رفع الرئيس المسدس على مارية ثم أطلق ، أطلق ثلاث رصاصات جعل دمها يسيل بشدة حتى توقف قلبها تماما ، ثم مشى على مارية و دعسها متجها إلى شهاب ، و حين وصل إليه ضحك ضحكتا مخيفتا للغاية ...
رفع شهاب رأسه بسرعة و هوا يتعرق من ذلك الكابوس الذي رأه ، مارية لتزال على قيد الحياة لقد كان مجرد حلم و لم يكن حقيقة ، و بعد أن هدأ شهاب نظر حوله كي يعرف المكان الذي هوا فيه ، فوجد نفسه في غرفة أسمها غرفة السيطرة كانت لها واجهة زجاجية و يمكنه أن يرى من خلالها كل الآلات التي يمكنها التأثير عليه بشكل كبير ، الغرفة الزجاجية مجرد سجن صغير ، أما ما خارج الزجاج و موجود بالغرفة فهوا في غرفة السيطرة ، و لم يكن يوجد أي أحد هناك ، فقط كانت مارية بجانبه مستلقية على الأرض و لتزال فاقدة للوعي ، وضع شهاب يديه على رأسه و حاول أن يفكر لكنه لم يستطع غير التفكير في أسواء ما يمكن أن يحدث ، كانت تلك أول مرة يشعر فيها شهاب بكل هذا القلق و الخوف ، بقي هكذا حتى شعر بأن مارية بدأت بالتحرك ، فوضع يده تحت رأسها و رفعها و هوا يقول : مارية ، مارية هل أنتي بخير !
فتحت مارية عينيها و قالت بصعوبة : أين نحن ؟
شهاب : نحن في مختبر الموت ، لكن لا تقلقي سوف يكون كل شيء على ما يرام .
مارية و هيا تتخذ وضعية الجلوس : أنا لست قلقة ، طالما أنك معي فأنا أثق بأن كل شيء سيكون على ما يرام .
شهاب :.....
مارية : ما بك ؟
شهاب ينزل رأسه بحزن : لطالما كان الأمر كذلك لكنني لا أعلم ما سأستطيع فعله في الوقت الراهن ، أنا عاجز الآن .
مارية : لا تقل ذلك ، أنت لست عاجزا أبدا ، يكفيني أن تكون قادرا على البقاء إلى جانبي .
توقفت محادثتهما بدخول الرئيس الكبير و السيد تامر إضافة إلى المزيد من الأطباء و القائد هزيم و الكثير من الجنود إلى غرفة السيطرة حتى الآنسة فرح كانت موجودة ببتسامة عريضة ، و كذلك الرئيس الكبير كان سعيدا تعلو وجهه إبتسامة خبيثة ، أما السيد تامر حين رأء مارية تعرف عليها فورا فقد كانت تشبهه كثيرا حتى أكثر من شبهها لأمها ، حينها عادت له بعض الذكريات القديمة التي قد نسيها منذ زمن بعيد .
الرئيس الكبير : أهلا أهلا كيف حال ضيوفنا هذا اليوم .
شهاب و قد أستجمع شجاعته : كنا بخير حتى رأينا وجهك المشؤم .
الرئيس الكبير بعد ضحكة قصيرة : كيف تريان وجهي و أنا أرتدي هذا القناع ؟
مارية : أخبرني أين هيا والدتي ؟
الرئيس الكبير : والدتك ، أنا أشفق عليها فلقد ...
السيد تامر مقاطعا كلام الرئيس : سيدي هلا بدأنا ، كل شيء جاهز و لا أريد أن نتأخر أكثر تجنبا لحدوث المشاكل .
مارية : أين أمي ، هيا أخبرني ...
الرئيس الكبير : في ما بعد يا حلوة فلدينا عمل الآن .
ثم أخذ الجميع مكانهم ووقف السيد تامر على الآلات الرئيسية .
مارية بقلق : ما الذي يحدث يا شهاب أخبرني .
شهاب : تبا ... هذا ليس جيدا !
و فجأء ظهر زجاج من وسط الجدار العلوي و نزل إلى الأسفل بسرعة مفرقا بين شهاب و مارية كل منهما في جهة مختلفة .
الرئيس الكبير : هل كل شيئ جاهز ؟
السيد تامر : نعم يا سيدي كل شيء جاهز .
الرئيس الكبير : إذا ليبدأ الإحتفال !
ضغط السيد تامر على زر التشغيل و بدأت الآلات بكهربة شهاب الذي بقي يصيح و هوا يصارع الألم المرير .
مارية : توقفو !!!
لكنهم لم يتوقفو و لم يهتمو لها و لا لأي شيء أخر ، الرغبة في السلطة و الإمتلاك و الفوز أزالت كل أثر للرحمة و الشفقة في قلوبهم عدا شخص واحد لم يكن راضيا عن ما يفعله لأول مرة في حياته .
السيد تامر : يمكننا التحكم في عقله الآن ، ما الذي تريده ؟
الرئيس الكبير : أريده أن يطيع أوامري أنا فحسب و يقوم بكل ما أطلبه منه مهما كان و في الحال .
السيد تامر : حسنا ...
ثم بدأ السيد تامر بتنفيذ ما طلبه الرئيس بجعل عقل شهاب تحت سيطرة الرئيس التامة .
و بعد دقائق إختفت أصوات الآلات و الأجهزة و الصراخ و الضحكات ليعم الهدوء .
الرئيس الكبير : هل أنتهيت ؟
السيد تامر : أجل أعتقد ذلك .
