الأغاني والموسيقى

25 3 0
                                    

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على النبي الأمين، وبعد... 
فنقول وبالله التوفيق
أولًا: سماع الأغاني بدون موسيقى :
لا خلاف بين العلماء في أن الغناء غير المصحوب بالموسيقى كلام حسنه حسن وقبيحه قبيح، والحكم على الشيء فرع عن تصوره، فينظر في نوع الكلام فإن كان الكلام حسنًا يدعو إلى الخير و ينشر القيم ويبث الأخلاق الحميدة فهو مباح ، وإذا كان الكلام قبيحًا يدعو إلى الشر وينشر الرذيلة ويحرض على المعصية ويدعو لإثارة الغرائز فهو محرم، وعلى ذلك فليس كل غناء حرامًا وليس كل غناء حلالًا إذ لابد أن يكون موضوعه وكلامه لا يخرج الإنسان عن رزانته ووقاره. 
ثانيًا: الأغاني المصحوبة بالموسيقى :
هذه المسألة من المسائل الفقهية التي اختلف العلماء فيها، ، وقد استدل المجيزون بجملة من الأدلة، ومنها ما رواه البخاري ومسلم في صحيحهما عن عائشة _ رضي الله عنها _ قالت: إن أبا بكر دخل عليها وعندها جاريتان في أيام منى تدقان وتضربان وفي رواية تغنيان بما تقاولت الأنصار يوم بعاث، و النبي صلى الله عليه وسلم متغش بثوبه فانتهرهما أبوبكر فكشف النبي صلى الله عليه وسلم عن وجهه فقال: دعهما يا أبا بكر فإنها أيام عيد وفي رواية  يا أبا بكر إن لكل قوم عيدًا وهذه عيدنا .  وذكر الإمام القرطبي في كتابه (الجامع لأحكام القرآن) أن القشيري قال : ضُرب بين يدي النبي _صلى الله عليه وسلم _ يوم دخل المدينة فهمَّ أبو بكر بالزجر فقال رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _ دعهن يا أبا بكر حتى تعلم اليهود أن ديننا فسيح.  واستدل المانعون بجملة من النصوص منها قوله _ تعالى _ :{وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا}.[ لقمان: 6] اعتمادًا على تفسير ابن مسعود _ رضي الله عنه _ للهو الحديث أنه الغناء .  وبين الفريقين أخذ ورد في مدلولات هذه النصوص، و الخلاف في المسألة قديم، وقد أخذ بالجواز كثير من الأئمة تبعًا لقاعدة (لا ينكر المختلف فيه وإنما ينكر المجمع عليه) ، ومما ينبغي التنبيه عليه : أن من أخذ بالإباحة وضع لهذا الغناء ضوابطًا، منها ألا يهيج الغرائز أو يدعو إلى الرزيلة أو يحرض على المعصية أو يلهي عن ذكر الله أو يجر إلى الفساد أو يتنافى مع الشرع الحنيف فإن انتفت هذه الضوابط كان هذا الغناء محرَما. ومما ذُكر يُعلم الجواب، والله ـ تعالى ـ أعلم

طريقنا نحو الجنة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن