في ذلك المكان البارد والمظلم بشكل مخيف يجلس توماس بجانب قبر ابنه، كانت ملامحه تشع كراهية وحقد، لا يصدق بأنه دفن ابنه تحت التراب، لقد كانت جثته محترقة بشكل جعل قلبه يبكي دماً عليه ولكن في تلك اللحظة أقسم بداخله أنه سينتقم ممن تسبب في هذا، وضعت إلسا يدها على كتفه لتنتشله من أفكاره السوداء تلك، أدار رأسه تجاهها ناظراً لها ولأول مرة تخاف نظرة عينيه أنبأها قلبها بوجود خطب ما، شعرت بيده تتحسس بطنها المنتفخ ثم قرب وجهه منها ليهمس لطفلها بشيئ لم تسمعه ولكن حدسها أخبرها بأنه لم يكن شيئاً جيداً.
-وضعت ميرا يدها حول ذراع والدها ليسلمها إلى زوجها وخلفها مشت جولي وكاندي ليهتما بذيل الفستان والطرحة في حين مشت فيونا بجانب لورين لتقول إطراء صادق: تبدين جميلة.
نظرت لها لورين لتبتسم لها بصدق: شكراً لك وأنت أيضاً تبدين جميلة.
مررت فيونا عينيها على الفستان لترتسم إبتسامة صغيرة على ثغرها وتقول بتساءل أقرب للإقرار: هذا الفستان من إختيار مارتن أليس كذلك؟
زوت لورين ما بين حاجبيها ناظرة لها بإستغراب: كيف عرفت؟
فيونا بإبتسامة هادئة: إنه يحب اللون الأزرق.
لتتنهد مردفة وهي تنظر في عينيها مباشرة: لون عينيك؛ لهذا شعرت بالغيرة منك ما أن رأيتك لأن بك شيئ يحبه مارتن.
ضيقت لورين عينيها متحفزة لإجابة سؤالها التالي: أنت.
وقبل أن تكمل قاطعتها فيونا قائلة بعيون شاردة: كل ما يجب أن تعرفيه هو أنني سئمت من مارتن والآن أنا سأبني حياتي مع الشخص الذي يحبني حقاً، الشخص الذي لطالما تحملني بدون أي مقابل.
لورين عاقدة حاجبيها بتساءل: أيوجد شخص كهذا؟
أرتسمت إبتسامة جميلة على شفتيها وهي تجيبها: أجل وتعرفينه أيضاً، إنه مارك.
أتسعت عينا لورين مندهشة لتهتف بعفوية: حقاً مارك، لا أصدق حتي أن هناك أحد يحبك.
وعندما أدركت ما تفوهت به عضت لسانها لتردف بإحراج: آسفة.
فيونا بمرح: لا بأس وأنا أيضاً لم أصدق أن هناك أحد يحبني، ولكن هو بدأ يتدلل علي قليلاً.
أتسعت إبتسامة لورين وقالت بسعادة حقيقية ففكرة أنها لم تعد تكن الحب لزوجها أثلجت قلبها: أنا سعيدة من أجلك وأتمنى أن تحظي بنهايتك السعيدة مع مارك.
أمأت لها فيونا رأسها شاكرة وفي تلك اللحظة تقدم منهما مارتن الذي نظر لهذا الوضع بريبة فعقد حاجبيه قائلاً بشك: هل الأمور بخير؟
تنهدت فيونا عالمة قصده فأجابته: لا تقلق لم أزعج زوجتك لقد تعلمت من أخطائي، بالإذن منكما.
لتتركهما وتذهب فنظر مارتن للورين وقال بتساءل: فيم كنتما تتحدثان؟
لورين بلا مبالاة: لا شيئ مهم.
رفع مارتن حاجبه ناظراً له بشك: لورين.
قلبت لورين عينيها بضجر: هي لم تقل شيئاً يضايقني فأطمئن.
فأمسكت يده لتسحبها خلفها وهي تقول: والآن هيا بنا سنفوت مراسم الزفاف.-قبل جاك جبين ميرا برقة ليقول بعدها وهو يتطلع لعينيها بعشق: وأخيراً أصبحت ملكي يا مالكة قلبي، أكاد لا أصدق.
أبتلعت ميرا ريقها بتوتر لتتلعثم في الكلام: جاك أشعر أنني سأفقد الوعي في أي لحظة.
أبتسم جاك ليمد يده ممسكاً بيديها الباردتين ثم قال بمشاكسة في محاولة لتخفيف توترها: بم أننا أنتهينا لا أمانع أن تفقدي الوعي ربما هكذا نستطيع الذهاب لمنزلنا أبكر.
ليبتسم بخبث: وأنا هناك أعرف كيف سأقوم بإفاقتك وتهدئتك.
أتسعت عينا ميرا وأشتعل وجهها خجلاً عندما وصلها معني كلماته فسحبت يديها لتدفعه في صدره وهي تصر على أسنانها بغضب: أيها المنحرف، ماذا تقصد؟
جاك وهو يغمز لها بوقاحة: ما فهمته.
غطت ميرا وجهها بكلتا يديها وتمتمت بخجل محبب إليه: يا جاك توقف.
ضحك جاك بصخب ليأخذها في أحضانه وقلبه يرقص فرحاً لوجود مالكته بالقرب منه.
بعد أن أنتهي جاك وميرا من تلقي التهاني أفتتحا الرقص برقصة على موسيقي هادئة ثم بعد ذلك أنضم إليهم بعض الثنائيات.
مال روبن على كاندي قائلاً: هل تريدين الرقص؟
أبتسمت كاندي في داخلها ثم نظرت له وهي ترفع حاجبها وتلوي ثغرها بإبتسامة جانبية: ماذا؟ هل تعافت قدمك من المرة السابقة؟
مسح روبن على شعره المصفف للخلف وقال: في الواقع عندما أتذكر تلك الرقصة أشعر بألم في قدمي ولكن.
ليميل عليها أكثر هامساً في أذنها ببحته الرجولية المميزة: ولكن لأجلك أتحمل أي شيئ.
تطلعت عليه كاندي بهيام لعدة ثواني ثم قالت وهي تتنهد بإستسلام: حسناً حسناً، هيا بنا، فقط لا تتحدث هكذا أنا لا أتحمل هذا. ضحك روبن ليأخذ بيدها إلى ساحة الرقص.
وفي تلك الأثناء كانت لورين واقفة مع مارتن الذي كان منشغل بمحادثة أحدهم ولكن يده كانت على خصرها تضمها إليه بتملك، نظرت لورين ناحية كاندي لتجدها تراقص روبن والسعادة تتقافز من عينيها فأبتسمت سعيدة لأجلها ثم نظرت ناحية جولي لتجدها جالسة في حالة من الوجوم وتتطلع أمامها بشرود فتنهدت ناظرة تجاه شقيقها الذي كان يحادث ماكس غير مكترث لأمر تلك المسكينة، رفعت رأسها قليلاً لتستطيع أن تهمس في أذن زوجها: مارتن سأذهب للرقص مع أخي.
عقد مارتن حاجبيه متطلعاً إليها بطريقة جعلتها تعرف بأنه سيرفض فقالت برجاء: أريد التحدث معه في أمر هام.
تأفف مارتن موافقاً على مضض: حسناً.
مشت لورين متجهة لداني لتقف أمامه قائلة وهي تمد يدها إليه: أخي هل لي برقصة؟
أبتسم داني بإتساع ليضع يده في يدها قائلاً: بالطبع أميرتي.
ما أن بدآ في الرقصة قالت لورين بجدية: إذاً أخي، قل لي متى ستخبرها؟
جعد داني جبينه بعدم فهم: عم تتحدثين؟
زفرت لورين بضيق من تظاهره بالغباء فقالت ببعض الحدة: تعرف جيداً عم أتحدث وعن من؟
داني بملامح جامدة: لا تتدخلي في هذا الأمر.
أشارت له لورين بعينيها ناحية جولي لتقول وهي تذم شفتيها بتبرم: أنظر إليها أنها حزينة وغداً ستغادر ولا تعرف متي ستتمكن من العودة مجدداً، هل ستدعها ترحل بهذه البساطة.
تنهد داني ليهتف بنفاذ صبر: لا أختي لن أفعل، لا تقلقي سأهتم بالأمر، هل أرتحت الآن؟
أشرق وجه لورين بإبتسامة فرحة: حقاً كنت أعرف أنك لن تخذلني، ولن تجعلني أضطر لفضحك أمام الجميع.
ضيق داني عينيه متسائلاً: ماذا تقصدين؟
لورين وهي تبتسم ببلاهة: حسناً، الفيديو الذي تعترف فيه بحبك أصبح معي وكنت أنوي عرضه أمام الجميع اليوم.
صر داني أسنانه بغيظ ليقول من بينهم: آه لو كنت فعلت هذا يا أختي لكنت قمت بقتلك.
لورين ضاحكة بمرح: كنت ستستحق ذلك لجعلك صديقتي حزينة.