أخذت لورين تتراجع بخطواتها مبتعدة عن كابوسها الحي الذي يطالعها بسخرية حتى أصطدم ظهرها بالحائط خلفها لتلتصق به متمنية النفاذ من خلاله.
صرخت به بصوت خائف يرتجف : إياك والإقتراب مني أيها القذر.أطلق ضحكة مدوية مستنكراً طلبها...توقف عن الضحك وقطع المسافة التي بينهما حتي أصبح أمامها مباشرة لتلفح أنفاسه الكريهة صفحة وجهها التي تلطخت بالدموع الدامية.
أدارت وجهها هرباً من تلك العينين التي تترأي بداخلها نهايتها...وما إن فعلت حتي أمسك هو بذقنها مديراً وجهها لناحيته مستمتعاً بزرقة عينيها والتي يغطيها ذلك السائل المائي الشفاف جاعلاً إياها تلمع أكثر...كم أعجبه ذلك الرعب المرتسم في ملامح وجهها والمرتكز في عينيها فأبتسم وهمس بخباثة أمام شفتيها : وأخيراً أصبحت بين يدي...كم أنتظرت هذهِ اللحظة...أنا وأنت فقط.
ليتابع بمرح ساخر : والشيطان ثالثنا.رمته لورين بنظرات نارية لتهتف من بين أسنانها بإشمئزاز : لا يوجد شيطان غيرك هنا أدعو من كل قلبي أن تتعفن في الجحيم.
قبض جون علي فكها السفلي بقوة ثم أردف وهو يصر أسنانه بغضب : يبدو أن طفلتي لسانها قد طال وأصبحت شرسة وهذا...
لينشق فمه عن إبتسامة واسعة ومريضة ويكمل : وهذا يعجبني.
ثم أردف بخبث وهو يتلمس خدها بأصابع يده الأخري : هكذا ترويضك سيكون أمتع.تقززت لورين من لمسته وحاولت التملص من قبضته التي أراخها من علي فكها ليضعها على ذراعها ويجرها خلفه ناحية الفراش ولكن لورين قامت بتثبيت قدميها على الأرض وهي تهز رأسها بعنف وتصرخ بعلو صوتها لعل أحد يسمعها وينجدها من مصيرها المظلم.
أحاط جون جسدها بذراعيه وهو مستمراً بسحبها لتحقيق أفكاره المظلمة والتي ينسجها له الشيطان ومع علو صوت صرخاتها ضحك بقوة وقال بإبتسامة ماكرة وهو يراقبها بإستمتاع : أصرخي بقدر ما تريدين...لقد أخترت هذا المنزل البعيد والمنعزل فقط لتصرخي بكل راحة...أنا لم أكمم فمك الجميل لأجل أن أستمع لصراخك...فهو يزيدني جوعاً إليك.
أنكمشت ملامحها خوفاً وبهت لون وجهها تسارعت دقات قلبها ضاربة قفصها الصدري بعنف لدرجة آلمتها...كل ذرة بها تصرخ من شدة الذعر...شعرت بعضلة قلبها تنقبض مسببة لها ألم حاد...عينيها كانت تري ظلال الموت تحوم حولها.
وفجأة شعرت بجسده يرتمي فوق جسدها ليغرز أسنانه في رقبتها كمصاصي الدماء ولكن الفرق هنا أنه يمتص حياتها وليس فقط دماءها.
***
دققت كاندي في الصورة التي بهاتف مارتن والتي تجمعه بجون...شعرت بأنها رأته في مكان ما فأغمضت عينيها محاولة التذكر وفي ثانية ضربت تلك الذكرة عقلها...أتضحت أمامها الصورة ما أن عرض أمامها ذلك المشهد حيث كانت جالسة مع شقيقها في إحدى المطاعم إلى أن أقتحم جلستهم ذلك الجون بعينيه الماكرة التي تتطالعها بوقاحة...فنهض توم وأخذه بعيداً ليعود بعد لحظات بمفرده لتتساءل عن هويته فيخبرها بأنه صديقه.
فتحت عينيها على آخرهما لترفع رأسها ناحية شقيقها وتصيح بصدمة : توم...هذا صديقك.