البارت 80

465 42 1
                                    

كان داني جالساً على أحد المقاعد الموجودة على مسافة من غرفة العناية، كان يعقد ذراعيه إلى صدره ويتكئ برأسه على الحائط خلفه وهو مغمض العينين كان مظهره مثيراً للغاية ذو ملامح رجولية جذابة لم يخفيها إرهاق الليالي الماضية وهذا ما قالته نظرات الفتيات التي تمر من أمامه واللاتي يكدن يلتهمونه بأعينهم وكذلك تهامس الممرضات من حوله وهن يضحكن بإغراء.

وهذا جعل جولي القادمة وبيدها كوب القهوه تشتعل من الغيرة وودت لو أحرقتهم جميعاً ومعهم حبيبها الوسيم لكي يتشوه وجهه ولا ينظر إليه أحد غيرها...جلست بجانبه وهي ترمق الممرضات بنظرات تحمل رسالة تهديد واضحة ويبدو أنهم فهمن الرسالة جيداً لأنهم أشاحوا بعيونهم بعيداً عن داني.

أبتسمت جولي ورفعت أنفها بغرور ثم ألتفتت لداني لتهيم به بإبتسامة بلهاء ولكن سريعاً محت إبتسامتها عند تذكرها للفتيات التي كن يغازلنه بعيونهم...فلكزته في كتفه بغضب ففتح داني عينيه لينظر إليها بتعجب من الغضب الظاهر في عينيها...مدت له جولي كوب القهوة وهي تتمتم من بين أسنانها بحدة : تفضل.

فك داني عقدة ذراعيه ليأخذ منها الكوب وهو يجعد جبينه بإستغراب من حدتها الغير مبررة بالنسبة له ولكنه أبتسم شاكراً إياها ثم قال بتساءل : لما لم تغادري؟

تنهدت جولي ونظرت أمامها قائلة بخفوت : لم أرد ترك ميرا...حالتها سيئة...لقد تركتها مع جاك الآن...
لتنظر له بإب حرجة : ثم فكرت أنك لربما ترغب في القهوه.

أبتسم داني ورفع الكوب ليرتشف منه قليلاً ثم أبعده عن فمه ليقول بإمتنان : أجل...لقد جاء في وقته...لطالما كنت جيدة في معرفة ما أريده...أنت حقاً فتاة رائعة.
تبسمت جولي بخجل من إطرائه...وبعد ذلك بقيا صامتين إلى أن قال داني بتذكر وهو يلقى بالكوب الورقي في النفايات : جولي صحيح...ماذا حدث في موضوع سفر؟

زفرت جولي بضيق لاوية ثغرها بإنزعاج : لا تسأل...ذلك الأحمق روبن أفسد الأمر...تشاجر مع أمي والآن هي زادت إصراراً.

تنهد داني لاعناً روبن في داخله وتمتم بصوت خافت : كنت أعرف أنني لا يجب أن أعتمد عليه.

قطبت جولي حاجبيها قائلة بتساءل : ماذا قلت لم أسمعك؟

أخذ داني نفساً عميقاً ثم زفره ليلتفت إليها قائلاً بدون أن يتمهل : جولي ذلك اليوم أردت إخبارك شيئاً هو أنني...
ولكن قطع كلامه سماعه صياح لورين يتبع صوتها ركض الطبيب ومعه الممرضات في إتجاه غرفة العناية فهب واقفاً وهرع خلفهم في حين بقيت جولي تتطلع على مكانه الفارغ ببلاهة فمطت شفتها السفلية متمتمة : أساساً لو لم يحدث شيئ ويقاطعنا كنت سأستغرب.
فأصدرت صيحة تدل على إنزعاجها : وكأن هناك مؤامرة كونية ضدي.
وفجأة أدركت نفسها وأستوعبت ما حدث قبل قليل لتلعن غباءها وتركض ناحية العناية.
***
شعرت لورين بقبضة حديدية تعصر قلبها بألم لا يحتمل وروحها غاصت في الظلام...شعرت بالإختناق وكأن الهواء تلاشي من حولها الرؤية أصبحت ضبابية وأصبح كل ما تراه هو ظلال الموت التي تلتف حول زوجها لتأخذه منها وعند تلك النقطة ضربت بيديها على الزجاج بقوة وهي تصرخ باسمه ودموعها تهطل بغزارة.

أميرة وأربعة فرسان 2حيث تعيش القصص. اكتشف الآن