❤الفصل التاسع و العشرون و الأخير ❤

685 23 10
                                    

أردف عمار قائلا بدموع و بألم مزق قلبه فقط / طب و أنا؟

لم تكترث لحديثه ، بل لم تلاحظ نبرته في الحديث ، أكملت غير عابئة به و بدموعه التي كانت كفيلة بحرق الكون لا الكوكب / طيارتي بكره الصبح ، لازم أسافر عشان امتحاناتي، وهفضل هناك ، عشان دا مكاني..................

أخذ يتنفس بعنف محاولا أن يهدأ من ضربات قلبه الصارخة بها بعنف و قسوة ، نعم أراد أن يوبخها و يعنفها، أراد اخبارها أنها ملكه فقط ، نعم هي ملكه ، يحلف بربه أنه سيكون خيرا لها و لكن لتظل معه...................... و لكن كالعادة قسي عليه الزمن و أذاقه جرعة من مراره................... لم يستطع التحدث أو التفوه و لو بكلمة واحدة ................ خرج مسرعا بشدة ، لم يسمع حتي مناداة أخاه، دموعه كانت كفيلة بإخبارهم بشعوره، ................ تلك التي قطع وعدا أمام ربه أن يكون لها فقط ، و أن يكرس حياته لأجلها فقط و لأجل سعادتها، و الآن و بكل بساطة تخبره برحيلها........................

"بعد مرور سبعة أيام "

كانت التجهيزات تقام علي قدم و ساق ، فاليوم زفاف أبناء العائلة ، اليوم الفرحة مضاعفة لشخص ، نعم إنه عمار

فيكفيه رؤية محبوبته أمام عينيه، هذا وحده كفيلا بجعله راقصا علي أوتار مزيفة صنعها لنفسه برؤيتها ، بسمتها تلك و حتي عفويتها ضحكتها جعلته راكعا لهم

"يتذكر كيف حدث ذلك و متي و أين "

فلاااااااااش باااااااااك

بعد مرور خمس ساعات ، و بعدما أعلن القمر ملكيته علي السماء

كما أعلن الظلام ملكيته علي قلوبهم ، التي غلفها و جعلها كارهة للوجود

عاد باكيا، متألما، يهاذي بكلمات غير مفهومه أو حتي متناسقة، دخل و مع دخوله أنيرت الأضواء ، فظهرت تلك السيدة الراقية بقوتها المعهودة و يبدو أنها كانت بانتظاره............ نظر لها مطولا بنظرات لم يكن من الصعب عليها كشف شفراتها............. فتحت له ذراعيها لاستقباله بأحضانها............. لم يصدق بداية الأمر و لكن لم يفكر أو حتي يحاول الفهم ، و من كانت خيرا له من والدته أمامه، بل و تدعوه لأحضانها...................... ألقي سترته بعيدا هاربا من واقعه بأحضانها دافنا رأسه بعنقها، شادا من احتضانها بقوة ، يشاهق و يبكي كالطفل الصغير ، يتوسلها لإبقائها، فلم يعد يستطع العيش بدونها ............ كان يخبرها بمدي تألمه، كان يشكو لها أيامه و ذلك الزمن الذي جعله لعبه متحركة بيده و الآن بقرارها أصدر حكم الإعدام عليه ، كان يدعوها لإجابته، كان يدعوها لملاقاة أسباب جعلت القدر يكتب له هذا المصير .................... لما هو بحق ربه ، كل شئ يمتلكه أو كان يظن أنه سيكتب له ، يذهب مع الريح، يتساقط كلأمطار علي الرمال فيجعلها عجينا من طين لا تصلح حتي لإن تكون خصبه لزرع ألامه ...................... لم و لم و لم ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ لم يجد منها الجواب فقط الصرامة و البرود كانت عناوين لتقسيمات وجهها الذي ظهر عليه علامات الشيب و كبر السن و العجز ، و لكن بداخلها كان ممزق من أجله، فصغيرها التي كانت البسمة لا تفارق وجهه بل لا تغادر خاطره و خياله و أحلامه قبل واقعه و الآن ماذا ، ماذا حل به ، ............... ألقت تلك الصغيرة سحرها و لم تفكر بالعواقب ، بل لم تكترث بمدي مفعوله .....................

رحلة وجع ( مكتملة ) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن