ألصقت جولي شفتيها على شفتي داني طابعة قبلة رقيقة سرقت بها عقله وقلبه، أبتعدت عنه وهي لا تزال تبتسم: هنيئاً لك لقد أخذت قبلتي الأولى، تباً كم حلمت بهذه اللحظة.
بقيت عينا داني متجمدة عليها محدقاً بها بصدمة، عقله لا يستوعب ما فعلته للتو، قلبه أخذ يرفرف بداخل صدره، هذه القبلة كانت ألذ من تلك القبلة التي سرقها منها فيوم ما في الماضي عندما كانت نائمة، أجل صحيح هذه ليست قبلتها الأولي بالأحري ليست قبلتهما الأولي بل كانت الثانية، أي هذه لثاني مرة تتقابل شفاههما، أبتلع ريقه مقرراً إنهاء هذه المهزلة، هو يحبها وهي تحبه، فلتذهب فكرة تربيتها للجحيم.
أخرجه من تفكيره صوت جولي قائلة وهي تلوح بيدها أمام وجهه: ليون، هاتفك يرن منذ مدة، أين ذهبت؟
ولأول مرة منذ بضع دقائق يطرف بعينيه ناظراً إليها بتركيز فأبتسمت جولي رافعة حاجبها لتقول بخبث: ألهذه الدرجة أثرت بك قبلتي؟
علق داني عينيه بعينيها آخذاً نفساً عميقاً ثم قال: جولي، أريد أن أخبرك شيئاً.
أومأت رأسها تحثه على إكمال جملته وعيناها مترقبة، تنهد هو مطولاً بعينين مغمضة ليقول أخيراً: في الواقع أنا.
وقبل أن يفتح شفتيه لتحرير تلك الكلمة تصاعد رنين هاتفه مجدداً، هو لم يعبأ له ولكن هي قالت: الأفضل أن ترد، هذه ثاني مرة لابد أن الأمر مهم.
زفر داني بضيق منفذاً كلامها فأخرج هاتفه ليجعد جبينه بإستغراب فقد كان رقم لورين الجديد، ظن أنها غاضبة منه ولن تحادثه وهو لم يفعل لكي لا يضغط عليها، تنهد فاتحاً الخط ليصله صوت بكاءها مما جعله ينتفض في مكانه هاتفاً بقلق: لورين ما الأمر؟ ماذا بك، هل أنت بخير؟
شهقت لورين قائلة بصوت مبحوح بالكاد يسمع: لست بخير، مارتن ليس بخير.
داني وقد بلغ قلقه أقصاه: لورين أهدأي وأخبريني ما الأمر؟
أرتجفت شفتيها مخرجة كلمات غير مترابطة وهي تضع يدها على موضع قلبها: مارتن، لا أعرف، فقط تعال، الألم لا يحتمل.
هب داني واقفاً ملتقطاً مفاتيح سيارته من على المنضدة أمامه: حسناً حسناً أنا قادم.
أغلق هاتفه فقالت جولي التي كانت تراقب حديثه بقلق: ما الأمر؟
داني وهو يسير باتجاه الباب: لا أعرف سأذهب لأرى.-لعن روبن تحت أسنانه ثم تراقصت إبتسامة ماكرة على ثغره وبدون أي مقدمات أنقض على شفتيها مقبلاً إياها بقوة وجسدها حاصره بين ذراعيه، أغمض عينيه مستمتعاً بتذوقها كان لهذه قبلة تأثير كالسحر عليه، لم يسبق له أن تذوق مثل شهد شفتيها، ولسبب غريب شعر أنه لن يكتفى منها وسيدمن عليها، يبدو أن لشفتيها نصيب من اسمها، حلوه كالحلوي حلوي نادرة، وستكون له، له فقط، هذا ما كان يفكر به ولا يعرف لما فكر بهذا.
أم كاندي فقد كانت لا تزال تحت تأثير الصدمة، غير مصدقة بأنها فقدت عذرية شفتيها، وسرقت قبلتها الأولى، وتباً كم كانت قبلة جيدة جعلت الأدرينالين يتدفق في كامل جسدها مسبباً زيادة دقات قلبها، وتراقص الفراشات في معدتها، أبتسمت في داخلها بخجل ناوية أن تبادله قبلته ولكن تلك اللحظة عاد عقلها للعمل مذكراً إياها بأنه يتسلي فقط، بأنه مجرد شخص منحرف يبدل فتياته كما يبدل ثيابه هذا ما كتب في الصحف والمجلات والتي كانت تمتلأ بصور نزواته، وأنت كاندي بالنسبة له مجرد نزوة جديدة له، وعند هذه النقطة أستجمعت نفسها وقوتها وقامت بدفعه بعيداً عنها لتصيح به بغضب: ماذا فعلت أيها الوغد؟
لتتابع بخجل وهي تتلمس شفتيها بطرف إصبعها: كنت أخبأ قبلتي الأولى لزوجي، تباً لك، وقح وبلا حياء.
رمت كلماتها الأخيرة عليه وهي تحدجه بنظرات نارية ثم أستدارت لتدلف للمنزل صافقة الباب بقوة أمام وجهه مما جعله يفيق من غفلته مدركاً ما حدث قبل قليل، قبلها وأستمتع، وتمني ألا يتوقف، وهي دفعته ولم تعجبها القبلة، وغضبت شاتمة إياه، وضع يده على قلبه الذي ينبض بطريقة لم يعهدها من قبل، أبتسم من كل قلبه ثم لاحظ هديته ملقية على الأرض، يبدو أنها سقطت منها.
فأبتسم بخبث وهو يفكر بأنه سيستخدم الحجة ذاتها للقائها مرة أخرى.