• لقاء •

756 62 42
                                    




POV ليفاي

انزل من الدرج بضجر وامشي بممرات المقر المليئة بالشرطيين الذين يركضون  هنا وهناك ، ينفذون اعمالهم المعتادة ويستقبلون طلبات الاستدعاء ، ويقبضون على المجرمين.
اسير بتأفف قائلا : سحقا لك يا ذو الحاجبين العملاقة ...لم يرتاح بالك الا اذا اجهمتني بالمهمات المملة.

خرجت من مركز الشرطة متجهًا الى سيارة الشرطة متوسطة الحجم خاصتي ، اشغل المحرك واستعد للقيادة بتنهد ، التفت لأرى الورقة مرة اخرى التي بها بيانات العميل الجديد وصورته ايضا .

اتمتم قائلا : اذا ..هذه صورة الشرطية الجديدة ، ماهذه التسريحة الفوضوية التي عليها ، ظننت ان المستجدين دائما ما يهتمون بمظهرهم ...لا يهم ، الاهم هو انني سأصطحب هذه العميلة بسرعة  الى المقر قبل ان تنتهي فترة استراحتي ، لحسن الحظ ان المتنزه قريب من هنا .
ادوس على محرك السيارة لأسرع بالانطلاق .

قد وصلت الان الى المنتزه المذكور في رسالة ايروين ، الآن يجب علي البحث عن الشخص الذي يطابق هذه الصورة التي في يدي ، اسير في ممرات المنتزه المفروشة بالاسمنت الرمادي ، وعلى جوانبه الكراسي الخشبية المنفصلة التي تتزين بازهار البنفسج مع مصابيح الممرات ، مكان مناسب لاستريح فيه ، ولكن ليس الآن.

ابحث يمينا وشمالا عن شخصا بهذا الاسم والصورة  و أسأل الناس المتنزهين في الارجاء ، ولكن لا استطيع ايجادها ..اين هي يا ترى ؟
اتمتم وانا التفت بضجر : ماهذا ؟ الم تقول انها في هذا المنتزه ...ام انها في منتزه اخر ، سحقا هكذا ستنمضي فترة استراحتي هباءً قبل ان اجدها .

قاطع تفكيري المشتت صوت رجل عجوز راكضا باتجاهي ، يبدو عليه انه هرب من شيء ما ، وقف عندي و قال وهو يلهث من شدة الركض : هااه...ا..ايها الشرطي ..هاه..احتاج مساعدتك بسرعة قبل ان يسوء الوضع اكثر .

قلت له : حاضر . 
اتبع الرجل العجوز و بداخلي التساؤلات عن مشكلته ، الان اوصلني العجوز الى مكان خلف المتنزه الذي لا يأتيه الناس عادة لانه مظلم و مخيف في الليل ، و عندما وصلت الى وجهته ، تعجبت مما رأيته ، ثلاث رجال يشبثون امرأة على الارض لا تستطيع الحراك ، ويبدو انهم ينوون تشويه وجهها البائس بسكين الرجل الذي امامها.

لم استغرق ثانية الا واندفعت على الرجل حامل السكين اعطيه ركلة على جانب وجهه ،الذي طار ضرسه  ووقع مغشي عليه على رأسه ، والآن الرجلين الآخرين ، ارخيت دفاعي اقف باستقامة ونظرت اليهم بعيني الناعسه المغمورة بالحقد و الغضب...لأنهم سيضيعون وقتي الثمين المريح بهرائهم ..اريد شرب الشاي الآن .

قلت بهدوء قاتل : يا للعار ..ثلاثتكم على امرأة لا تقوى عليكم ايها الاوغاد ...فعلا انكم أسوأ انواع الرجال .

.........

POV هانجي

عيني لاتكاد تصدق ما تراه للتو ، ظهر شخص من العدم مطلقا ضربة قادية كهذه ؟!
افتح فمي بتفاجؤ لا تقل عن صدمة الرجلين ...اوجه راسي اليهم لارى ملامح اليأس والاحباط ، متوترين مما امامهم لدرجة انهم قد ابعدو ايديهم عن ذراعي بأرتباك لينهضوا .

قال احدهم مرتجف ساقيه : م..مستحيل ..انه الشرطي الاقوى ..ل..ليفاي.
ليقول الاخر عاقد حاجبيه بغضب وفي داخله التوتر : ن..نعم انه بشحمه ولحمه ، اذا ...فلنهاجمه نحن اثنين ضد واحد.
قال صديقه متوترا : ل..لكن انه قوي
قاطع الاخر صارخا : تحرك معي !!

وماهي الا ثواني معدودة  وقد رايت الرجلين  مطروحين على الارض ينوحان من الالم من ضربه لمعدتهما ، انه حقا لا يستهان به رغم قصر قامته ، تجمدت في مكاني مدهوشة بهذه القوة الساحقة مع وقفة الثقة خاصته الذي يعطي رسالة الى المجرمين من ملامح وجهه انه لا يقهر، اذا هذا ما يعنيه ان تكون شرطيا ...انه عمل يستحق الفخر به.

قاطع تفكيري  صوت الشرطي الهادئ : اوي ، يا هذه ... خذي منديلا لوجهك

نهضت من على الارض ، واخذ المنديل امسح الخدش الصغير اللذي بوجهي ثم قلت : اوه ، شكرا لك ايها الشرطي ...ولكن كيف وجدتني ؟؟  فبالعادة لا يأتي الناس الى هنا.

قال بتنهد : تشه ...انا لم اجدك لوحدي ، هو من اخبرني ..
ظهر الرجل العجوز بجانبه ، مهلا...انه هو اللذي لاذ بالفرار  ، قلت له : واااه..ظننتك تركتني!!

قهقه العجوز قائلا : هه..ولماذا اترك من ساعدني ، انني حقا اشكرك على شجاعتك يا صغيرتي .
كلماته البسيطة اشعرتني حقا بالسعادة الغامرة بداخلي ، القيت عليه تحيه الضابط قائلة بابتسامة : لا تشكرني ..فهذا واجبي ، ومن الان وصاعدا سأصبح شرطية يا جدي  ، أليس ذلك صحيح ايها الشرطي.

قال الشرطي بنظرة استغراب : هاه؟ ومن قال لك ..لحظة انت هي ..
قاطعته قائلة  وانا ابتسم بثقة : نعم ...انا هي هانجي زوي الشرطية الجديدة.

يتبع...

ملاحظات الكاتبة

البارت الثالث كان مليان اغلاط املائية وكذا لأني كنت مستعجله وانا اكتبه 😅
اما هذا البارت كتبته وانا في اتم روقاني 😌✨
قراءة ممتعة😆👍🏻

•(لنكن نجوما لبعضنا ،كل منا يضيء عتمة الآخر)•حيث تعيش القصص. اكتشف الآن