داخل المكان الخاص بمحاضرتها( المدرج )
تجلس كلا من ميس و رنا وعلامات الملل و الضيق تظهر علي وجوههم ( عذرا بل هي مرتسمة بالفعل ) وصمت تام في القاعة لا يخلو إلا من صوت المعيد ( فهو لا بيحب أن يتكلم أحد أثناء المحاضرة بالجانب إلي عصبيته الشديدة لذلك يتجنبه الطلاب قدر الإمكان ،فلا يتحدثون) ...
فقطع الصمت بين ميس و رنا ،عندما قالت ميس:: بت يا رنا ،أنا مش عدت قادرة خالص ،هموت من الملل ،بصي ماهو يا إما الدكتور اللي ممل وعصبي ،يا إما المادة اللي مش تنشاف ،يا إما أني اللي عيانة وسخنة و هفرقع دلوقتي ..
* رنا:: ومين سمعك ياختي دا أنا مش عدت طايقه هدومي حتي .
ثم صممت لثواني فأكملت :: بت يا ميسو مش يمكن أمه مش كانت بترضعه زينا ؟؟
* ميس:: قصدك إيه ؟
فخبطتها رنا علي رأسها من الخلف ثم قالت :: يعني يا بنتي كان بيرضع مثلا سولار واللا حتي بنزيم عربيات فعشان كدا بيطلع المرار اللي كان بيشربوا وهو صغير علينا دلوقتي بس بصيغة الأوامر وإنه يكرهنا في حياتنا ،فهمتي دلوقتي يا جموسه ...
* فضحكت ميس بشدة على كلمات صديقتها وكان صوت ضحكاتها عال نسبيا( بل لنقل عال جدا ) انتبه له كل من بالمحاضرة كما أدي إلي غضب المعيد منهم فقال :: البنتين اللي جمب بعض دول وأشار لميس و رنا يقفوا ..
فوقف كلا من ميس و رنا والخوف يأخذ مجراه علي وجوههم، فأكمل :: كنتوا بتقولوا إيه ،وكنتوا بتضحكوا علي إيه وإنتي بالذات وأشار علي ميس ؟؟
* فقالت رنا بسرعة دون تفكير :: كنا بنتكلم عليك يا دكتور ،وهي كانت بتضحك علي الكلام اللي أنا قولته عليك ( ثم تبسمت ) ..
فقال:: وإنتي كنتي بتقولي إيه عليا ؟؟
* فأجابته مسرعة دون تفكير للمرة الثانية:: كنت بقولها يمكن حضرتك ،الوالدة مش كانت بترضعك زينا ،فسألتني قصدك إيه ؟ قولتلها يمكن يعني كدا والله الأعلم ثم والدتك وبعدها إنت كنت بترضع سولار واللا بنزيم ،فإنت بتطلع مراره علينا ..
وبعد لحظات انتبهت لما قالته ،فوضعت يدها تلقائيا علي فمها ،ثم ألقت نظره عليه
فوجدته في أقصي درجات غضبه وقد أصبح لون عينيه قامت من شدة الغضب
( الله يرحمك يا رنا كنتي طيبه و لسانك اللي محتاج قص هو السبب دايما بيوقعك في المشاكل ) 😢😢😢😢
ثم قال ::*************
❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄
في شركة المحمدي
داخل مكتب ندي ،ندي بصوت عال وصراخ انتفض علي أثره كل من بالممر ،كما انتفض علي أثره من تخاطبها ندي
* ندي يعني إيه يابشمهندسة الكلام ده، فين التصاميم اللي انا قولت عليها ؟؟
أنا شايفه تصاميم عكس الأفكار اللي أنا أمرت بتنفيذها ،لا وكمان غير كدا بدأتوا في التنفيذ من غير علمي ،ليه هوا إنتوا شايفني شوال بطاطس والا كانت شركة اللي جايبنكوا وأنا معرفش ؟؟ فقالت كارما وصوتها يكاد يخرج من الخوف :: والله يا بشمهندسه كنت هقولك بس مش كان فيه وقت وكل إما آجي عشان أقولك ألاقيكي يا مشغولة ،يا في الموقع ،وماكنش فيه وقت خالص عشان آجي أقولك فيه ...
*ندي بصوت يشبه فحيح الأفاعي ،وقد دب الرعب في أوصال كارما:: لا يا حبيبتي إنتي لو كنتي عايزه تقولي كنتي قولتي ،بس الموضوع علي هواك ..
