«مرحبًا، لا زلتُ أكتب لكَ وأتلقى رسائلكَ، أرسلها من عنوانكَ إلى عنواني.. وكلاهما واحد.. كلانا واحد، آسفٌ أني لم أجد بعدُ من أكون معه اثنين لأكتب عنوانه.
في الأمس وصلَ مزاجي إلى أدنى نقطةٍ قد يصلها، حتى فكرت بالأسباب التي تجعلني أواصل ولم أكن في حالة أقدر فيها على ذكرِ باعثٍ فبدت حياتي بلا معنى. نزلتُ لأمشي بينَ الشوارع الهادئة وفي العتمة، فشعرتُ بوحشةٍ شديدة، الجميع يمشون كثنائي أو كمجموعة في هذا الليل المُعسعِس، أبدو كغريبِ أطوارٍ وأنا لا أعرف أينَ أذهب، المتنزهات المحلية الصغير تجمعُ أفرادَ الحي بمجموعاتٍ عائلية، وأنا كنتُ كالمقطوف من شجرةٍ، بالتأكيد لن أجلس قريبًا منهم كالمشرد!
ظللت أمشي بلا هدفٍ.. أخشى العودة إلى المنزل فيقابلني كل ما أهرب منه، الفراغ، السرير الذي لن يغفو جفنايَ عليه وسيكون مستحضرَ الصخب الأكبر في رأسي، ستقابلني الجدران، وبعض الفوضى التي خلفتها لأني لا أرغب بإعادةِ شيءٍ إلى مكانه، حتى تهدأ العوصف بداخلي، المكان المرتب كانَ سيجعل الفوضى بداخلي أبشع.
نظرتُ للأعى إلى النجوم التي تسلبُ انتباهي وتشعرني بالراحة عادةً، لكني وجدتها اليومَ نجومٌ مملةٌ رأيتها آلاف المرات ولا أريد أن أرفع رأسي لمرةٍ أخرى لن تزيدني شيئًا. قائمة أعمالي وقائمة رغباتي وكل القوائم الأخرى، حتى الأمور التي أستمتع بها، كلها.. لو رأيتها الآن لمزقتها وتساءلت هل كانت تلكَ الأمور تخدعني وتشعرني بالراحة، كيف أسعد أحيانًا بأبسط الأشياء وأنا الآن أريد شيئًا واحدًا لأفكر بأنه جيد، لأفكر بهِ فقط.
ماذا عنكَ، ما الذي يسعدكَ الآن؟
مؤكدٌ أنك ستكون أفضل حالًا وثمة أمورٌ سيسعدكَ القيام بها.. لذا آسف لأني أعدت تذكيركَ بهذا الوقت.
رسالةٌ منكَ.»
21.09.19
أنت تقرأ
أبيَض
عاطفيةظلالٌ قاتمةٌ تنبعثُ من قلوبٍ مُهلكة كأنها ثقوبٌ سوداء خلَّفتها نجومٌ تدمرت. *ِ، الأبيضُ ليسَ بالضرورةِ الإشراقَ والسعادة، يمكنُ للأبيضِ أن يكونَ ذلكَ الشاحبَ والمتعب والَّذي اِكتفى بُؤسًا. - محطة مظلمة لتشعرك بالبؤس ولتفرغ كل طاقتكَ الإيجابيةَ في...