• المزاج المتعكر •

764 56 100
                                    




POV بيترا :

بعد ان غادر الرجل المسن من المكان ، أمرني الكابتن ليفاي بصوته الهادئ الذي طالما خدّر أُذنَيّ بعذوبة صوته المبحوح ، أن أدخل الشباب المنتظرين إلى مكتبه الكبير .

أنا حقًا لا ألوم إرتباكهم وتوترهم فور رؤيتهم لعينيّ الكابتن الحادة مع ملامحه الباردة المخيفة ، فأنا لم أكن أقل رهابة منهم عندما كنت في أول سنواتي من إلتحاقي بفريقه المحترفين، ولكني مع مرور الوقت ...اصبحت اعتاد على رؤية هذه الاشياء .

واصبحت أيضًا أكثر احتراماً وتقديرًا لقائد فريقنا ، فريق المهمات الخاصة ،أنني فعلاً معجبة بقوته وطيبته الغير ظاهرة على قناع جبروته وبروده، كما انه يزداد وسامة وأناقة مع بذلة الشرطة خاصته .

قد جلسوا الشباب الآن على الاريكة الكبيرة التي تبعد مسافة ليست بقريبة عن مكتب الكابتن .

وقف الكابتن من على كرسيه بضجر، ليغير مكان جلوسه إلى الاريكة المقابلة لهم ، و رفع ساقه فوق الأخرى ، ليبدأ هو بالتحدث : الآن ، أين سنبدأ اولا ؟

أجفلوا الشباب مرتعبين في مكانهم ، قال احدهم بنبرة توسّل : م..من فضلك..أ. أرجوك فالتعفوا عنّا هذه المرة ايها الكابتن !

رفع الكابتن إحدى حاجبيه ونطق بغضب : ها؟ اتظنون دائمًا أن الأمور ستجري بهذه البساطة؟ أعطوني سببًا واحدًا لأغير رأي بما فعلتوه، فلماذا أعفو عن قذارة امثالكم ؟ ، تظنون الحياة ستكون رائعة إذا أصبحتم أسوأ انواع الناس ، وانظروا الآن  إلى وضعكم الذي لا يحسد عليه جرّاء ما اعتقدتوه .

قال هذه الجملة الأخيرة بصوت اعلى ، ليسكتهم ولا يتجرأون حتى على ان ينطقوا بكلمة واحدة  مخفضين رأسهم إلى الأسفل ، فلقد عمّ الصمت الآن في أرجاء هذا المكان الواسع لدقائق معدودة .

تنهد الكابتن بخفة وهو يسترخي على الاريكة ببطء، انا خلف الاريكة واقفة بإستقامة و أنظر ما يجري بينهم .

رمقهم الكابتن بسخرية  وهم جامدين هكذا : إذًا ، مما يبدوا عليه ، انكم تعترفون انكم مخطئين ، وكل ما قلته كان على صواب .

ردّ احدهم على الكابتن وهو محاول هزيمة توتره: ل..لكن هذه الامرأة هي من جاءت إلينا وحاولت تعكير مزاجنا و مرحنا، ت..تدخلت في شؤون غيرها هي من تستحق العقاب.
ليتابعه صديقه : ن..نعم ، نحن فقط كنّا نريد تأديبها قليلاً ..

اعتدل الكابتن في جلسته ورمقهم ببرود : أتعلمون ، بعد ما قلتوه للتو أصبحت اشفق على الفتاة الساذجة  التي سامحتكم ، أريد حقًا ان أحاول ، وحقًا بذلت جهدي لأحاول وحاولت ولكنني فشلت .
قال الشاب بأستغراب : فشلت في ماذا؟؟
قال الكابتن: فشلت في تصديق حرفٍ واحدٍ مما قلتوه .

ابتعدت انا للخلف أحاول كتم قهقهتِي بيديّ هاتين ، يكون الكابتن مضحكًا احيانًا عندما يتعكر مزاجه وهو يتحدث .

•(لنكن نجوما لبعضنا ،كل منا يضيء عتمة الآخر)•حيث تعيش القصص. اكتشف الآن