~1~

801 43 15
                                    

اختَرق مسامِعي رنينُ المنبهِ المُعتاد.
التَفت إلى يميني لأتفقَد الأرقام على الشّاشة:

٦:٠٠ صباحًا
الاثِنين، ٦يناير

هذا المَنظر المألوف، بشدة
يُخبرني أن أنهَض وأتجهَ للعمَل، كُل يوم.

لطالَما كان نومي ثقيلًا، فأضع منبهًا كُل خمسِ دقائق. لكِنني لَم أكُن بحاجةٍ إلَيهم اليوم؛ فقَد كُنت مستَيقظًا بالفِعل قَبل المَوعد.

بعبارةٍ أخرى..
لَم استَطع النّوم!

رتّبت السّرير، ثُم تحرَكت متعبًا إلى دورَة المياه.
بدأت بالاستِحمام، وانتهَيت بالحِلاقة، بحرصٍ حتى لا أقتُل نفسي.

وبثوبٍ الاستحمام يلُف جسَدي خرجُت مباشرةً إلى المطبَخ. بينما أجففِ شعَري بمنشفةٍ متوسطة الحَجم، ألقَيت نظرةً في المَكان أفكر في وجبةً لائقة للإفطار.. وكأنني أملك العَديد من الخَيارات!

قطعَتين مِن الخُبز داخِل المِحمصة، حتى أحضِر الحَليب.
الإفطار ذاته مُنذ أن انتَقلت للعَيش وَحدي.

مربى توت صُنع في المَنزل غطى الطبَقة العلويَة مِن الخُبز، التي لقضماتي الكبيرَة اختفت في لحظات.

أقوم بذات الوتيرَة منذ أعوام بالفِعل؛ يحفَظها جسَدي فيتحَرك من تلقاءِ نفسه.
لدرِجة معرِفتي كُل نشاطٍ وكم أقضي مِن الوَقت فيه!

لكن ما كانَ مختلِف هو أنَني
لم أشتهي هذا الإفطار المتواضِع اليوم..

أخرَجت صندوقًا برتقالي اللّون. وملأتهُ ببعضِ قطَع الفراولة والتّوت المتبقيّة مِن صُنعي للمربى؛ لأتناوَلها في استراحةِ الغداء قبلَ أن تتعفَن.

نظَرت إلى الوقت بينما أضع الصّندوق في حقيبَتي، فلاحظت أنَني تأخرتُ هذهِ المرة..

كنتُ قَد استَغرقت وقتًا أطول في الاستِحمام، وتأكدت من حلاقَة ذقني عدة مرات.

بالطَبع عليّ المحافَظة على مظهرٍي. لكِن اهتِمامي هذه المرة تخَطى المَعهود..

لهُ دافعٌ مختلف!

اتجَهت لخزانةِ ثيابي المُملة، تغلِبها الألوان الباهِتة كَفيلمٍ كلاسيكي. عادةً ما أرتَدي الثّياب السوداء ذاتِها للعَمل؛ اختِصارًا للوَقت.

لكِن هذهِ المرة أمسكَت يدي بكنزةٍ صوفيةٍ لها تدرُجات الأزرق.
لا أصدق بأنها تخصُني حتى!

مع بنطالٍ أسود، وضعتُ فوقَها معطفًا بنيًا فاتحَ اللّون.
أعتَقد أنَ مينقي نسيَه في منزِلي..

شعرِت بالغرابة متفحِصًا مظهَري بالمرآة، أبدو مشرقًا ولَم أعتَد على هذا.

ثيابٌ مختلفة وبذلَت بعضَ الجُهد في تسريحِ شعري..
لابُد أنَني جُننت!

بعَد أن جمعتُ ما أحتاجُ في الحقيبَة، ارتَديت حذاءً رياضيًا وخرَجت مِن المنزِل. أقفِ أمامَ المصعَد يجتاحُني التّوتر، ليتَني أخذتُ اليَوم عُطلة.

بدأت بعد التّخرج بالعمل كبائع زهورٍ، في متجرٍ تابع لمشفى تشونقوك.
لدي متسعُ كافٍ من الوقت، وفترة تدريبي في مؤسسة HJ لم تبدأ بعد.

لكِنني أحبُ المكانَ هنا؛ فالزّهور تُحيطني من كِل الجهات، والقصصُ المُختلفة للنّاس التي تأتي لمُقابلة أحبابِها تسُرني كثيرًا.

اللّذة الوحيدة في صباحي.
سأفقتده كثيرًا.

صعدتُ وسيلةَ تنقِلي إلى مصدر بهجَتي، الحافِلة.
جلستُ على المِقعد الأقرب للمخرَج، على الرغم من أن مقعدي الأخير المفضل شاغِر..

مشهدٌ نادِر خلالَ صباحِ أيام العَمل، كنتُ أشعرُ بالحَماسة لأجلهِ دومًا.
اليَوم، أريدُ فقَط المغادَرة بِسرعة.

نظرتُ لسماعاتُ الأذن في يدي قبل أن أضعها مجددًا في الحقيبة.
لا أشعرُ برغبةٍ في سماع الموسيقى كما كنتُ أفعل كلَ يوم!

اسنَدت رأسي على النّافذة، واكتَفيت بالنّظر للحركة السّريعة في الخارِج
كل شيءٍ فيّ غريبٌ اليَوم.. ما بالي أبالِغ في تضخيمِ الأمور!

أعتَقد بأنني متعَجل، متشوقٌ للوصول لا أكثَر.
حتى ينتَهي كُل شيءٍ سريعًا.

_

_

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

_

غاليَتي ✔️                                              حيث تعيش القصص. اكتشف الآن