رجع مارتن وخلفه لوكاس لمكان جلوس الشباب وقال بوجه خالي من أي تعبير: لقد عرفنا مكان لورين.أرتسمت السعادة على وجوه الجميع وأرتخت أعصابهم المشدودة بينما هب داني واقفاً وقد أتسع فمه عن إبتسامة فرحة: إذاً دعونا نذهب.
مارتن بملامح مرعبة: سأحضر شيئاً من غرفتي ونرحل.
وأثناء إنتظارهم عودة مارتن رن جرس الباب لتذهب جولي وتفتحه لتتفاجئ بإندفاع ليليان لداخل المنزل وخلفها أندرو وماثيو.
سارت ليليان بخطواتها المتعثرة ودموعها تكاد تحجب الرؤية أمامها، قلبها كان في حالة من الفوضى، ينبض بإضطراب بدقات سريعة غير منتظمة، تدعو بداخلها ألا تفقد ابنتها بعد أن وجدتها، هي للآن لم تأخذها في حضنها، لم تغرق نفسها في رائحتها، لم تمسح على شعرها، لم تسمع منها تلك الكلمة التي ظلت تحلم بها لعديد من السنوات، والآن كل ما تخشاه هو عدم تحقق تلك الأمور البسيطة العادية في نظر البعض ولكن كأم محرومة مثلها تبدو هذه الأمور كالنعيم لها.
وقفت مقابل داني وصاحت ببكاء حاد: أين لورين، ماذا حدث لها، أين ابنتي؟
صرخت بكلمتها الأخيرة تزامناً مع عودة مارتن الذي أستشاط غضباً من وجودها، وفي داخله يري أنها المذنبة في إبتعاده عن أميرة قلبه، بسببها هي لم يوفي بوعده الذي قطعه لنفسه قبل أن يقطعه لورين، لقد جاءت هي وأفسدت كل شيئ، هدمت عالمه من جديد ولكن هذه المرة لن يرتكب تلك الحماقة، لن يترك لورين وسيتجنب حقيقة أنها ابنتها فالمهم عنده لورين بذاتها، هي فقط، وكل شيئ دونها ليس لها أهمية.وقف الجميع وحالة من الذهول تسيطر عليهم فور رؤيتهم لإنهيارها وكلمة ابنتي ترن في آذانهم.
أمسك داني بيدها وقادها للجلوس على الأريكة ليجثو أمامها وهو مازال يضم يديها إلى يده ثم أردف بإبتسامة ليطمئنها: لقد عرفنا مكانها وسأذهب لإحضارها، هي ستكون بخير.
شقت إبتسامة صغيرة طريقها لثغرها ولمعت عينيها بسعادة وهنا صرخ مارتن بغضب لم يستطع إخفاءه: داني لنذهب.
فنهض داني وأومأ له قائلاً بإبتسامة لا تبشر بالخير كنظرة عينيه: هيا بنا.أندرو: أنتظرا قليلاً، الشرطة في طريقها إلى هنا.
مارتن وهو يخرج كلماته من بين أسنانه: لن أنتظر لثانية أخرى.
ليتابع بتوعد وقد عم الظلام عينيه: كما أن هذا الأمر مصيره بين يدي أنا وليس الشرطة.جاك بهدوء: مارتن، لا تتصرف بتهور.
فتجاهله مارتن تماماً وقال: سنذهب أنا وداني وتوماس فقط، هيا بنا.
ليرحل دون أن يلقي أهمية لهمهمات الإعتراض التي تمتم بها البعض فلا يوجد أحد يمكن أن يوقفه علي ما ينوي فعله.جلست جولي بجانب ليليان وربت على يدها قائلة: لا تقلقي، لورين ستعود.
فأبتسمت ليليان بخفوت لتقول ميرا وهي لازالت تحت تأثير الصدمة: هل أنت والدة داني ولورين حقاً؟