• المصباح •

722 47 79
                                    



الجد آرليت POV :

يتحرك أغصان الشجر في نسيم دجى الليل ، مما يجعل إحدى أوراق الغصن يفترق عن اخوته ، و تحمله الهواء ، و يتراقص في الفضاء ، ثم يرتخي تدريجيا ليحطَّ على قاعدة النافذة المفتوحة جانب مكتبي الكبير ، اخذت كوبي الرابع من القهوة بينما اكتب خريطة ذهنية تحلل مجرى احداث ما روى في الكتاب ، معركة ما دامت لسنين ، اختصرها في عشرين ورقة .

ليأتي صوت دق الباب فسمحت له في الدخول ومازال ناظريّ مركِّزٍ عمّا لدي

ألقى آرمين التحية قبل  جلوسه على احدى الارائك ، اومأت له بصرامه كأنما اقول له *فالتتكلم عمّا تريد بسرعة فلا وقت اضيعه *
ضيق عينيه حينها وارتخى بجسده شاردًا يمسك يديه ببعضهما ، دقائق مرت انتظره ليبدا بالحديث ولكنه ما زال على حالته ، زفرت انفاسي بضجر ، لاتخبرني بأنك اتيت لتكرار نفس السؤال مثل كل مرة يا آرمين.

الجواب هو نفسه آرمين ، بحثنا عنها قدر استطاعتنا ولم نجدها ، فلِمَ لا تستسلم و تشغل نفسك عن شيءٍ ينفعك اكثر بدل ذلك ؟
كانت نبرتي مائلة للامر اكثر من كونه سؤالًا ، مما جعل رأسه يرتفع ناظرًا اليّ بصدمة ، و على الفور نطق

لا ! هي لم تبتعد!...هم فقط لم يبحثوا جيدًا ، فالتعيّن اناسٌ كفؤٍ غيرهم ارجوك

تنهدت و تركت القلم : دائمًا انت هكذا آرمين ، تكذّب الاشياء التي تراها بأم عينيك، لا تريد تقبل الواقع ! وما الذي يقلقك فيها بالاساس ؟! هي مجرد خادمة وضيعة عملت لنصف شهرٍ فقط  لتهرب بعدها عن غير سابق استئذان ، هناك خادمات كُثُر هنا افضل منها، وإن تريد تأجير خادمة اخرى فلم امانع.
اخبرته معاتباً ، كنت قد فقدت اعصابي بسببه فهو لا يتململ عن تبرير ما يقوله عنها ، ولا أدري متى سيستمر هكذا ، من اخبره ان لدي الوقت لهكذا التفاهات .

آني ليست كباقي الخادمات يا جدي ...
قالها بعينين باردتين محدقاً الى مصباح المكتب : إنها مثل هذا المصباح الذي كنت ابحث عنه طوال حياتي المظلمة  ، فلما أتت جعلتني أرى أحرف الجمال على أوراق الايام ، فأخبرتها ان تديم لي نورها فأبت و هربت ، تركتني وحيداً وسط هذه العتمة  ، وأريد استرجاعها...بأي ثمن .

•(لنكن نجوما لبعضنا ،كل منا يضيء عتمة الآخر)•حيث تعيش القصص. اكتشف الآن