مطاردة و خطة

39 19 10
                                    

شهاب : لا لا تقلقي هوا لم يرانا إنه فقط يأخذ حذره و ينظر حوله ليتأكد إن كان أحد ما يلحق به .
و بعد أن إستدار نادر يمينا و شمالا و لم ينتبه لوجود أحد أكمل طريقه بهدوء و دون لفت الأنظار ، فقالت مارية لشهاب بينما هما يتبعانه بحذر : كلامك صحيح ، كيف عرفت ذالك ؟
شهاب : إنه قائد للجنود و من الطبيعي أن يفعل مثل هاذه الأشياء .
مارية : و لاكن ما الذي يفعله هنا على أية حال ؟
شهاب : هاذا غريب بالفعل ، فمن الممنوع على الجنود في مختبر الموت مغادرة المختبر و إن فعلو فالضرورة فقط ، و حتى للضرورة لا يسمح لهم بالخروج وحدهم أبدا .
مارية : أيمكن أنه قد طُرِد من المختبر .
شهاب : لا يمكن ذالك ، إن الرئيس لا يطرد شخصا أبدا بل يقتله إن لم يعد يريده أو أنه أرتكب خطاء .
مارية : إذا ما الذي يفعله هاذا هنا ؟
شهاب : لعلها خطة أخرى من الرئيس للإمساك بي .
مارية : أو أن الرئيس قد أمر بقتله فهرب من المختبر .
شهاب : هاذا أحتمال وارد أيضا .
مارية : أعتقد أن جنود الرئيس هم من أخذو أمي ، لا يوجد غيرهم يمكن أن يكونو مسلحين ، حتى الشرطة هنا هيا روبوتات .
شهاب : أظن أننا عرفنا الآن من أخذ أمك ، و لاكن كيف عرفو أنني كنت أتواجد ببيتكم .
مارية : هاذا أيضا هوا سؤال أخر .
شهاب : فلنتبعه و سنعرف عاجلا أم أجلا كل شيء .
مارية : أنظر يا شهاب لقد توقف ، إنه يركب الحافلة .
شهاب : فلنركبه أيضا .
مارية : و لاكن قد يكتشفنا ، ما رأيك بأن أركب أنا فهوا لا يعرفني أما أنت فتبعنا بسرعتك الفائقة .
شهاب : و لاكن في هاذه الحال سأكون أسرع من الحافلة بكثير و ما أدراني أين سيتوجه .
مارية : لا خيار آخر لدينا سنركبه و لاكن بحذر .
شهاب : أجل فلنجلس في آخر المقاعد .
مارية و هيا تركض مع شهاب : فالنسرع حتى لا تفوتنا الحافلة .
دخلت مارية و شهاب إلى الحافلة ، لاكن نادر كان قد جلس في آخرها فقررا الجلوس في المقاعد الأمامية لاكن الأماكن كلها كانت شاغرة أيضا إلا مقعد واحد أمام نادر مباشرتا و أخر بجانب نادر ، أقفل السائق باب الحافلة و طلب من الجميع أن يجلسو في مقاعدهم و لم يكن السائق سائقا حقيقيا بل مجرد آلة مبرمجة ، و لم يكن يُسمح بالوقوف على هاذه الحافلة ،
و بسبب أنهما كانا واقفين و بقية الناس جالسين فإنهما كانا محط أنظار الجميع ، و لاكن لحسن حظهما فقد كان نادر يحاول إخفاء وجهه لذالك بقي ينظر إلى الأسفل ، و بسرعة تصرفت مارية قبل أن يلحظهما نادر فذهبت و جلست إلى جانب نادر و تركت المكان الآخر لشهاب ، ثم بدأت الحافلة بالتحرك ، كان قلب مارية يخفق بشدة فقد كانت خائفة من أن يكتشف نادر بأن شهاب يجلس أمامه مباشرتا .
و بينما الحال هاكذا ، لاحظ نادر وجود شخص أصلع أمامه و يشبه رأسه رأس التجربة الواعدة ، و قد كان ذالك الشخص هوا شهاب ، لم يصدق نادر عينيه فأراد التقدم للتحقق من الأمر ، لاكن مارية لاحظت ذالك ففكرت بسرعة و قالت له بصوت مرتفع و طفولي قبل أن يقترب من شهاب : يا عم ، لماذا ترتدي هاذه الملابس ، هل تحاول إخفاء نفسك أم ماذا . فنظر بعض الناس إليه ، و بسرعة أخفى وجهه و قال : الجو بارد لذالك أنا ألبس هاذه الثياب ، فأبعد الجميع أنظارهم و لم يهتمو به و لاكنه لم يجرء على التحرك مجددا .
توقفت الحافلة عدة مرات و لاكن نادر لم ينزل و كذالك مارية و شهاب لم ينزلا .
