" تعادل "

803 58 79
                                    




POV هانجي :

" مركز الشرطة هذا ...عبارة عن متاهة لا متناهية !!"
اردد كلماتي على مسامع عقلي المشتت ، وأجول في الممرات ذات البلاط الرمادية ،اتبع الفتاة التي تهذي مشيرة بطرقاتٍ تجعلني أكثر ضياعًا من ذي قبل ، إن إتجاهاتها لا تؤدي إلى مكتبي ، بل تجعلني احوم حول كل زاوية و مكانٍ في هذا المركز !!

وفي كل مرة تقف فيها ، اجدها قد اوقفتني في أمكنة و غرفٍ اجهلها و لا علاقة لي بها ، ومن ثم أردد لها إن هذا الأمكنة ليست بوجهتنا ...اين مكتبي؟

سحقًا ! ...قد مرّ الكثير من الوقت بالفعل و لم يتسنّي لي أن ارتاح على الكرسي الخاص بمكتبي اللعين ، طفح الكيل !
يبدوا ان هذه الفتاة لا يعتمد عليها حينما تشرب ، إذا كان الأمر كذلك ..فسوف أستدعي مساعدة اول شخصًا تقف قدماي على باب مكتبه ، إذا لم يكن مكتبي طبعًا..

وها قد توقفت الآن ، عندما وصلنا إلى الوجهة التي اشارت إليها الفتاة السكيرة ، كنت أمام الباب أتأكد أهو مكتب التحقيقات ام لا ؟
كان مكتوب على اللافتة الصغيرة "مكتب المهمات الاستثنائية"
همم... هذا إسمٌ قريب من مقصد "التحقيقات الجنائية " أيمكن أنه هو مكتبي؟؟ ...ارجو ذلك حقًا

طرقت الباب بخفة ، ومن ثم امسكت بمقبض الباب لأفتحه..
قلت وانا مندفعة لفتحه: انا سأدخل المكتب هل...ها!

"أتَيتي مبكرًا جدًا " قالها والضجر تعالت محياه ، وهو جالسٌ على الاريكة و يتكئ جبينه على قبضة يده  ناظرًا إلي، أهو كان ينتظرني ام ماذا..ولماذا ينتظرني من الاساس؟

ألتف لأرى أنه حتى ان شباب العصابة هنا أيضًا ، ألم ينتهي من التعامل معهم بعد؟
تقدمت ومن ثم سألته : ما الأمر؟
نطق مشيرًا بيده إلى الأريكة التي بجانبه : فالتجلسي هنا.

تحركت إلى الأمام ونسيت ان فتاةً ما ورائي
قالت نانابا وهي تسقط نفسها على ظهري وتلتف ذراعها حول عنقي : لقد تعبت ...اريد النوم
قلت وانا احاول ابعاد ذراعيها عني : هيي ...ليس الآن يا فتاة فالتبتعدي قليلاً
همهمت الفتاة بالرفض واسترخيت عليّ ، لتغمض عينيها الصغيرتين مع ابتسامتها المريحة .

انها قوية رغم كونها نصف واعية ...وثقيلة أيضًا ستوقعني على الارض بوزنها !

حاولت ان اجرّها معي وانا أخطوا بقدمي بحذر ، ولكنّي تعثرت بثقلها ، إلتويت وانا أفقد توازني وظننت أني سأقع ، وسرعان ما رأيت ذراعٍ احاطتني و قد اوقفت سقوطي ، اتسعت عيناي عندما سمعت صوته المألوف : تشه...بلهاء

افرغت فاهي متعجبة عندما ازداد ضغط ذراعه ليقربني منه، اشعر بأنفاس كلماته بجانب اذني ، قلبت رأسي إلى مصدر الصوت لأجد وجهه يبعد عني بضع سنتمترات فقط ، و تجمد رأسي بمكانه.

•(لنكن نجوما لبعضنا ،كل منا يضيء عتمة الآخر)•حيث تعيش القصص. اكتشف الآن