ناناباPOV ;استيقظت على نغمات المنبه المزعجة تضرب اذنيّ المسكينتين، رفعت يدي المتكاسلة لأسكِت هذا البوق بضغطة زر.
فتحت عينيّ بتثاقل ، احسست بدفءٍ بونجتيّ ادركت انه من الشمس الخفيفة التي تكاد تلامسها بين الوقت والآخر ، لوجودها خلف الستارة البيضاء تجاوزتها الضوء إثر شفافية قماشها من نافذة غرفتي ، تتأرجح كأنها تريد الرقص مع نسيم هواء الصباح .
استغرقت بضع دقائق حتى استعيد وعيي الكامل و أعتدل جالسة أحكّ شعري المبعثر القصير بلا مبالاة ، اشعر ببعضٍ من الصداع يداهم رأسي .
تذكرت آخر ما حصل معي في الليلة الماضية رغم ان بعضها كان مشوشًا ، " كنت غاضبة جدًا بالامس لأكتشافي لمايك ...ثم استدعاني ايروين لألتقي بالشرطية الجديدة و ...امم اعتقد انني ذهبت الى المطبخ لأشرب قليلا ومن ثمّ ...امم لا اعلم بعدها "
حاولت التذكر أكثر لكن الصداع القوي اوقفني حينها .نظرت إلى ما حولي مستغربة ، كيف وصلتُ إلى المنزل رغم كوني ثملة سابقًا ؟
دار السؤال بخاطري بضع ثوانٍ سرعان ما تجاهلته ، بالأصح بعد مجيء صوتها الاجش المليء بما يسمى "الحنان"
_استيقظتي اخيرًا ؟
_ اوه .. صباح الخير امي .
_ صباح النور.دخلت امي بهدوء إلى غرفتي بغير استئذان و بين يديها صينية الافطار ، تزين تجاعيد وجهها ابتسامتها الرقيقة و هي حقًا اجمل ما فيها ، وضعت الصينية على المنضدة بعد جلوسها بكرسيٍ قريبٌ منها .
_ لقد صنعت لكِ اليوم وجبة دسمة ستعيرك النشاط لتبدأين بهِ يومكِ.
نظرت إلى وجبة الافطار ، كان البانكيك هو الطبق الرئيسي يغزوه بعضًا من شراب القيقب و الزبدة ، بجانبها كأس حليبٍ دافئ والتفاح الاحمر النضر .
اااهٍ و ما أزكاها من رائحة ! اريد افتراس هذه الطريّة قبل أن يأكلها احدٌ ما من العدم .
بدأت آكل و السعادة لا تغادرني ، تداعب طعم الزبدة وشراب القيقب على لساني ، عادةً تناديني امي لمائدة الافطار في المطبخ ، لكنها ربما قد ملّت من ذلك و اجلبتها عند راحتي ، يالي من محظوظة بوالدةٍ مثلها.
عمّ الصمت بالمكان قبل ان تبدأ امي بالحديث: إذًا ما اخبار فتاتي الصغيرة ؟ كيف تسري الايام معكِ.
توقعت انها ستسألني عمّا حدث لي ليلة البارحة ، وهاهي قد سألت بطريقة غير مباشرة ،فهي لا تأتي تجلس هكذا فقط بلا سبب ، لكنّي لا اريد مقاطعة هذه اللحظة الصباحية الجميلة بكلماتٍ قد تسبب شوشرة البال .
أنت تقرأ
•(لنكن نجوما لبعضنا ،كل منا يضيء عتمة الآخر)•
Randomمن قرية ترعرعت بها كل سنين عمري حول بيوتها القليلة وشعبها اللطفاء .. إلى مدينة لم اطأها قط ، بل لم اعرف أحدٍ بها .. سأعيش فيها من الآن و صاعدًا لأجل ماذا ؟ ...المال ..عائلتي ...مستقبلي اعتقدت ان الأمور ستجري بسلاسة إن اعتدت على الامر وحسب وواظبت...