كاندي بتوتر: حسناً ولكن هناك شيئ آخر.
أبتلع مارتن ريقه بتوجس وقد أنذره قلبه بوجود خطب ما: ماذا؟
كاندي: يبدو أنك نسيت أن تعطيها الدواء لهذا هي قد تتعرض لنوبة أخرى.
أغمض مارتن عينيه متنهداً بإرتياح: لا تقلقي، لقد أخذته بدون أن تعلم حتى.
كاندي عاقدة حاجبيها بإستغراب: حقاً، إذاً لما بدت لي، لا أعرف يديها كانت ترتجف، ظننت أنها لم تأخذ الدواء.
مارتن: هذا طبيعي الأعراض لن تختفي بشكل كامل، على أي حال أعطيني رقم السيدة إلسا، لنري ما غايتها.
كاندي: حسناً سأرسله لك في رسالة.-كانت إلسا جالسة في إحدى المقاهي تشرب العصير حين رن هاتفها برقم غريب وكعادتها لم تتجاهله وأجابت: مرحباً، من معي؟
فوصل لأذنها صوت جليدي لم يرق لها: ماذا تريدين من زوجتي سيدة إلسا؟
عقدت إلسا حاجبيها غير عالمة بهوية محدثها لذا كررت سؤالها: من معي؟
مارتن ببرود: مارتن روبرت زوج لورين.
قلبت إلسا عينيها بضجر لتردف بعدم إكتراث: هذا أنت، أعذرني ولكن ما أريده منها لا يخصك سيد مارتن.
مارتن صاراً أسنانه بغضب: ما يخصها يخصني، والآن أخبريني ماذا تريدين منها، هل تريدين أن تتنازل من أجل ابن زوجك؟
تنهدت إلسا بملل ورفعت رأسها لتلمح لورين عند المدخل فأبتسمت محدثة إياه بإستفزاز: لقد وصلت سأخبرها هي بم أريده وداعاً سيد مارتن.
لتغلق الهاتف دون أن تعطيه فرصة للرد فجز مارتن على أسنانه لاعناً إياها ليتصل بها ثانية لمعرفة مكان اللقاء ولكنها أغلقت في وجهه كما هو متوقع فلعنها مجدداً، ثم أبتسم بشر محدثاً نفسه بهمس غير مسموع: آه زوجتي العزيزة لقد خرجت من دون علمي ستندمين على هذا.
وعقب جملته رأي داني يتقدم إليه وهو يقول: مارتن، هل حدثت لورين؟
مارتن بإقتضاب: لا، لم أستطع الوصول إليها أنها في الخارج الآن مع السيدة أمها.
قال كلمته الأخيرة بسخرية مما جعل داني من دون أن يفكر يناظره بعيون حادة مشتعلة بالغضب فقال هو موضحاً: ليست والدتك بل تلك المرأة التي تتدعي الأمومة السيدة إلسا.
فلانت عيناه وتلاشي الغضب منهما ليقول بتساءل وهو يرفع حاجبه: ولما أنت تبدو غاضباً من تلك المرأة؟
مارتن متنهداً بضيق: هي تريد من لورين التنازل.
أبتسم داني بسخرية ثم قال بثقة: لا تقلق لورين لن تفعل هذه الحركة الغبية، لا خوف عليها في هذا الأمر.
ليردف بجدية: على أي حال دعنا في المهم متى سنتحدث مع لورين في أمر أمي؟
تنهد مارتن ممرراً كف يده على شعره: ليس الآن لنمنحها بعض الوقت هي ليست بحال جيدة حالياً، لا يجب أن نضغط عليها في هذه الفترة.
داني مومأ رأسه بموافقة: حسناً معك حق.
ليتابع بضيق من نفسه: ولكن يزعجني الكذب عليها.
مارتن مؤيداً شعوره: وأنا كذلك ولكن هذا لمصلحتها.-على الجانب الآخر تقدمت لورين ناحية طاولة إلسا بخطوات مترددة مرتبكة ثواني وأصبحت واقفة أمامها لتقول بإبتسامة باهتة: مرحباً أمي، آسفة لأنني تأخرت عليك.
إلسا وهي تبتسم بلطف: لا بأس عزيزتي، هل أطلب لك شيئاً؟
جلست لورين مجيبة إياها: لا.
أخذت نفساً عميقاً ثم رفعت عينيها لتتلاقي بتلك العينين الحادة المخبأة خلف زجاج النظارة وقالت وهي تفرك يديها بإرتباك: بخصوص موضوع تنازلي عن القضية فأنا.
لتسكت وتبتلع ريقها ثم أردفت بقوة زائفة: لن أفعل ذلك أمي، لن أتنازل.
تنهدت إلسا ومدت يدها لتمسك بيد لورين قائلة بهدوء: صوفيا، أعرف أن الأمر صعب عليك ولكن هذا الأمر يجب أن ينتهي.
سحبت لورين يدها لتخبأها أسفل الطاولة وتمتمت بخفوت: لقد أنتهي فعلاً أمي، هو في السجن الآن وأنا حرة أخيراً منه.
ألتوي ثغرها بإبتسامة جانبية لتردف بتهكم: أنت تتحدثين على لسان زوجك أليس كذلك يبدو أنه دربك جيداً.
لم يعجبها طريقة تحدثها عن مارتن فصرت أسنانها بغيظ قائلة: مارتن ليس له علاقة حتى أنه لا يعرف بأنني معك.
إلسا بحاجب مرفوع: فعلاً لورين إن.
