صلاة العصر

69 12 1
                                    

مبدئيًّا المنشور ده مش للنّكد ولا حاجة ، فحاول أن تقرأَه للآخر.

تخيّل أخي الكريم أنّك استيقَظتَ يومًا على خبَر وفاة أهلِك كلّهم ، وضياع مالك كُلّه !

ما شعورك ؟

وحيدٌ مُعدَم ، كئيب ، تعيس ، فاقد للأمل ، تحيا حياةً كالموت ... إنّما المَيتُ مَن يعيشُ كئيبًا ** كاسفًا بالُه قليل الرّجاء

تخيّلت ؟

طيب اسمع..

روَى الإمامُ البُخاري في الصحيح ، عن عبد الله بن يوسف ، عن مالك ، عن نافع ، عن ابن عُمَر ، أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال "الذي تفوتُه صلاة العصر =فكأنّما وُتِـرَ أهلَهُ ومالَه" ! ، يعني فقَد أهلَه ومالَه .

هل تستشعر المَعنى ؟

صلاةٌ واحدة ، إن فاتتك فكأنّك قد فقدتَ أهلَك ومالَك ، فهل شعورك بالحَسرَة والنّدم والخُسران عند فواتِها = هو نفس شعورك في حال فقدان الأهل والمال ؟

هل يُدانيه حتّى ؟

-لك الإجابة.

هكذا هي أمور الدّنيا ، أقصَى الخُسران فيها ، بل هي كُلّها لا تُقارَن بالآخرةِ بحال ، فلا تأسَ على ما فاتك من أمرها ، ولا تَفرَح بما أصَبتَ منها ، ولا تُلقِ بالًا لكُلّ ما فيها من زخارف = إلّا ما يكونُ زادًا لكَ في الآخرة.

طُوبَى لمَن لم تشغَلهُ دُنياه ، وعَمِلَ فيها لما بعدَها لا لها ، حتّى لا يأتيَ يومٌ يقولُ فيه الخاسر "يا لَيتني قدّمتُ لحياتي"

حينها يعلم أنّ حياتَهُ هي تلك.. الآخرة ، "وما الحياةُ الدّنيا إلّا لهوٌ ولعب وإنّ الدار الآخرة لهي الحيوان لو كانوا يعلمون"

جعلَنا الله وإياكم ممّن يستمعون القَول فيتّبعون أحسنَه ، وممّن قدروا الأمور حقّ قدرها فلم ينشغلوا بالزّائل عن الباقي ، والأمدي عن الأبَدي ، وآخرُ دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

محمد الجعفري

طريقنا نحو الجنة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن