مذكرات خائنة (كامله) لــ خديجه السيد

حياة

الفصل السادس

في المدرسه ،ابتسمت غاده قائله :
- يااااه اخيرا جيتي المدرسه ده قلت بعد الغيبه الطويله دي ، مش بتدرسي ثاني
تنهدت بتعب يظهر علي ملامحها :
- معلش كنت تعبانه اوي الفتره اللي فاتت
حدقت فيها بدهشه :
- تعبانه مالك ؟! و ما قلتليش ليه !! طب بقيتي كويسه دلوقتي

اومات براسها صامته بايجابية لتكمل هي :
- طب تيجي بقى في المذاكره عشان الفتره اللي كنت غايبة فيها فاتتك حاجات كثير
ردت بهدوء :
- هحاول ان شاء الله
قالت غاده بتسال :
- طب قولي لي بقى اخبار الولد اللي تعرفت عليه على النت ايه لسه بتكلميه
اتنفضت بفزع و التقطت انفاسها ببطء و قالت بصوت مرتعش و حزم :
- لا مش هاكلمه ثاني خلاص ، ويلا نلحق ندخل عشان الحصه ابتدت
***

تمر الايام من جديد ومازالت سميره تعاني من كل انواع التعذيب النفسي وعذاب الضمير ، من ناحية عائلتها التي خانت ثقتهم فيها ، تعالت شهقات بكاءها كانت تقطّع نياط قلبها كل ما تتذكر هذا الخطا الفادحة الذي ارتكبته في حق نفسها اول ، كان عذابها ليس سوى من ناحية عائلتها فقط بل عذابها ايضا من ناحية حقها الذي تريده من هذا الشاب اللعوب الذي اوقعها فيه لتكن ضحيه ، لاتعرف عندما اخفت خبر اغتصابها عن عائلتها صح ام خطا ، لكن ما باليد حيله ، فهي ضعيفه لا تمتلك سوي الصمت كما تفعل هذه الايام

(الله اكبر، الله اكبر، الله اكبر، الله اكبر، اشهد ان لا اله الا الله، اشهد ان لا اله الا الله، اشهد ان محمدًا رسول الله، اشهد ان محمدًا رسول الله، حي على الصلاة، حي على الصلاة، حي على الفلاح، حي على الفلاح، الله اكبر، الله اكبر، لا اله الا الله)

كان هذا صوت اذن الفجر ، كانت تسمعه و الدموع تنهار من عينيها بحسره والم و خجل من نفسها ، تريد ان تصلي لكن تخجل من ربها بشده يا الله كم ضاقت بها الدنيا ، وكم احسّت بانّها تكره نفسها و العالم من حولها ، كم تشتاق و تريد بشده ان تقف بين ايد ربها و تشكي همها له ، خرج كمال من المرحاض ليتفاجاه بابنته امامه قال باستغراب :
- سميره ! انتي ايه اللي مصحكي لحد دلوقتي
قالت بصوت منخفض وعيناها مملوئتان بالدموع:
-اا ر ، رايحه اتوضاء عشان اصلي الفجر ،
لم تنتظر رده لتدلف للمرحاض مسرعه ، و يقف كمال مصدوم
***

كان كمال يرقد اعلي الفراش و يفكر في وضع ابنته سميره فاحولها في الفترة الاخيرة اصبحت غريبه ، حيث كانت دائما تجلس داخل غرفتها و تذاكر دروسها و احيانا يدخل لها و يتفاجا بانها تصلي فرض الله ، حتي عندما انكسر جهاز الكمبيوتر بالخطا منها كما قالت لهم ، اعتقد بان سوف تلح عليه بان يشتري لها واحد اخر لكن لم تطلب و اصبح كل اهتمامها في دراستها و مستقبلها فقط !!
انتشلته من شروده سعاد قائله وهي ترقد جانبه:
-مالك يا كمال سرحان في ايه
تنهد قائلا :
- لا ما فيش ، بقولك ايه مش ملاحظه حاجه كده على بنتك سميره