حدقت فيونا في الجريدة التي بين يديها بجسد متشنج وعينين يتراقص بداخلهما الحقد، تكاد تحرق صورة مارتن وعروسه بنظراتها، صرت أسنانها بغضب ومزقت الجريدة لجزءين لتشوه تلك الصورة التي طالما حلمت بأنها هي من ستكون بها.
لوت ليندا ثغرها بإبتسامة ساخرة قائلة: يبدو أنك لم تكوني تعلمين بهذا، وأنا التي كنت أعتقد أنه دعاك وأخفيت الأمر عني.
تجاهلت فيونا سخريتها وأمسكت بهاتفها طالبة أحدهم وما أن أجابها هتفت من بين أسنانها: هو سؤال مارك وأجبني عليه بنعم أو لا فقط.
لتتابع وهي تجز على أسنانها بغضب حارق: هل كنت تعلم بأن مارتن سيتزوج أم أنه أخفي عليك الأمر أيضاً؟تنهد مارك قائلاً بهدوء: أجل كنت أعلم.
فيونا بقلب يتألم: حسناً فهمت.
مارك: فيو.
لم تعطيه الفرصة ليكمل كلمته بل أغلقت الخط،لا تعرف ما الذي آلمها أكثر، زواج مارتن أم معرفة مارك بالأمر وعدم إخبارها، هل أصبحت مهمشة في حياته هو أيضاً؟
لطالما كانت أنانية، ولكن هذه المرة لن تكون كذلك، لن تتألم بمفردها، أبتسمت بخبث عندما وجدت من سيشاركها الألم.
نهضت وغشاوة الحقد تعمي قلبها لتمسك حقيبتها وتسير عالمة وجهتها جيداً لتصيح ليندا من خلفها: إلي أين أنت ذاهبة؟توقفت فيونا وأجابتها بإبتسامة جامدة من دون أن تلتفت إليها: سأفضفض مع العروس قليلاً.
-كانت لورين تغط في نوم عميق ولكنها تململت عندما شعرت بقبلات خفيفة على بشرة وجهها يتبعها صوت هامس تغلغل لداخل رأسها: هيا لورين، أستيقظي.
أبتسمت عالمة صاحب الصوت لتتدلل في نومتها متمتمة بصوت ناعس: أريد النوم.
عض مارتن شحمة أذنها هامساً: هيا أيتها الكسولة، لا تحرميني من عينيك أكثر من هذا.
تأوهت لورين بخفة لتفتح عينيها ناظرة إليه بملامح منزعجة فأبتسم مارتن قائلاً بحب: صباح الخير يا زوجتي.
أعتدلت لورين جالسة وهي تفرك إحدي عينيها متمتمة بخمول: صباح الخير.
زادت إبتسامة مارتن إتساعاً وهو يري هذا المشهد الفاتن الذي أمامه وبطلته هي زوجته الحبيبة والتي تثير بداخله رغبة لإلتهامها بحركتها الطفولية تلك وبشعرها الأشعث الذي تتناثر خصلاته على وجهها بطريقة عشوائية كما هاجت بعض الخصلات الأخري وكأنها تعرضت لصدمة كهربائية.
توقف عن تأملها عندما لاحظ عبوس وجهها ونظرتها الحانقة التي ترمقه به والتي عقبتها برفع حاجبها قائلة بإستنكار: لما تبتسم هكذا كالأبله؟
هز مارتن رأسه بمعنى لا فائدة ليضرب أنفها بإصبعه قائلاً بمشاكسة: أنا فقط أستمتع بهذا المنظر الذي أمامي.
ضيقت لورين عينيها بإستفهام وبعدم فهم ولكن في ثانية ضرب عقلها منظرها عندما تصحو من النوم فأغمضت عينيها شاعرة بالحرج لتتمتم بخفوت: أبدو رثة المظهر، أليس كذلك؟
ثم أردفت بعد أن فتحت عينيها ومطت شفتيها بحنق طفولي: هل أصبحت لا أعجبك الآن سيد مارتن؟