شهقت فيونا بذعر عندما شعرت بشيئ بارد يوضع على جانب عنقها فتجمد جسدها وسرت به رجفة خفيفة وبصعوبة تمكنت من توجيه عينيها للمرآة الأمامية للسيارة فرأت عينيه التي تلمع بخبث ثم سمعت صوته الماكر يهمس في أذنها: هل أفتقدتني يا شريكة؟
أبتلعت ريقها الذي جف من خوفها وضغطت على شفتيها التي ترتجف كسائر جسدها، وفي لحظة ضرب عقلها فكرة ما، فقررت تنفيذها حيث وضعت يدها بكل هدوء في حقيبتها التي على ركبتيها وسحبت هاتفها لمرمي بصرها فأخذت تبحث في قائمة الأسماء على رقم مارك وقد وجدته في ثانية فضغطت على زر الإتصال ودعت أن يجيب بسرعة، وبعدها تلاقت عينيها بتلك العينين الخبيثة من خلال المرآة فتنهدت مقررة التحدث معه لكي لا يلاحظ ما فعلته فقالت وهي تجاهد لجعل صوتها طبيعي يخلو من الخوف: ماذا تريد مني؟
قلب جون عينيه بضجر وقال وهو يمرر حافة خنجره على بشرة عنقها: مساعدتك.
وتلك اللحظة فتح مارك هاتفه وقبل أن ينطق بحرف سمع فيونا وهي تقول بصوت يرتعد غضباً: أيها الحقير لقد أطلقت النار على مارتن وتتوقع مني أن أساعدك؟
أتسعت عينا مارك بصدمة مم يسمعه وفي لحظة أستشاط غضباً وغلت الدماء في عروقه التي برزت حدودها على طول رقبته وهو يسمع صوت جون يقول بخبث: أجل.
ليتابع وهو يغرس سن الخنجر في عنقها مسبباً جرحاً صغيراً: ستساعديني إذا لم تريدي أن تلحقي به.
أغمضت فيونا عينيها وهي تتأوه بخفة فهمست بضعف: ماذا تريد؟
أبعد جون الخنجر عن رقبتها وتنهد بعدم إكتراث قائلاً وهو يمسح الخنجر بإصبعه: ما أردته دوماً، صوفيا.
تنفست فيونا براحة ما أن أبتعد عنها قليلاً ثم أدارت رأسها لجهته بعد أن جمدت ملامحها وأردت قناع اللا مبالاة فهي قررت مجاراته حتى يأتي مارك فقد أنتبهت بأنه فتح الخط وقالت وفي نيتها أن تعرف مارك بمكانها: أنت كيف تملك الجرأة للمجئ إلى المستشفى أعني ماذا إن رآك أحد وأنت تدخل سيارتي، إن الشرطة الآن تبحث عنك في كل مكان.
تنهد جون بعدم إكتراث: هذا ليس موضوعنا.
أبتلعت فيونا ريقها بتوجس مستمرة في مجاراته: وأنا كيف سأساعدك؟
أرتسمت على ثغره إبتسامة ماكرة وتتطلع إليها قائلاً: س.
ولكن فجأة أسودت عيناه عندما لاحظ هاتفها المضيئ فمد يده ليأخذه من حقيبتها فأصفر وجه فيونا وأنكمشت على نفسها بخوف خاصة بعد أن صرخ عليها بطريقة جنونية وهو يلقى الهاتف من نافذة السيارة: أيتها الحقيرة كنت تخدعيني.
ثم أمسك بشعرها وسحبها إليه حتي كاد يقتلع فروة رأسها فصرخت فيونا متألمة وهي تحاربه بكلتا يديها: دعني.
دفعها جون بقوة حتى أرتطم جسدها بالباب وصاح بغضب: هيا أنزلي وأتركي مفاتيح السيارة.
ولم يحتاج ليكرر الأمر مرتين حيث فتحت فيونا الباب وخرجت بسرعة من السيارة لينطلق بعدها جون بالسيارة مغادراً المكان.
لفت فيونا ذراعيها حول جسدها الذي كان ينتفض من شدة الخوف ثم سمعت صوت مارك ينادي عليها فركضت إليه وأرتمت في حضنه وهي تبكي بحرقة.
أبعدها مارك عن حضنه قليلاً وكوب وجهها بين يديه متكلماً من بين أسنانه: أين ذلك الحقير؟
فيونا بشفاه مرتجفة: لقد أخذ سيارتي وفر هارباً.
أغمض مارك عينيه لاعناً تحت أنفاسه بغضب ثم نظر إليها بعينين قلقة: هل فعل لك شيئاً؟
هزت فيونا رأسها نفياً فتنهد مارك بإرتياح وبعدها قال وهو يحتوي كف يدها في يده ويسحبها خلفه: دعينا ندخل لقد أخرجوا مارتن من غرفة العمليات، ووضعوه في العناية المشددة.
فيونا بتساءل قلق: ووماذا عن جون؟
مارك بإقتضاب: سأخبر الشرطة بأمر السيارة وهم سيتولون الباقي.
ثم رمقها بنظرة تحذيرية وقال: لن يعرف أحد أنه كان هنا لا نريد أن نوتر الوضع أكثر.
فأومأت له فيونا بدون أن تزيد حرفاً واحد وهي تناظره بإمتنان لوجوده دائماً بجانبها ثم نظرت ليدها الغارقة في يده ووخزة خفيفة أصابت قلبها.