البارت 65

506 42 2
                                    


أقترب مارتن من لورين وثبت رأسها بيديه ليجعلها تنظر في عينيه لعله يشعرها بالأمان وكم توجع قلبه عند رؤيته لعينيها مشبعة بالدموع...فأخذ يتمتم بصوت دافئ : لورين أهدأي أرجوك...لا تخافي...أنا هنا معك.

كان صدرها يعلو ويهبط من إضطراب تنفسها كادت كلماته أن تشعرها بالأمان ولكن عادت الكلمات الأخري المناقضة لها تصدح في رأسها من جديد فأخذت تهز رأسها بعنف وهي ترددها  : لا...لا...أنت تخليت عني...تركتني سمحت له بأخذي لذلك الكابوس.

أغمض عينيه شاعراً بسهم يصيب قلبه وتلك الدموع التي أخذت تتساقط من ماستيها كانوا بمثابة كرات ملتهبة تسقط علي قلبه لتحرقه أكثر...أحاط جسدها بذراعيه ودسها بأحضانه وهو يقول بندم واضح في صوته : أنا آسف أنا آسف...حبيبتي لن أتركك ثانية...أرجوك سامحيني.

أرادت أن تعانقه وأن تختفي بداخله...رغبت بالهروب من كل شيئ إلا منه هو ولكن ضرب عقلها مشهد فيونا ليمحي هذه الرغبة...هو كان مع فيونا وليس معها هي...كان بقرب امرأة أخري...أحتواهما نفس المنزل...خانها...كل ذرة بها صرخت بهذه الكلمة...عقلها وروحها وقلبها جميعهم أصدروا الحكم بأنه خانها.

أخذت تدفعه بعيداً عنها للتتحرر منه ولقد نجحت لتصرخ به وقلبها يتألم من تلك الطعنة التي وجهها إليها...أخذت تصرخ بشكل هستيري : أنت خائن...أذهب لا أريدك...دعني... لا أريدك.

ونظراً لحالتها والتي تنم عن الإنهيار العصبي الحاد صاحت الطبيبة في الممرضة بنبرة آمرة : بسرعة أعطيها إبرة مهدئ لكي لا يحصل لها أي مضاعفات.

وعند سماع لورين لكلمة إبرة تراءي أمامها منظر جون وهو يحقنها لذا صرخت بهلع : لا...لا أريد.

كاد مارتن أن يمسكها لتهدئتها ولكنها نفضت يده بعنف وهنا أسرع داني إليها ليفتح لها ذراعيه محتضناً إياها وهي أستقبلت حضنه بترحاب لتستكين بداخله بجسد يرتجف وهي تردد بخوف : لا أريد...لا تسمح لها بالإقتراب مني...لا أريد مزيد من الإبر.

أخذ داني يمرر يده على طول ظهرها وهو يقول بحنان : حسناً...كما تريدين.

الطبيبة بإعتراض : ولكن...

مارتن مقاطعاً بحدة : لن تأخذها.

زفرت الطبيبة بضيق لتوجه كلامها للممرضة قائلة : قوموا بنقلها لغرفة عادية وضعوا لها المصل.
فأومأت لها الممرضة وشرعت بتنفيذ ما أمرت به في حين أخذ مارتن خطوة مقترباً من لورين وهو يقول : أهدأي سيكون كل شيئ على ما يرام.

خبأت لورين وجهها في صدر داني وهمست له بصوت مختنق : أخبره أن يذهب...لا أريد رؤيته.

طلبها هذا جعل جرح قلبه ينزف مجدداً فهمس متوسلاً لها بأن تنظر إليه : لورين.

شددت لورين على إحتضان أخيها رافضة مواجهته وهذا ما وصل لداني ليقول : مارتن أرجوك...ألا تري حالتها...أذهب.

أميرة وأربعة فرسان 2حيث تعيش القصص. اكتشف الآن