لورين بإبتسامة هادئة : هل تعرف بأنني حلمت بأبي وقد قال لي شيئاً.
لتتنهد وتكمل وهي تشرد في ذلك الحلم : قال أنه مازال يحب أمي.تسللت إبتسامة فرحة إلى ثغر داني وهو يفكر بأن هذه إشارة له كي يتقبل والدته في حياتهما فهتف بسعادة ظهرت في تقاسيم وجهه : هل قال هذا فعلاً؟
لورين بخفوت : أعتقد هذا.
أخذت ليليان نفساً عميقاً قبل أن تدلف لداخل الغرفة وفي الثانية التي ألتفت إليها لورين تجمدت في مكانها وهي تسمع منها كلمة أمي هل يمكن لمجرد كلمة أن تتسبب في تسارع دقات القلب أو حتى تجعل عينيها تغرق في بركة من الدموع...أرتجفت شفتيها تريد التكلم وكذلك قدميها تريد الركض إليها وأخذها في أحضانها ولكن قبل أن يحدث هذا شعرت بأحد يزيحها من طريقه المؤدي إلى لورين ولم يكن سوي امرأة قامت بما أرادته هي حيث أحتضنت لورين كما سمعت ما أرادت أن تسمعه هي حيث نادتها لورين بأمي وهي تغرق نفسها في حضن تلك المرأة المجهولة.
بقي داني يناظرهما بصدمة لعدة ثواني إلى أن أستوعب بأن هذه المرأة تكون الأم الحاضنة لأخته فتنهد ليوجه عينيه ناحية والدته التي بقيت متصنمة في مكانها تتطالع ذلك المشهد الذي يحدث أمامها بأعين دامعة فأتجه إليها داني شاعراً بالشفقة عليها وعندما أصبح بجانبها أمسك يدها وشدد عليها لمساندتها وأخيراً أستطاعت أن تزيح عينيها لتوجهها إلى يدها التي في يد ابنها ثم رفعت رأسها إليه لتبتسم إبتسامة باهتة...فأصفر وجهها وهي تسمع لورين تقول بحب : أمي...كيف أتيت؟
فصلت إلسا العناق ونظرت لوجهها بحزن لتتنهد قائلة : لقد جاءت الشرطة إلينا ليسألونا عن مكان جون فعرفنا ما فعله لك فأتصلت بصديقتك وهي أخبرتني بأنك في المستشفى وفي ثانية وجدت نفسي هنا.
فأرتمت لورين في حضنها وهي تقول : جيد أنك جئت...لقد أشتقت إليك كثيراً.
تمتمت إلسا بأسي وهي تمسح على شعر لورين : آه صغيرتي...ما الذي فعله بك ذلك اللعين.
لورين بترجي : أرجوك أمي لا تتحدثي عنه.
إلسا : حسناً عزيزتي.
لتبعدها عن حضنها وتكمل : أسمعي...أنت ستعودين معي للمنزل...أنا لن أتركك هنا بعد الآن...سنعود نعيش معاً كما في السابق.وهنا فقدت ليليان آخر ذرة هدوء بها...أتريد تلك المرأة المخبولة من وجهة نظرها أن تأخذ ابنتها فصاحت بإنفعال : لا...هي لن ترحل معك إلي أي مكان.
قطبت لورين جبينها بإستغراب لردة فعل هذه المرأة الغريبة بينما رفعت إلسا حاجبها ناظرة إليها وهي تقول بتهكم : عفواً...ولكن من أنت ولم تعارضين ذهابها معي؟
تحشرج صوت ليليان وتعثرت في كلماتها لم ينقذها سوي داني الذي قال ببرود : سيدتي مع كامل إحترامي لك ولكن أختي لن تتحرك من هنا.