ترجلت لورين من سيارة مارتن ورفعت عينيها المتسعة بذهول لتطلق صيحة إعجاب عالية حيث وجدت نفسها واقفة أمام أحد القصور المشيدة بحرافية شديدة وبراعة وكأنه خرج من إحدي القصص الخيالية خاصة بوجود تلك النافورة التي تدفق منها المياه بشكل خلاب مكونة دومات ترتفع للأعلي بطريقة خرافية وما زاد المكان جمالاً هو ذلك الممر المحدد ببتلات الأزهار المختلفة الألوان والذي يقود لبوابة ذلك القصر المذهبة والمحفورة بنقشات غاية في الإتقان.عادت لورين تنظر لمارتن الذي بقي يراقب إنبهارها بما تراه بإبتسامة فرحة لتقول هي بإندهاش متساءل: لما نحن هنا؟
أقترب منها مارتن بخطوات متزنة ليقف مقابلها ويمسك بكلتا يديها بين يديه وهو يبتسم إبتسامته التي لا تفشل في جعل قلبها ينبض بجنون: لورين ويلسون نحن سنتزوج.
بقيت لورين تحدق به ببلاهة لبضع ثواني قبل أن يلتوي ثغرها عن إبتسامة جانبية: تقصد أن تقول هل تقبلين الزواج بي؟
هز مارتن رأسه نفياً وهو لا يزال يحتفظ بإبتسامتة ليردف بتأكيد: لا، أقول إننا سنتزوج والآن، أنت ستصبحين السيدة مارتن روبرت.
قال جملته الأخيرة بملامح تنطق عشقاً وعيناه تزداد توهجاً مع كل كلمة نطقها، بينما تلاشت إبتسامة لورين وتجهم وجهها لتسحب يديها من يديه هاتفة بإستنكار: ما الذي تقوله مارتن، هل جننت؟تبدلت ملامح مارتن للوجوم وهو يراها تستنكر طلبه فجز على أسنانه محاولاً تمالك أعصابه لكي لا يعنفها على نبرتها التي تنم على الرفض لينطق بعد حين بإقتضاب: هل جننت لأنني أريد الزواج بك؟
وسريعاً أجابته بلا تردد وسخط: أجل، أنت تقول لنتزوج وكأنك تطلب أن نذهب للتنزه، ألا يحتاج هذا الأمر وقتاً للتفكير؟
فتمتم مارتن بعدم إكتراث: لورين، فيم ستفكرين عزيزتي، تفكيرك لن يغير شيئاً.
عقدت ذراعيها إلي صدرها ومالت في وقفتها لتضيق عينيها بتساءل ساخر: ماذا يعني هذا سيد مارتن؟
أستفزته حركتها ونبرتها الساخرة ليتنهد بضيق ويتمتم ببرود وتصميم محاولاً هو الآخر إستفزازها: يعني أنك ستصبحين زوجتي شئت أم أبيت آنسة لورين.
وقد نجح في إستفزازها لتفقد آخر ذرة من صبرها وتصيح به بغضب وقد أنتصب جسدها وأخذت تحرك يديها تزامناً مع كلماتها: هل ستغصبني على الزواج بك؟
زفر الهواء الذي بداخله والذي صاحبه خروج صرخة غاضبة ثم مرر كلتا يديه في شعره ليشده بقوة حتي برزت عروق جبهته وبعدها صرخ بغضب يفوق غضبها: ولما سأغصبك، ألا تريدين الزواج بي، ألست واقعة بحبي؟
صراخه بها أفزعها لترتبك في إجابتها وتعلثمت قائلة وهي تذم شفتيها بضيق: بلي، ولكن...ولكن...
لم تعرف ماذا تقول لتسكت لثواني قبل أن تهتف بحجتها الواهية والتي كانت حجاباً عن حجتها الحقيقية: ولكن، أنا مازلت غاضبة منك.
وفور نطقها بها أعطته ظهرها لكي لا يكتشف من عينيها أنها تكذب فهي ستموت خجلاً قبل أن تخبره عن مخاوفها الخاصة بالزواج.