أما بقا الكلام بتاع ملقتش وقت وكنت مشغولة والحوارات دي ماتدخلش في عقلي من الاساس
ثم أكملت :: إنتي عارفة باللي عملتيه ده هيتسبب بخسارة الشركة أد إيه ؟ لا وكمان هيأثر علي سمعتها ، عشان أنا قايله علي تصاميم معينه متفقه عليها مع صاحب المشروع علي حسب الموقع والمساحة وفي الآخر نفاجئوا بتصاميم مختلفه ..
ثم صرخت بها بحده :: تبلغي العمال يتوقفوا عن الشغل في التصاميم دية ،وأنا اللي هصمم بإيدي ...
اتفضلي إطلعي برا يا هندسه واسمعي : أنا الغلطه عندي بحساب وإنتي ما غلطيش في حقي لأ دا إنتي غلطي في شركة المحمدي و سمعتها ،وأنا ست مفتريه و قادره أوديكي ورا الشمس بس عشان تعتبر أول غلطة ليكي هعديهالك، غلطة تانيه ورحمة أمي اللي ما بحلف بيها كدب لهتتمني الموت من اللي هعملوا فيكي ،وتولعي بقا في التصاميم أو تقطعيها أو حتي تحرقيها مليش فيه.
وما أشوفش وشك غير وإنتي منفزة اللي أنا قولت عليه فاهمه ؟
كارما وهي تبتلع طريقها بصعوبة :: مفهوم حضرتك ثم خرجت مسرعة وهي تحمد الله أنها خرجت لأنها لو جلست معها أكثر من ثانيه أخري بل لحظة واحدة لكانت اختنقت وماتت من الخوف ....
❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄
في مكان آخر لم نذكره من قبل
في برشلونة داخل أسبانيا
في قصر ملوكي من يراه يحلف بأنه قد تم تصميمه لملوك فقط !!!
نسمع صوت صراخ امرأة في الخمسينات وهي تنادي علي ابنها حتي يستيقظ..
* دينا :: يا حيوان ،يا معفن ،يا حمار ،ياللي ما شفتش يوم واحد تربية قوم يا جزمة ....
عمالي أصحي فيك براحة ،وأقول هيحس علي دمه ويقوم بدل زوري اللي إتنبح ده بس لا مش يبقي تيام بن ليث ..
* فتح تيام عينيه وهو يتمتم بكلمات غير مفهومه ثم قال :: إيه يا ولية يا اللي اسمك أمي
حرام عليكي .. خرأتيلي طبلة ودني ،إيه ما فيش إحساس هصنج وربي .. كل إما أقول هتتهد و تمشي ألاقيك زودتي في الإسطوانة شوية ،مش عارف أنام وربي حرام اللي بتعملوه فيه ده !!!!
* دينا :: أنا يا حيوان بتكلمني كدا .
ماشي ،طب وربي يا تيام لو ما إلقيتك قمت وصحصحت كدا لهكون مصبحة عليك بطريقتي ،و أظن إنت عارفها كويس تحب يتصبح عليك بيها شوية ؟؟
* قام تيام من علي الفراش بسرعة :: ولإيه أنا قومت خلاص..
ثم قام بتقليد صوت أمه أثناء إدعائها الحزن :: بس إعرفي إني قلبي وربي غضبانين عليكي ليوم الدين إهئ إهئ إهئ...
شهقت دينا ثم قالت :: أنا يا حيوان بتغلط فيا تاني و تقلدني ،طب خد ( ثم ألقت عليه السلاح الكلاسيكي بتاع كل الأمهات ( أبو وردة *) ) ..
فتفاداه تيام ثم تحدث :: إيه يا حجة خلاص ماشي أهو ..
ممكن بقا تطلعي عشان أغير ..
* دينا:: لو نمت يا تيام مش هيحصلك طيب ،فاهم ؟؟
أومئ تيام رأسه علامة الإيجاب ،وعند خروج أمه قام بالتسطح علي الفراش ثم غطي في النوم ....😴😴😴😴
بعد خروج دينا تذكرت أمرا تريد إخبار تيام به
فدخلت غرفته وجدته قد نام مرة أخرى
فاشتعلت غضبا :: يابن الجزمة، يا تربية منيلة ..
فصرخت بأعلي صوتها :: تياااااااااااام
ففزع تيام وقبل استيعابه لما حدث وجد الشبشب الطائر يتصوب ناحيته ولكن تلك المرة لم يستطع تفاداه !!!!