فقاطعتها لورين قائلة بإبتسامة حزينة: لورين أصبحت لورين الآن؟
تنهدت إلسا ثم نهضت لتسحب كرسيها لجانب لورين بعدها جلست ومسحت على شعرها قائلة بحنان: حسناً، صوفيا ابنتي الجميلة.
لتتابع بإنكسار: إن زواجي علي المحك الآن أيرضيك أن تدمر حياتي؟
لورين وهي تصيح بعنف وقد بدأت الدموع تحتشد بعينيها: وماذا عن حياتي التي دمرت والتي ستدمر لو أخرجته من هناك، تعرفين أنه لن يتوقف.
إلسا محاولة إقناعها بحلول واهية: هو سيغادر من هنا والده سيبعده سيقوم بإرساله لأي بلد آخر، هو لن يقترب منك ثانية.
لورين بصوت مختنق: آسفة أمي لن أفعل.
أغمضت إلسا عينيها بإرهاق لتفتحهما بعد ثواني وتردف بصوت متحشرج: صوفيا، أنا حامل.
أتسعت عينا لورين ورمشت بعينيها عدة مرات لتتمتم بعدم تصديق: ماذا حامل؟
وضعت إلسا يدها على بطنها التي لم يظهر عليها آثار الحمل بعد وقالت بعينين تلتمع بها السعادة: وأنا أيضاً لا أصدق، هذا كالمعجزة بالنسبة لي.
أبتسمت لورين وعانقتها قائلة بسعادة حقيقية: لقد سعدت جداً بهذا الخبر.
ظلا متعانقين لبضع ثواني إلى أن تراجعت إلسا بجسدها للخلف لتحضتن كف لورين بين يديها وتقول بتوسل: أنا أريد أن يحيا ابني معي ومع والده وهذا يتوقف عليك، للأسف أعتقدت أن توم سيقف معك ولكن تعرفين ضعف أمام ابنه وهو الآن يريدني أن أقنعك لكي لا يتخلي عني، أنت تعرفين ما يعنيه العيش بدون أب لذا أرجوك لا تفعلي بابني هذا.
أبتسمت لورين بمرارة ثم سحبت يدها ووضعتها على بطن إلسا وأمالت رأسها لتصبح بمحاذاة بطنها فهمست أمامها: أنظر أيها الصغير إن والدتك أم رائعة حقاً، أنت محظوظ بها جداً.
ثم رفعت رأسها وقالت محدثة إياها: مبارك لك أمي وأخيراً حققت حلمك وستصرين أم سأظل طوال حياتي شاكرة لما قدمتيه لي.
إلسا بتهكم: صوفيا، لما تتحدثين هكذا؟
لورين وهي تبتلع غصة ألمها: طلبك مني التنازل عن حقي كسرني من الداخل والآن عرفت لماذا طلبت هذا، لأجل ابنك ابنك الحقيقي، أنت أستبدلتني أمي.
صرت إلسا أسنانها لتردف بضيق: يبدو أنه أنت من أستبدلني بأشخاص آخرين، صحيح الآن أصبح لديك زوج وشقيق وأنا لم يعد لدي أهمية.
لتتابع بقسوة غير مكترثة بقلب الأخرى: على الأقل أنا لم أتركك مثل أمك الحقيقة.
بهت وجه لورين وأرتجفت شفتيها قائلة بقلب يتمزق من أثر كلماتها: كيف عرفت بهذا؟
إلسا بلا مبالاة: عندما زرتك بالمستشفى رأيت والدتك هناك وعلمت بالأمر.
هزت لورين رأسها نفياً وتوقفت الكلمات بحلقها غير قادرة على إخراجها فقطبت إلسا جبينها قائلة بتساءل : هم لم يخبروك بهذا الأمر.
أبتلعت لورين ريقها ناظرة إليها وقد سمحت لدمعة وحيدة حارة بالتحرر من مقلتيها: هم من هم؟ من يعلم بهذا أيضاً؟
لتتابع بحرقة من أن يكون أهم اثنان في حياتها يخفيان عنها شيئاً كهذا: أخي، مارتن هل يعلمان بهذا؟
إلسا متنهدة بعدم إكتراث: أجل.
لورين بصوت مختنق: لا يمكن، لابد أن هناك شيئ خاطئ، ليون لن يخفى عني شيئاً كهذا ومارتن أيضاً إذا كان يعلم كان سيخبرني.
نهضت فجأة لتتشوش الرؤية أمامها في الثواني الأولى من وقوفها ليبدأ بعدها الألم يغمر كامل جسدها خاصة عند موضع قلبها فأستندت بيدها على الطاولة فهبت إلسا واقفة لتهتف بقلق: صوفيا هل أنت بخير؟
أومأت لورين برأسها وخرج صوتها بالكاد يسمع: أنا بخير، يجب أن أذهب.
إلسا: دعيني أرافقك.
لورين هازة رأسها نفياً: سأكون بخير لا تقلقي.
راقبت إلسا إبتعاد لورين بملامح حزينة حتى غابت عن ناظريها فأرتمت على كرسيها بإرهاق متنهدة بغضب من نفسها ومم تسببت به لابنتها وما ستسببه لها بفعلتها التالية والتي ستقطع الرابط الذي بينهما للأبد فتمتمت بقلة حيلة: آسفة صوفيا لم تتركي أمامي حلاً آخر.
ثم تابعت وهي تمرر يدها علي بطنها: أنا أفعل هذا من أجلك عزيزي هي أصبحت لديها عائلة الآن تحميها، ستكون بخير، سيحموها منه.