كان شهاب واقفا في مكانه بلا حراك رأسه إلى الأسفل و يمكن رؤية الهالة من الطاقة و هيا تتدفق من جسمه ، لكنها لم تعد طاقتا زرقاء أبدا ، بل أصبحت طاقة حمراء .
مارية بيأس و حزن : ش ... شهاب .
الرئيس الكبير : ترى هل سينفذ كل أوامري ؟
السيد تامر : أجل سيفعل .
الرئيس الكبير : إذا ما رأيكم بختبار صغير ...
توجهت نظرات الجميع إلى الرئيس الذي كان يحاول كتم ضحكته الشريرة ... الضحكة التي بتأكيد لا تبشر بالخير .
الرئيس الكبير : الآن ، إفتحو هذا الزجاج الذي يحول دون لقاء التجربة بهذه الفتاة .
السيد تامر : ما ... ماذا قلت !
الرئيس الكبير : أزيلو هذا الزجاج أريد أن أجرب شيئا على هذه الفتاة .
المتحكم بفتح و إقفال الزجاج : لكن يا سيدي أتدرك خطورة ذلك ؟!
الرئيس الكبير بغضب : نفذو بسرعة قبل أن أدمركم جميعا .
لم يكن لديهم خيار سوى إطاعة ما يأمرهم به رئيسهم و فتح الزجاج ، و بالفعل قامو بذلك و لم يبقى بين مارية و شهاب إلا بضع خطوات .
مارية : شهاب ! شهاب أنت لست تحت سيطرتهم أليس كذلك ؟ أجنبي ...
لكن لا رد و لا حركة ...
الرئيس الكبير : هيا الآن فالتقم بضرب هذه الفتاة التي بجانبك حتى الموت ...
و قبل أن يجد الجميع وقتا لكي يصدمو من أمر الرئيس أنطلق شهاب بسرعته القصوى و لكم مارية على وجهها بقوة حتى سقطت إلى الخلف لكنها لم تجد الوقت للملامسة الأرض فقبل أن تسقط أرضا جاء شهاب من خلفها و ضربها مجددا ، و هكذا أخذ يضربها و يضربها دون توقف حتى نزفت مارية بشدة في كل أنحاء جسمها و هيا فاقدة للوعي ...
و لكن فجأة توقف شهاب لبضع لحظات ثم سقط أرضا بجانب مارية التي أنهارت تماما .
الرئيس الكبير : ما الذي حدث ؟! لماذا توقف عن الحركة ؟!
السيد تامر : يبدو أن هناك مشكلة ما .
واحد من الأطباء : لكنني فحصت كل شيء منذ البداية و لم أجد أية مشكلة .
السيد تامر بغضب : إخرس فأنت لا تعلم شيئا .
الرئيس الكبير : كفاكم جميعا و أصلحو هذه المشكلة .
السيد تامر : سنحتاج إلى الوقت يا سيدي .
الرئيس الكبير : كم من الوقت ؟!
السيد تامر : ثلاثة أيام على الأقل .
الرئيس الكبير بصرخة عالية : تبا لكم و لأجهزتكم السخيفة !
ثم غادر بعدها و خرج القائد هزيم و الجنود أيضا كما أنصرف الأطباء و لم يبقى إلا السيد تامر و الآنسة فرح .
السيد تامر و هوا يغادر بهدوء : ما الذي تنتظرينه ، سوف يأتي من يصلح المشكلة فلا داعي لبقائك هنا .
الآنسة فرح بغضب : هل تعتقد أنني لا أعلم .
السيد تامر : تعلمين ماذا ؟
الأنسة فرح : كفاك تظاهرا يا تامر ، أعلم أنك أنت من أوقفت التجربة الواعدة ...
السيد تامر : و لو فعلت ذلك أين هيا المشكلة ؟
الآنسة فرح : تبا لك يا تامر ! أما تزال تكن بعض الحب لعائلتك القديمة .
السيد تامر بصوت جاد و هوا يستدير إليها : ألديكي أية مشكلة في هذا .
الآنسة فرح : ألم تعدني بأننا سنتزوج يا تامر ، ما الذي غيرك ؟
السيد تامر و هوا يهم بالمغادرة : فالتعلمي بأن زوجتي السابقة لم تكن تتدخل بشؤني ، لذلك إن أردتي زواجا سعيدا ففعلي مثلها .
بدأت الآنسة فرح بالغضب و الحقد على الأم أكثر من ذي قبل ، فقد أحست أنه لم يعد يحبها .
خرج تامر و لكنه عاد بعدها بقليل و قال للأنسة فرح : و لا تعتقدي أنني لا أعلم بأن زوجتي السابقة لتزال على قيد الحياة .
الآنسة فرح برتباك : ماذا ... إنها ... إنها ميتة ... هل أصبحت تحبها لدرجة تجعلك تتوهم بأنها لتزال حية .
السيد تامر : لست أتوهم ...
ثم خرج تامر تاركا خلفه بركانا من الغضب على وشك الإنفجار .
أنت تقرأ
هيكل منقذ
Fantasyدائما في أعمق الأشياء هناك ما يختبئ من الحقائق المؤكدة ... لكن جهلنا بمكانها لن يدوم للأبد ... لأنه لا بد من أن أحدهم سيكتشف مكانها يوما ما ... و مكانها هوا هنا ... كن أول من يكتشف تلك الأسرار و أنطلق في تلك المغامرة الشيقة ... لا تنسى التصويت لأنها...