البارت التاسع عشر

1.1K 55 51
                                    

"عليكَ أن تفعل ذلك جونغان..." ريو يتمتم لنفسه بينما عيناه مُثبتتان على شاشة جهاز العرض الكبيرة التي تعرض أيدي جونغان المرتجفة وهي تمسك زجاجة السيانيد فوقَ طاولة الخمور.

في داخل المستودع ، تم إعداد الكراسي لمشاهدة مثالية للفيديو مرتبة كما لو كانوا في مسرح إعداد فيلم سينامائي، ومع ذلك لا يمكن لأي عضو من أعضاء الـRV الجلوس بهدوء أثناء مشاهدتهم لعملية القتل التي ستحصل. جميعهم يتتبعون كل حركة طفيفة يتخذها جونغان بينما يحبسونَ أنفاسهم.

سيهون كانَ يقف في الزاوية المُظلمة من الغرفة بينما يسند ظهره على الحائط مستولياً على سيجارة وحاملاً تعبيراً قاتم. هوَ ندمَ على تلكَ اللحظة التي نطقَ بها تلكَ الكلمات، وعلى الرغم من أنه كان يعرف بالضبط ما كان يوافق عليه ، إلا أنه لم يستطع أن يجلب نفسه لأن يلغي قراره ويفعل ما يريد. لأنهُ كانَ يعلم في مكانٍ ما بداخله أنه بمجرد أن يترك عواطفه غير المخفية تأخذ زمام الأمور فجميعهم سيموتون حتماً. جونغان لا يمكنه التوقف عن الإرتجاف وسيهون يشعر بضيقٍ في صدره كما لو أنه على وشك الانفجار في عدم الإرتياح.

"هدء من روعك!" سيهون ينطق بداخله آملاً أن تصل أفكاره إلى جونغان.

يميل جونغان زجاجة السيانيد إلى الشراب ، ثم يتردد ويجمد. دم سيهون يرتفع من قلبه إلى رقبته ومن ثمَ يجمد في حنجرته. هو يشاهد جونغان يأخذ الزجاجة بعيداً عن الكأس ولم يسقط قطرة واحدة من السيانيد، ويغلقها بإحكام. سيهون يبتعد عن الجدار و يعتصر يده دون وعي في قبضة والسيجارة التي كانت تستقر بينَ أصابعه تنكسر إلى النصف في راحة يده المريرة.

يذهب جونغان إلى نيكولاي ومن الواضح أنَّ الأخير يشعر بالفعل بالخطر. هو يقوم بإحتضان الصينية المعدنية إلى صدره، جونغان يلاحظ الكاميرا وفي الشاشة كل ما يمكن لـسيهون رؤيته هو السواد. يندفع سيهون أقرب إلى لوحة الفيديو. ماذا يحدث؟ أصوات صراخ وإنكسار الزجاج ملئ المكان. تسقط الصينية المعدنية على الأرض بقوة.

"من ورائك؟" يرن صوت نيكولاي ، "ربما بتروفس ...لا؟ أو يوتكنز؟" يضحك بشكل قاتم ومن ثم يكمل، "حتى هم لن يجربوا شيئاً كهذا ... هاه ... يمكنني التفكير في شخص واحد فقط ... إنه سيهون ، أليس كذلك؟"

من دون أن يُفوّت سيهون ثانية هو يخرج على عجلٍ من الغرفة ويركض في الشوارع الجرداء، هو كادَ أن يُسحق بسيارة ضخمة أثناء عبوره. في كل مرة يميل الهواء المتجمد إلى جلده ، يشعر بنيرانٍ تشتعل بداخل جسده بالكامل. لكن لا يمكن لأي ألم أن يجبره على الخروج من عزمه. هو يركض حتى شعرَ أنَّ ساقيه ستخونانه ويسقط، نظرته كانت مليئة بالقلق والغضب.

رصـاصـة فـي القـلـبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن