كنتُ في أقصى سعادتي، السعادة التي تنمو مع أبسط الأشياء، وسببها هذه المرة كانَ كوبَ القهوة مع كعكة الجبن.. كالعادة فكرتُ بأبيض وأسود وأنهُ كتابٌ بشعٌ يجعلني أبدو بائسة وأنا شخصٌ مهما شعرَ بالبؤس سينسى بمجرد أن يفعل شيئًا ما وهو دائمًا ما يفعل شيئًا حين ينزعج، قد يكون الأمر أننا اعتدنا الدخان القليل الصادر من المدفأة، لا بأسَ به فهو لا يخنقنا أثناءَ النوم على كل حال!
قد أنزعج وأكتئب وأشعر بالإختناق كُل يوم ولكن لمجرد عشرة أو خمس عشرة دقيقة، قد يكون أحيانًا بسبب مشاعر سلبية حصلت عليها أثناء مشهدة فيلمٍ وقراءة وكتاب. لكني أدون الكثير، جزءًا أتركهُ هنا وآخر في دفاتري والبعض على جدران عقلي، لا أفهم شيئًا من مشاعري لكني أرى ظلالًا سوداء تحوم في رأسي ثم تختفي.
أتساءلُ لما يمكنني مشاركة هذه الظلال بتلكَ البساطة! أهيَّ أنانيةٌ مني!؟
في الحقيقة بعدَ التفكير بالأمر وجدتُ أنَّ الألم موجودٌ عند الجميع وأن التعاسة تزور كل إنسانٍ في حياتهِ؛ مهما كان عدد المرات فهي ستزوره.أما سعادتي فهي لا تزور أحدًا. لماذا؟
لا يحب الجميع القهوة المرة مع السكر، ولا بطلي، ولا أبي وأمي، ولا مكتبي وغرفتي، أو الفيلم الذي أشاهده، والمنظر الذي أحبه، والوقت الذي أفضله! أشعر بأن مشاركة سعادتي أمرٌ صعب، لن يهتم بها أحد، سيبحثون عن المشاعر التي تراودهم فقط.كانَ الأسودَ في هذا الكتاب كالإكسسور ولن يُظلم أكثر، سيغدو هذا الكتاب أبيض وسيستمر بالظلال السوداء التي تملأه، بينما سيخرج الأسود جوارهُ منفصلًا عنهُ حاملًا بعضًا من سعادتي، لأني لستُ التعيسة التي يصورها هذا الكتاب.
ربما كنتُ مبتسمة للتو، صنعت الأغلفة لكلا الكتابين، وتجولتُ في الواتباد، لكني بمجرد أن دخلتُ هنا بدأت أشعر بالفراغ، بعض الظلال السوداء تموجت في الخلفية، أبيَض ليس مكانًا مشرقًا لكني أعتقد أنه يواسي المكتئبين.
ألفين وعشرين، الثاني والعشرين من ديسمبر، يوم انفصال أبيَض وأسوَد، سيولدُ أسوَد قريبًا في فجر أحد الأيام كتوأمٍ لأبيض، وكلاهما قد كانا منذُ وقتٍ مضى كيانًا واحدًا.
أنت تقرأ
أبيَض
Romanceظلالٌ قاتمةٌ تنبعثُ من قلوبٍ مُهلكة كأنها ثقوبٌ سوداء خلَّفتها نجومٌ تدمرت. *ِ، الأبيضُ ليسَ بالضرورةِ الإشراقَ والسعادة، يمكنُ للأبيضِ أن يكونَ ذلكَ الشاحبَ والمتعب والَّذي اِكتفى بُؤسًا. - محطة مظلمة لتشعرك بالبؤس ولتفرغ كل طاقتكَ الإيجابيةَ في...