* تيام :: فيه إيه محنا كنا كويسين قلبتي ليه يا
دودو يا عسل إنتي....
دينا بصوت عالي :: والله لو ملقيتكش خمس دقايق ونازل تحت لهربيك من أول وجديد ،وهنشوف كلامي هيتسمع والا لأ ؟؟
ثم أكملت :: خلفة معفنة تقصر العمر ،آه بنت خالك جاية النهارده، هتقعد معانا ،فمتتأخرش في الجامعة إما أروح أصحي أخوك ..
ثم تركته و ذهبت !!
توجهت دينا لغرفة إبنها الآخر.
فوجدته نائم ،فتبسمت ثم جلست علي طرف السرير و أخذت تمسح بيدها علي رأسه في حنان شديد .
* دينا بصوت هامس :: آسر ، آسر حبيبي قوم يلا عشان متتأخرش .
فتململ آسر في فراشه ،فضحكت عليه
ثم قالت بصوت أعلي بقليل :: آسر اصحي يا قلبي بقا !!
( الحق يا تيام خيانة )
( ليك حق يا بني تقول حرام علي اللي بتعمل فيك )
فقام آسر بفتح عيناه الساحرة التي تسحر من يراها بلمعتها و صفائها ،فتبسم عندما وجد والدته بجانبه ،ثم جلس علي الفراش و قبل يد أمه ..
* آسر:: صباح الخير علي اجمل واحلي دينا في الدنيا دي كلها
* دينا:: صباح النور يا عمري ،قوم يلا غير هدومك و تعالي عشان نفطر سوا .
* آسر:: حاضر هغير و أنزل ،أي أوامر تانية ؟؟
* دينا :: سلامتك يا آسري ..
ثم خرجت من غرفته ...
❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄
في الأسفل كان يجلس ليث العمري يعمل في غرفة المكتب ..
* دينا :: نفسي أعرف حاجة هو إنت مش بتزهئ
من البص في أم الورق ده دا حتي ياخي منظرها بيجيب الغلب ..
فضحكت ليث عليها بشدة ثم قال :: أولا:: أنا ما زهئتش من البص ولا حاجة من الكلام ده .
ثانيا :: نظريتك غلط ١٠٠% فهو ما بيجبش غلب ولا حاجة خالص .
ثالثا بقي :: صحيتي ولادك اللي نايمين فوق دول والا لسة بالذات الواد المعفن تيام ؟؟؟
( يا عيني عليك يابني الكل مش طايقك خالص أنا لو منك أهج) ..
* دينا :: ابن الجزمة بيستغفلني و رجع نام تاني ..
* ليث :: يعني محسساني إنو إنتي مش صبحتي عليه بطريقتك ؟؟
فأجابت دينا :: هو الواد المنيل ده هو اللي بيخليني أعمل فيه كدا ،وهفضل أقول وأعيد أنا ما خلفتش غير آسر .ثم صمتت قليلا فأكملت::
ليث هي لو كانت معانا ،لو كان ما حصلش معانا كل ده و معاها بالذات كانت حياتنا هتبقي عملا الزاي ؟؟
صمت ليث ولم يجب عليها ،كأن لسانه إنعقد عن الحديث. وقد سرح في أفكاره ....
❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄
بعد مرور ربع ساعة ...
نجد آسرنا ينزل من علي السلم وكان يرتدي "" حلة باللون الأسود و قميصا باللون الأسود .........فكان غايه في الجمال والأناقة بل الجمال والأناقة تتجسد به 😻😻😻...............
ثم نري مشاغبنا ينزل من علي السلم يرتدي بنطال باللون الأسود و قميص رمادي ...........
جلس تيام بجانب آسر فقال ::صباحو ابو الأسور......
أجابه آسر :: صباح النور .............ثم انضم لهم ليث ودينا .....فقال ليث ::صباح الخير يا شباب .........
أجابه تيام::صباحك ليثو
بينما لم يجب آسر ..
أثناء تناولهم الطعام قالت دينا:: ليثي هوا إحنا مش راجعين مصر تاني ؟؟
وحشتني البت جي جي والبت فريدة وهنا مش بلاقي حد أقعد معاه وكلكوا بتسيبوني و تمشوا ..
* تيام:: وحيات عيالك يا شيخة ،أمال مين اللي كل يوم عندك هنا .امال مين كاث ونوري والدولية الموزة التالتة اللي بييجوا يقعدوا معاكي كل يوم ،لازمتوا ايه الكدب بقي والا رسم وخلاص عشان تخلي الواد ليث يقعد معاكي ...
