إزالة الستار و كشف الأسرار

35 19 5
                                    

خرجت مارية من الغرفة إلى حديقة المستشفى الخلفية الجميلة لاكنها كانت خالية من الزهور و أوراق الأشجار فقد كان الفصل فصل الخريف ، كان فيها بعض الناس اللذين يجلسون كي يقراءو كتبا و أخرون كانو يشاهدون جمال الطبيعة الخلابة ، أما مارية فقد أتت فقط لعلها تجد شهاب ، كانت تريد أن تصبح الحديقة فارغة كي يظهر من جديد .
و بينما هيا واقفة أمام شجرة تُسقط أوراقها الحمراء المتبقية على مارية جاءت أمها إليها ووقفت بجانبها .
الأم بصوت هادئ و مريح : هل تعلمين يا أبنتي أن أول لقاء بيني و بين والدك كان تحت ظل هاذا الشجرة .
مارية : ماذا أحقا ؟
الأم : أجل يا أبنتي فقبل ثلاثة إثني عشر سنة مضت كنت قد أصبت في حادث خطير جدا و نقلت إلى هاذا المستشفى ، يئيس الأطباء من حالتي و أكدو بأنني سأموت لا محالة ، و لاكن لحسن حظي ظهر ذالك الرجل الشهم والدك ، لقد كان من أفضل الأطباء في هاذا المستشفى و أستطاع علاجي ، و حين تعافيت تماما أتيت إلى هاذه الشجرة ووقفت أمامها ، كان الفصل فصل الربيع و كان المكان جميلا جدا ، و فجأة ظهر لي والدك و قال لي : يبدو بأنك تعافيتي تماما ، كان والدك رجلا وسيما و جذابا ، و الأهم من ذالك أنه كان شخصا طيب القلب و حنون ، ثم قال لي ببتسامة ساحرة : إنكي جميلة حين تكونين مستيقظة و بحال جيدة . فحمررت خجلا و قلت له أنه وسيم أيضا ههههه لم أكن أعرف ما الذي علي قوله حينها ، لاكن منذ ذالك الحين أخذنا نتقابل حتى أدركنا أننا وقعنا في حب بعضنا البعض ، كان يوم زواجنا يوما سعيدا ، و أيضا قال لي والدك ذات مرة أن حلمه كان بأن يصبح طبيبا مشهورا جدا لاكن حلمه لم يتحقق ، لاكنه ، لاكنه تحقق بالنسبة لي .
مارية : لقد كانت أياما حلوة حقا .
الأم بدموع باردة بالكاد تظهر : لاكن السعادة لم تدم طويلا ، فقد طُلب والدك ليعمل في علاج الجرحى في الحرب و قد كان عمرك حينها سنتين فقط ، و بعد شهر من ذهابه وصلنا خبر موته .
مارية : لاكنني لآن معك يا أمي و لن أتخلى عنك أبدا .
الأم و هيا تضم مارية إليها : و أنا لن أتخلى عنك أبدا ، أعدك ، أعدك بأنني سأبقى على قيد الحياة حتى أراك زوجة جميلة .

*****

إستعد جميع الجنود أخذو البندقيات ووقفو صفا واحدا في الساحة الكبيرة الخاصة بمصنع الحياة ، كان عددهم ما يزيد عن ثلاث مئة جندي ، و كانت المجزرة ستبداء بإطلاق قنبلة كبيرة كفيلة بتدمير نصف القرية بأكملها ، كانو مستعدين جميعا و دون أدنى رحمة في قلوبهم لا يفكرون إلى بسفك الدماء .
المساعد سالم : كل شيء جاهز سيدي .
الرئيس الكبير : إذا عند الرقم ثلاثة ، واحد ، إثنان ، ثلاث ......
أحد الباحثين من الجنود : سيدي !!!!!
صراخ عالي قد جعل الرئيس يتوقف عن نطق أخر حرف من حروف الرقم ثلاثة ، إستدار الرئيس ليجد أحد الجنود اللذين كانو لا يزالون يبحثون عن شهاب .
الرئيس الكبير : ما الذي تريده ليس لدي وقت ، إبدأ ...
الجندي : لقد وجدنا أثرا للتجربة الواعدة ....
و على الفور توقف الرئيس عن الحديث و نظر إلى الجندي ، و الجميع كذالك أخذو ينظرون إليه .
الرئيس الكبير : هل تسمع أذناك ما يقوله فمك .
الجندي : أجل يا سيدي أجل ، إنها الحقيقة .
بسرعة عالية وقف هزيم أمام الرجل و أمسكه من ثيابه قائلا : هل تمازحنا .
الجندي بخوف : لاكن .
هزيم : أطبق فمك !
الرئيس الكبير : توقف عن هاذا و دعه يرينا ما لديه .
فأسقط هزيم الرجل على الأرض كي يستعيد أنفاسه بصعوبة .
الرئيس الكبير : أرينا ما لديك بسرعة و لا تضيع وقتي .
الجندي : سيدي أنظر إلى هاذه الورقة .
فأخذ الرئيس الكبير الورقة و قرأء عليها : أنا الآن في بيتي يا عزيزي الهيكل ، العنوان الشارع الثامن البيت الأبيض و رقمه أربعة .
هزيم بغضب : ماذا لو لم يكن سوى مزاح من أحدهم .
الرئيس الكبير : و قد تكون أنت من كتبها .
الجندي : لا يا سيدي لقد ذهبت لتأكد بنفسي ، ذالك البيت به شيء غريب بتأكيد ، فهو لم يتأذى و لو قليلا من الإنفجار كباقي البيوت .
هزيم بدهشة : ماذا !!!
الرئيس الكبير بضحكته المعتادة : لقد وجدناه ، وجدناه ، إنه الهيكل بكل تأكيد ......

هيكل منقذ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن