لقد رأت نفسها في حلم، قبل أن تتغير وقبل أن تصبح قادرة على رؤية بشاعة الأيام، قبل أن تفهم الناس من الداخل، وقبل أن تعرف كيف تفكر ألف مرة عندما تريد التحدث ثم تقرر ألا تتحدث.
كان في حلمها سبب منعطفها الأول، لقد كانت سعيدة بوجودهِ قربها ولم ترغب بأكثر من ذلك، لم تكن تود أن يعلم أحدٌ بوجوده عمودًا قربها لأنهم بالتأكيد سيكسرونه لتقع، حتى هو لم تكن تُعلمه بأنها تتكل عليه، كانا قد تقابلا فجأة بعد فراقِ سنواتٍ لم تكن سوى دمار.
فتح في قلبها مكانةً لشخصٍ يهتم بها ويبدو كأميرها، ثم افترقا بدون نهاية واضحة وظل مكانهُ فارغًا.. حتى رأتهُ ذلكَ اليوم فعادت في الزمن إلى الوراء، لم تفقد حذرها كما كانت من قبل لكنها استعادت روحها وابتسامتها وعاد لديها شخصٌ تثرثر معهُ طويلًا..كانت تتلافى تعجبهُ من عودتها المفاجئة فهي قد كانت الطرف الذي شرع بانفصالهما الباهت وأسبابها لن تزول، لذا أخبرتهُ أنهما زملاء، أنهما معارف منذ زمنٍ مضى، وأنها معهُ لتستعين بهِ لمساعدتها في المعهد الذي تقابلا به.
كان سعيدًا بدوره ولم يمانع قربها لكنهُ لم يكن يوافق تمامًا على ما تطلقه على علاقتهما ويعرف أنهما لن يصلحا كزميلين أو صديقين، كان يعرف أنهما سيعودان ببساطة.. لهذا كان يحاول أن لا يتجاوب معها، لأنهُ كان يخاف عليها.
علم أن سعادتها أثارت شكوكًا حولها وعلم أن أحدهم تكهن الأمر... فاختفى فجأةً في ليلةٍ مظلمةٍ كانت متحمسةً فيها لتحدثهُ عن من حولها وكيف يتعجبون من سعادتها غير المعهودة.
لم تكن تعلم أنها ستعود كما كانت في تلك الليلة مع التقدم في المستوى.حينها استيقظت لتدرك أنها كانت تحلم، وأدركت أن عودتهُ ستعيد روحها، وأنها تشتاق إليه ولا تزال تذكره، أدركت الكثير من الأمور وكانت تعلم جيدًا أنهما لو التقيا حقًا لم تكن لتستطيع التحدث معه كما في الحلم.
وهو لم يعد موجودًا كأنه كانَ سرابًا.قريبةٌ لفكرة رواية، نبذةٌ أولية.
200723
04:20
أنت تقرأ
أبيَض
Romanceظلالٌ قاتمةٌ تنبعثُ من قلوبٍ مُهلكة كأنها ثقوبٌ سوداء خلَّفتها نجومٌ تدمرت. *ِ، الأبيضُ ليسَ بالضرورةِ الإشراقَ والسعادة، يمكنُ للأبيضِ أن يكونَ ذلكَ الشاحبَ والمتعب والَّذي اِكتفى بُؤسًا. - محطة مظلمة لتشعرك بالبؤس ولتفرغ كل طاقتكَ الإيجابيةَ في...