كانت لورين واقفة تتحدث مع والدتها أمام النافذة الزجاجية الكبيرة التي تطل على غرفة العناية المركزة المتواجد بها مارتن الساكن جسده تلتصق به أسلاك الأجهزة لتراقب وضعه الحيوي.
طبعت ليليان قبلة حانية على جبين لورين التي تملكتها رغبة جامحة في الإرتماء في حضن والدتها تتمتع به وترتوي من حبها ولكن قبل أن تحقق رغبتها سمعت صوت صفير حاد صم أذنها يأتي من غرفة مارتن...تصنمت في مكانها لثواني قليلة قبل أن تستدير تنظر من خلال الزجاج لتجد أن الخط الذي بجهاز تخطيط القلب قد أخذ يستقيم.
تجمدت الدموع في عينيها وشعرت بقلبها يعتصر من شدة الألم...أخذ صدرها يعلو ويهبط تحاول أن تتنفس ولكن تفاقم شعورها بالإختناق وكأن الهواء يفر من رئتيها فشحب وجهها وأختفي لونه.
رأت الأطباء يهرعون إلى داخل الغرفة فضربت بيديها على الزجاج بقوة وهي تصرخ باسم زوجها يتبعه شهقات بكائها وقد أخذت دموعها تهطل بغزارة كأمطار ليلة عاصفة.
حاولت ليليان تهدءتها وهي تردد في أذنها بأنه سيكون بخير ولكن لورين صمت أذنيها عنها وأستمرت بالصراخ بهسترية وهي تزيد من قوة ضرباتها على الزجاج وعقلها يصور لها ظلال الموت وهي تلتف حول زوجها لتأخذه منها.
أتي داني وحاوط جسدها الذي يرتجف بشدة وحاول إبعادها ولكن هي أخذت تقاومه محاولة الإفلات منه وصراخاتها زادت حدة مما جعل صوتها مبحوحاً وكأن حنجرتها قد جرحت وهي تردد بقهر وقلبها يختنق من شدة الألم : مارتن...إياك مارتن أن تتركني...أقسم بأن هذه المرة لن أسامحك...مارتن أرجوك لا تفعل بي هذا...أنا لن أتحمل هذا...لقد وعدتني بألا تتركني ثانية.
خرجت جملتها الأخيرة بهمس خافت يكاد لا يسمع حيث تلاشي صوتها وهدأت حركتها العنيفة وقد أصبحت رؤيتها ضبابية فأسدلت جفنيها لتستسلم أخيراً لذلك الظلام الذي أسر روحها...كما قالت إذا لن يكون هناك مارتن فلن تكون لورين.أنهارت لورين وقد أستهلكت كل ذرة تحمل بها وتهاوي جسدها وكأن روحها غادرته فأحكم داني ذراعيه من حولها حاملاً إياها وهو ينادي على الممرضة بأعلى صوته وقد تألم قلبه لحال توأمه في حين أخذت ليليان تمسح على وجه لورين الشاحب وهي تبكي بصمت وقد أخد القلق ينهش قلبها.
أتت جولي راكضة ومن خلفها كانت ميرا وأندرو ومعهم جاك فتصنموا في مكانهم وهم في حالة من التخبط لا يعرفون ما يجري إلى أن ألتفتت ميرا ناحية النافذة الزجاجية لتري أن الطبيب عند مارتن يجري له الصدمات الكهربية فشهقت صارخة بفزع : أخي...ماذا يحدث له؟
الفقرة 2
أقتربت من النافذة الزجاجية وهي تنتحب بصمت وقد وقف بجانبها والدها الذي وضع يده على صدره موضع قلبه يدلكه بخفة وعيناه مثبتة على مارتن الذي ينتفض جسده بعنف إستجابة للصدمات التي يلقاها لتنعش قلبه.أبتعدت ميرا خطوة للوراء تولي ظهرها لذلك المشهد غير قادرة على النظر فأقترب منها جاك ليدعمها فأرتمت هي في حضنه باكية بحرقة.