شهاب في نفسه : مشكلة ، هل يحاول أن يعرف الأشخاص الذين يبقون في الحافلة و لا يخرجون منها ، حتى الأن جميع الناس يخرجون و يدخل أخرون إلا أنا و مارية لازلنا في الحافلة مع أننا مررنا من نفس المحطات عدة مرات ، ترى هل كشف أمرنا .
مارية في نفسها : لماذا هوا لم يخرج حتى الأن ، و لاكن نحن أيضا لم نخرج أيمكن أنه سيعرف أننا نتبعه .
بدأت مارية تتعرق من الخوف و القلق ، أما شهاب فقد هدأ نفسه و بدأء يفكر بهدوء : إن قمت الأن من مكاني فسيراني بوضوح ، و حتى لو لم يراني فسيعرف أننا كنا نتبعه بمجرد أن يرى مارية تذهب معي ، ماذا لو أستخدمت سرعتي الفائقة ، لا لا هاذا غير ممكن ، المشكلة أنه ليس معي أية أداة يمكنني التواصل بها مع مارية ، ما الذي علينا فعله الأن ؟!
لاكن مارية كانت أسرع من شهاب في التفكير ووجدت خطتا مناسبة للتواصل معه .
مارية : يا عم أخبرني متى ستنزل .
نادر : و متى ستنزلين أنتي ؟
مارية بصوتها الطفولي : أنا سأنزل بعد محطتين ، أما أنت لما لا تنزل في محطة الزهور .
نادر : لماذا علي النزول في هاذه المحطة أنا أريد البقاء ، ما شأنكي أنتي ؟
و من ثم لم تقل مارية أي شيء .
شهاب في نفسه : هل تحاول أن تقول لي بأن علي النزول في المحطة التالية و التي هيا محطة الزهور ، هاذا مستحيل فهوا سيراني إن قمت من مكاني .
و حين وصلا الى المحطة توقفت الحافلة ، فقالت مارية للرجل : تبدو مريبا لماذا ترتدي هاذه النظارات ؟
نادر : لأنني لا أستطيع أن أرى من غيرها .
مارية بصوت مرتفع : أنت تكذب بتأكيد ، لا شك بأنه يمكنك النظر من دونها و لاكنك تختبئ من شيء فقط . ثم نزعت مارية نظاراته فأقفل عينيه و قال : نظارتي ، أين هيا ؟ هيا أعيديها إلى أيتها الطفلة .
شهاب : لقد فهمت .
ثم خرج شهاب بسرعة من الحافلة مستغلا إغلاق نادر لعينيه و أنشغاله مع مارية بثوان قبل أن تقفل أبوابه .
ثم أخذ نادر النظارة من يدي مارية ووضعها و حين نظر إلى المكان الذي كان يجلس فيه شهاب وجد أنه قد أختفى فغضب كثيرا ، و أراد الخروج لاكن فات الأوان .
نادر : كيف حدث ذالك ، لحظة هل يمكن ، هل يمكن أن هاذه الطفلة هيا شريكة ذالك الشخص اللذي يشبه التجربة الواعدة ، أيمكن أنها تساعده ، لا لا ما تزال صغيرة ، و ما الفرق إن كانت صغيرة أو كبيرة ، لنفترض أنها معه بالفعل ، فكيف أخبرته بأن يخرج في محطة الزهور ، و لما قد يتركها ، لحظة !!!
لم يستغرق نادر وقتا طويلا حتى يكشف خدعة مارية ، و قد فهم أنها لم تكن تعنيه حين أقترحت أن ينزل بمحطة الزهور بل كانت تعني ذالك الشخص ، و بعد أن فهم نادر خدعة مارية قرر أن يتبعها حين تنزل ، و لاكن بقي سؤال واحد و هوا .
نادر بحيرة : حين قالت الفتاة أنها ستنزل بعد محطتين هل كانت تقصد محطتين بعد محطة الزهور أم كانت تقصد محطة الزهور و المحطة التي بعدها ، إن كانت تقصد محطتين بعد محطة الزهور فهاذا يعني أنها ستنزل بعد محطتين و إن كانت تقصد المحطة التي بعد محطة الزهور فهاذا يعني أنها ستنزل عند هاذه المحطة التي سنصل إليها ، مهلا كيف سأعرف ذالك ، هل أسألها ، لا لا الأمر لا يحتاج إلى ذالك أعتقد أن الإفتراض الأول هوا الصحيح ، لا داعي للتوتر حين أراها تنزل سأنزل معها .
أصبح الوضع حرجا بالفعل ، كانت مارية خائفة و كان نادر متوترا ، و هاذا ما حاول كل منهما إخفائه عن الأخر ، و أخيرا توقفت الحافلة لاكن مارية لم تتحرك و كذالك فعل نادر و فجأة صرخت مارية : أنجو بحياتكم ، هناك قنبلة !!!