( حاول ليث كبح ضحكاته حتي لا تغضب دينا، بينما مغرورنا كان يجلس بهدوء بورود شديد دون أن يبدي أي ردة فعل .)
*** فقالت دينا بغضب وقد حاولت نفي ما قاله حمارها كما تطلق عليه :: مين دول يلا محدش بيجي هنا ولا انا حتي اعرف انت بتتكلم عن مين ؟
ثم أضافت ::واد ي تيام مش يمكن بتشوف عفاريت يلا .........فانتفض تيام من علي مقعدة ...ثم قال :: سلاما قولا من ربٍ رحيم .....فال الله ولا فالك ......تفي من خشمك ي حجة .........لم يستطع ليث كبت ضحكاته فضحك بشدة بينما مغرورنا ظل كما هو.......فاغتاظ تيام ودينا ........................ ثم استأذن آسر للذهاب لعملة......
كما ذهب تيام وليث للجامعة.......
وظلت دينا في المنزل...........
❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄
عند رنا الدكتور:: لا والله الكلام دا عليا انا، لا وكمان قاعدة تتريأي عليا انت و صاحبتك وفي المحاضرة بتاعتي ،ثم أكمل بغضب جحيمي:: اطلعي برا إنتي وهيا واعتبروا نفسكوا شايفين المادة ،يلا برا ..
خرجت رنا وميس بسرعة حتي وصلوا للخارج فقالت ميس :: عاجبك كدا يا زفتة أهو شلنا مواد من تاني سنة وكله بسبب لسانك .
* رنا:: لا والله وأنا مالي كنت قولتلك تضحكي بصوت عال ،وبعدين تعالي هنا يا بت اوعي تقولي كنت خايفة منه ؟؟
فأجابتها ميس وهي ترفع حاجبها الأيسر علامة السخرية :: لا والله يعني انتي مش كنتي خايفة ،دا انتي كنتي باصه علي الأرض وبتترعشي من الخوف ، و اللا دي حركه في مسرحيه من مسرحياتك و كنتي بتتدربي عليها
رنا:: لا ي حبيبتي دا دي حركة بعملها لما بكون متعصبة ومش عايزة أعمل حاجة في اللي قدامي
ميس:: ورحمة أمك ،دانتي اللي غلطانة ي بنتي فية،لا وكمان بتقولهالوا في وشو ،عايزاه يعمل اية يعني ،يخدك في حضنة ويطبطب عليكي ، واللا يقولك معاك حق؟
رنا:: برضوا دا ميدلهوش الحق إنه يزعئلنا و يهزقنا ادام المدرج كلة.
آه لو سبتوني عليه ،كنت وريته،بس يلا عشان متربية إن معملش حاجة غلط ،و مردش علي الكبير
ميس وهي تبتسم بسخرية:: يعني كنتي هتعملي ايه يختي ؟
رنا::ايه ي بنتي هو إنتي متعرفيش مواهب ال best friend بتاعتك. ؟ ..............ثم أضافت بنبرة صعيدية وقامت برفع ياقة قميصها :: دا احنا نقطعوه و نرموه و ملهوش دية عندينا واصل ونمشي في جنازتة كمان ........ولا انتي مش عارفة اللي فيها ؟.....
ضحكت ميس علي صديقتها ثم توجهت كل واحدة إلي بيتها .....❄❄❄❄❄❄❄
عند ولاء بعدما انتهت من عملها بالمشفي توجهت للبيت وفي نفس التوقيت في شركة المحمدي انتهت ندي من عملها ثم توجهت للبيت .............❄❄❄❄❄❄❄❄❄
انتهي الفصل الثالث من روايتي رحلة وجع
توقعاتكم ايه اللي هيحصل في الفصل القادم ومين هي البنت اللي بيتكلموا عنها ؟ ويا ترا حياتهم هتبقي عاملة الزاي
بقلمي ❤❤يارا عصام ❤❤
أنت تقرأ
رحلة وجع ( مكتملة )
Mystery / Thrillerقسي عليهم ، و أذاقهم من مراره، حطمهم من قبل و عندما علم برجوعهم أقوياء ، عاهد نفسه بأن تلك المرة لن يتركهم إلا و هم أمواتا ........ ذاقوا مرار الدنيا ، قدرهم ضدهم، و هذا الزمن لم يكتفي بما فعله معهم............ عالم لا تعرف الرحمة طريقا له ، اختار...
