• مركز الشرطة •

777 52 96
                                    



POV هانجي

الآن قد دخلنا الى الحديقة الخارجية الخاصة بالمركز ، الذي به ممر من الاسمنت البني وحوله الاشجار المرتصّة في صفوف مرتبه ، بها ازهار طفيفة اللون تعطي طابعًا ناعماً لمن يراها، وهناك نافورتين من الجانبين من الاسمنت ، في شكل فتاة تسقي كوب من البياه الذي يخرج منها ماء النافورة .

اسير تابعةً الشرطي العابس الذي امامي ، و من خلفي شباب  العصابة الذين يدركون ما سينتظرهم في نهاية الطريق لمركز الشرطة ، والجد الذي بجانبي ممسك بصورة حفيده المفقود على امل البحث عنه وايجاده ، علمت من الصورة انه طالب في الثانوية .

ذا شعر اشقر يصل طوله الى اذنيه ، وعينيه الزرقاء اللامعة ، ويعلو وجهه ابتسامه لطيفة ، للوهلة الاولى ظننت انه فتاة ، هه...لكن تبين انه فتى .

اقترب بجانب الجد لأستطيع التمعن في الصورة اكثر، ثم اخبرت الجد بمرح: إذا أهذه صورة حفيدك الجميل؟ ...يبدو انه لطيف كجده!

قال الجد مبتسما بإنكسار: هيه..نعم ، انه فتى طيب القلب وذكي أيضًا ، انه نسخة طبق الاصل عن والده .
قالها محاولا كبت دموعه المتلألأة في عينيه الضيقة ، محدقًا الى الصورة و يتنهد بعمق ثم يكمل : هااه..آمل انه بخير اينما كان في هذه المدينة الكبيرة.

بدأت ادرك حزن و يأس الجد على فقدانه ، فقد مررت انا أيضًا بهذه اللحظة،  فأعرف كيف هو شعوره..
الاشتياق...الكآبة ...الفراغ
أراهن انه يشعر بهذا الآن ، ولا الومه في ذلك .

امسكت بكتفه برقة احاول فيها تخفيف ألمه بإبتسامتي المتواضعة : اظن ان الفتى يبادلك نفس الشعور ، ويومًا ما سوف تجده يا جدي.

أومأ الجد مبتسمًا بخفة ثم قال :صحيح...كنت انا من دعمته طول حياته في كل ما يمر به ، رغم انه كان كثيرًا ما يتعرض للتنمر والسخرية ، إلا انه يقف!...ولا ييأس ولا يعلن انهزامه عليهم ، حتى انه تعرف على اصدقاء رائعين فعلاً ، ودائما ما يساعدون بعضهم البعض.

فتحت فمي لاتحدث ، لكن قد قاطعنا ذا العينين الرماديتين الناعستين عند توقفه فجأة ونحن نسير ، كدت ان استضم به جرّاء ما فعله ..

استدار الشرطي لينظر الينا مع وجهه الجاد : هنا المدخل إلى مركز الشرطة ، لا تصدرو ضجيجًا من الثرثرة بعد الدخول من هذا الباب الا عن مواضيع العمل...مفهوم!
قالها بصرامة جاعلًا صوته اعلا في الجملة الاخيرة ..

انتفضت اجسادنا بفزع ، وأومأنا باستقامة الى الشرطي قائلين : فهمنا!!

استدار الى الامام ودخل الى مركز الشرطة ونحن تبعناه من بعده ، ما إن عبرنا على الطريق ، حتى اتت هتافات و الترحيبات من قبل الشرطيات في القسم ، وينظرون الى القصير امامنا بإعجاب و السرور مع عباراتهم...كيف اقولها بلطف ...انهم مثل المعجبات الذين يتهافتون بالتشجيع لمغني مشهور او شيء من هذا القبيل ..
"كابتن ليفاي !! مرحبا بك"
"اووه كابتن يالك من مجتهد حقا~"
"اريد مساعدتك كابتن ارجوك>~<"

•(لنكن نجوما لبعضنا ،كل منا يضيء عتمة الآخر)•حيث تعيش القصص. اكتشف الآن