كان يقف أنس صاحب الخامسة عشر بيده المُجبرة أمام والده ينظر للأسفل بملل من حديث والده المعتاد.
مازن بغضب: أنتَ هتعملي فيها صايع و تمشي تضرب في الناس، ما أنتَ تربية شوارع.
بينما الأخر يتنهد بإستهزاء يشيح بعينه منتظر أنتهاء ذاك الحديث الذي بات متكرر كل يوم.
مازن بصوت أشبه بالرعد: أنا مكنتش حابب أعمل كدا بس أنتَ الي جيبته لنفسك.
ثم وجه حديثه لزوجته شاهنده.
مازن:الولا دا يفضل محبوس في أوضته و ممنوع التليفون و أنه ينزل من البيت و مفيش حد من صحابه ييجي هنا، و انتَ يا أستاذ يلا أدخل أوضتك.
تحرك من أمامه متجهًا لغرفته و عينه لا يخلوا منها البرود فشخصيته أبرد من جليد القطبين.
قامت أخته بالدلوف لغرفته لتجده مُلقي بجسده علي سريره ينظر للأعلي بوجه خالي من التعابير.
جلست بجواره ليظل هو علي وضعيته دون تحرك.
رؤي:مقولتش لي لبابا الحقيقة.
أنس ببرود: ملكيش دعوة.
رؤي:أنا هقول ليه أنك ضربت الولد دا علشان إكليل.أعتدل بجلسته مسرعًا و هو يضع يده علي فمها يمنعها من الحديث.
أنس:اسكتي عارفه يا رؤي لو حد عرف مش هيحصل ليكي كويس.
رؤي بغضب: أنس بابا عنده حق أنتَ مزودها اوي يعني هي إكليل تقرب ليك اي علشان تأذي نفسك علشانها يعني عجبك كدا لما أبو الولد دا أخدك للسجن كدا.
أنس ببرود: و اي يعني ما هو الغلطان حد قاله يضايقها.
رؤي بتعجب:أنتَ مريض عقلي مهما كان عمل مكنش ينفع تعمل كدا دا أنتَ كسرت إيدك علي وش الولا.عاود لوضعيته الأولي ناظرًا للفراغ واضعًا يده المُجبرة علي صدره.
أمس ببرود:خدي الباب في إيدك.
تأفأفت بغضب من أثر بروده ثم خرجت من غرفته.