- أجدُ ذهنكَ مشغولًا اليومَ فخيرًا؟ أجزمُ أنهُ خيرٌ من ابتساماتكَ البلهاء!
- هل ابتسمتُ! الأمر عجيبٌ كأن سحرًا ضربَ رأسي، لا أدري كيفَ حدثَ هذا، ولا أذكر بأي لحظةٍ من اللحظتين اللتين لا تتخطيان الثلاث دقائق مجتمعتين! تعرف أني لا أقع بتلكَ السهولة وتعرف أني معقدٌ ولا يوجدُ على وجه الأرضِ شخصٌ يتحلى بالصفاة التي أحبها كاملةً ولكن.. لا أدري كيفَ حدثَ هذاَ!
- الأمرُ خطيرٌ ولا يبدو خيرًا، وإن ابتساماتكَ من أعراض الهذيان، فما هذا الذي حدثَ ولا تدري كيف؟
- كلا، الأمر ليسَ خطيرًا ولكنهُ بلاءٌ مؤقت، تعرف.. إن وقعتَ في الحب فيجب أن تنالَ احتياجاتكَ وإلا فلن يطولَ بقاؤكَ وستخرجُ مما وقعت، كذلكَ الأمر معي فأنا قد وقعتُ في حفرةٍ لا أعرفُ لها عنوانًا ولا طريقًا وإني كمن استيقظَ فوجَد نفسهُ مرميًا فيها ولا أدري أينَ كنتُ قبلَ ذلكَ لأعود، ربما كانَ صاحبها سيعتني بي لو عرفَني لكنها حفرةٌ من حفرهِ المهجورةِ، إني لا أستطيع أن أقولَ عن صاحبها شيئًا فأنا لا أعرفه، ولهذا لا أدري كيفَ وقعت، فلم أقترب من أرضهِ أبدًا!
- هل أفهمُ أنكَ وقعتَ في الحب؟ من تعيسةُ الحظ تلكَ!
- لو عرفتُها لذهبتُ وطلبتُ منها أن تكونَ متعوستي ولكنها كالخيال، كغيمةٍ مرت فوقي وتلاشت، رأيتها مبتسمةً بعيونٍ مبتسمة، وأدرتُ رأسي لا أحدق بها وليس فيها ما يُلفتُ النظر كفايةً، ولكني مجددًا رأيتها، نشيطة تتحركُ بحماسٍ وكانت تتحدث مع جماعةٍ لا رأسَ لها ونظرتُ إليها فأدركتُ أني من تلكَ الجماعة، فمن جملةِ ابتساماتها تلقيتُ واحدةً حينَ قررت توجيهَ نظرها لي لأني انتبهتُ لحديثها، ولكني لم أكن المستجيب وعدتُ لانشغالي.. أما عن قلبي فلم يعد معي، وفيما بعدُ أدركَ عقلي اختفاءهُ وكنتُ أعلمُ أينه! وها نحن في الحفرةِ ننتظرُ أن يهطلَ المطر فتمتلئ الحفرة لأسبح وأخرج منها!
- أنتَ تهول الأمر! ربما مجردُ صفةٍ فيها لفتتكَ!
- نعم، نعم، قلتُ هذا، صرختُ بضجرٍ أخاطب قلبي الأبله، ولكني بقيتُ بلا قلبٍ فعدتُ لأخذهِ ولم أجد في حالهِ ما يبدو تهويلًا، كانَ صادقًا صابرًا ينتظر الغيث، ولم أجد بُدًا من الانتظارِ معه!
- هذهِ حالُ العاطلينَ أعاطلٌ أنتَ، قم وأدرك عملكَ قبلَ أن تصبحَ حقًا عاطلًا يكتبُ الشعرفي امرأةٍ مرَت أمامهُ في لحظةٍ من النهار.
- لا عليكَ مني، لن تفهمَ الأمر لأني أنا ذاتي لا أفهمه، إنهُ كشيءٍ دخلَ في قلبي لا أفهمه فهو ليسَ مني ويحتاجُ تركيزًا وتأملًا، وسيزولُ كما حل، إني فقط آملُ أن لا تذهبَ أحاسيسي سدًا ولا أدري كيف سيحدث هذا، لا أدري عن شيء من هذا الحال وإني جاهلٌ أعيشُ الموقفَ بجهلٍ وسأنجو بجهلي.
- وقوعكَ بالحب دائمًا أحمق، ولكن هذه المرةَ تخطيتَ المعقولَ فتبدو كمن وقعَ بحبٍ طويلٍ يُكتبُ عنه الأشعار، حبكَ هذا كمن وقعَ في حبِ صورةٍ نسجَ خيالكَ لها الصفات.
- المهم أني أقع في الحب من وقتٍ لآخر، إنهُ شعورٌ جيد.
- لا، ليس هذا المهم، المهم أن يحبكَ شخصٌ ما في حينٍ من حياتكَ، أما حبكَ فهو شيءٌ تعيشهٌ في خيالكَ، فابعد عنكَ الأوهامَ وانهض، بامكانكَ البحث عنها، ولكن أن تحبها هنا فأنتَ عاطلٌ يهش الذباب.أحدهما طردَ الآخر وتابعَ عيشَ حبهِ الذي يكاد ينتهي.
21.12.29
أنت تقرأ
أبيَض
Romanceظلالٌ قاتمةٌ تنبعثُ من قلوبٍ مُهلكة كأنها ثقوبٌ سوداء خلَّفتها نجومٌ تدمرت. *ِ، الأبيضُ ليسَ بالضرورةِ الإشراقَ والسعادة، يمكنُ للأبيضِ أن يكونَ ذلكَ الشاحبَ والمتعب والَّذي اِكتفى بُؤسًا. - محطة مظلمة لتشعرك بالبؤس ولتفرغ كل طاقتكَ الإيجابيةَ في...