا لمن هو يتيم واقعه، كسحب تواكب جريان الحياة، بيضاء في النهار، رمادية عندما تودع الشمس البحر بقبلة.
وضع أوراقا نقدية على الطاولة ليستلمها النادل و يضعها في الصندوق، إستقام بترنح نحو المخرج، لم يكن في وعيه ليرى أن أمامه بابا زجاجيا فارتطم به. أطلق قهقهة سخرية ثم فتحه ليتوجه نحو منزله.
قطرات المطر صنعت منه إنسانا أكثر إثارة للشفقة، يسمع صوت خطواته مختلطا مع الهمار. سار ببطء و جيوب سترته استقبلت يديه المتجمدتين برحب فأدفأتهما، ليت أحدا يستقبل قلبه البارد فيذيبه.
يلجأ المرء أحيانا للهجرة عندما لا يجد في موطنه ما يحتاج، إلتجأ للخمر الذي يسرق منه وعيه، فالواقع لم يكن لطيفا و النسيان حتى لو لبعض الوقت فردوس.
فتح باب شقته فقابل الفراغ، أعطته الوحدة صفعات حارة معلنة عن اشتياقها لوجوده. فما معنى الوحدة بعدم وجوده؟ هو ما يجعلها موجودة بحضوره.
إنتزع ملابسه رغم قساوة الجو، بقي مرتديا سرواله ثم اندس تحت غطاءه الأبيض. إنها الخامسة صباحا، حيث يفتح الناس أعينهم لعيش الحياة أما هو فينام لعيشها. إنه رفيق الليل و الليل قرينه.
عند الساعة الثالثة عصرا أيقظه اتصال هاتفه. و كأن شخصا كان يحفر طوال الليل داخل رأسه، الصداع لم يترك له فرصة لرفعه حتى. قرأ اسم المتصل فتردد قبل أن يجيب، خفقان قلبه كان ينهيه عن الإجابة لكنه فعل. أردف بصوت أجش"مرحبا."
"مرحبا سيد بيكهيون، تجاوزا للرسميات سأخبرك مباشرة، يؤسفني قول أن لوحتك رُفضت..أتمنى لك حظا أوفر في المرة القادمة."
لا توجد مرة قادمة، فهذه الجملة حتى التكرار مل من إعادتها."تجاوزا للطرق الملتوية، من أخذ مكاني؟"
"إنه رينجون."قالت الموظفة بهدوء بعد تنهد.
لم يمنع نفسه من القهقهة، عدل خصلات شعره السوداء بإرجاعها للوراء. إستقام بصعوبة و شق طريقه عبر الأوراق البيضاء المكورة على الأرضية و فرشاته الملطخة بالأسود."ابن الاعمال اللقيط ذاك."
"سيدي، الرجاء التحسين من ألفاظك و كنصيحة صغيرة تدرب على تحسين لوحاتك أيضا."
"أشعر بالخزي."أردف و هو ينظر للعالم بحدقتيه عبر زجاج نافذته.
"يجب أن تعمل على تحسين رسوماتك."نطقت ببساطة و كأنها تفقه شيئا في الفن، إن مفهوم الفن له مفهوم آخر بالنسبة له، فمهومه بحد ذاته فن كما يعتقد.
أنت تقرأ
|إنبثاق| مصعد الجحيم.
Fanfictionو من براثن الانكسار خلقت الرسومات الحمراء. أنا لست أحد، أنا الماضي، أنا أفعال الناس. -سيدي، من يثمل هكذا في النهار لا يكون سوى شخص بائس. -و من تحشر أنفها في حياة الناس لا تكون سوى طفيلية. 1-#good 1-#society 1-#villain