فقام جميع الناس بخوف و عمت الفوضى ، فبسبب الإنفجار الذي حدث قبل مدة قصيرة أصبح الناس خائفين جدا من أن تتكرر الحادثة ، لذالك قام جميع الناس و تدافعو حتى يتمكنو من الخروج دون أن يهتمو من الذي قد أكد وجود قنبلة ، و لأن السائق كان آليا فهوا لم يهتم لما يحدث و بقي في مكانه يؤدي عمله .
نادر : لقد فهمت الآن ، تريد أستغلال الفوضى من أجل أن تخرج من الحافلة ، لن أسمح بذالك .
ثم قام نادر و صرخ : كنت أمزح .
فتوقف بعض الناس و البعض الآخر بقي يتدافع للخروج فصرخ مجددا : كنت أمزح يا جماعة أنا أسف .
فهدأء جميع الناس و عادو إلى أماكنهم غاضبين حتى إن بعضهم قد ألقوا الشتائم على نادر ، فرح نادر بهذا النصر و نظر إلى مقعد مارية بنظرة مخيفة ولاكنه لم يجدها هناك فأصبح هوا الخائف و لم يفهم ما يحدث .
نادر بخوف : لا يمكن هاذا مستحيل ، يستحيل على أي شخص الخروج من الحافلة وسط تلك الفوضى إلا إن كان ساحرا ، لا أصدق لا أصدق .
و بعد ذالك قرر الخروج لاكن الباب قد أقفل و لم ينجح ، فذهب بسرعة إلى إحدى النوافذ و فتحها ثم قفز منها قبل أن تنطلق الحافلة ، و بدأء بالبحث عنها في الجوار .
مارية و هيا تحاول التنفس : لقد خرج الآن ، هاذا جيد .
ثم خرجت من تحت مقعدها في الحافلة ، أجل فلقد كانت خطة مارية تقضي بأن تعلن عن وجود قنبلة كي تسبب الفوضى و من ثم تختبئ تحت مقعدها حتى يظن نادر بأنها خرجت فيخرج للبحث عنها و بعدها تنزل في المحطة التالية و تنتظر شهاب ، لم يكن بينها و بين شهاب أية موعد بل كان عليها فقط الإنتظار في المحطة حتى يجدها و ما قالته عن أنها ستخرج بعد محطتين كانت مجرد خدعة لتشتيت نادر عن خطتها الأصلية .
إنتظرت مارية حتى وصلت إلى المحطة فنزلت فيها و جلست و لم يمضي وقت طويل حتى لمحت شهابا من بعيد فركضت نحوه و فرِح كليهما بسلام كل منهما .
ثم أكملا بحثهما عنه ، و بينما هما يبحثان .
مارية : بما أننا عرفنا أن من أخذ والدتي هم جنود الرئيس الكبير فلماذا نبحث عن نادر و لا نتجه إلى مختبر الموت مباشرتا .
شهاب : لا يمكننا .
مارية : لاكن يمكننا الدخول بسرعتك الكبيرة ثم المهاجمة عليهم بسهولة و الفوز و أخذ أمي بعدها .
شهاب : للأسف الأمر ليس كذالك ، لأن لديهم أجهزة خاصة في كل الأبواب تجعلهم يكتشفون على الفور إن دخلت ، فهيا أجهزة لستشعار طاقتي أنا وحسب .
مارية : و لو عرفو ما الذي يمكنهم فعله ؟
شهاب : سيشغلون الطاقة الكهربائية القوية اللتي ستجعل قوتي تتشتت و قد يجعلني هاذا أفقد السيطرة على نفسي .
مارية : إذا ما الذي سينفعنا به نادر ؟
شهاب : هناك باب واحد فقط ليس فيه أجهزة الإستشعار تلك ، وذالك الباب مخفي في مكان ما ، مكان لا يعرفه إلا القليلون ، و بما أن نادر كان قائد جنودهم من قبل فلا شك بأنه يعرف مكان ذالك الباب .
مارية : أعتقد أن معك حق .
شهاب بتكبر : بتأكيد معي حق ، منذ متى لم أكن على حق .
مارية بسخرية : اه صحيح عمرك مئة سنة الآن ، بتأكيد أنت تعرف الكثير عن العالم الآن يا جدي .
شهاب : هل قلتي جدي ... مارية أنظري إلى هناك إنه نادر .
كان من السهل على مارية و شهاب العثور على نادر و ذالك لأنه لم يغادر المحطة بل بقي يبحث فيها معتقدا أن مارية تختبئ في مكان ما .

*****

دخلت الآنسة فرح إلى الغرفة التي تتواجد بها الأم ، أخذت نظرة على المكان ثم أقتربت من الأم و بعدها أشارت إلى الجميع بالخروج فخرجو جميعا كانت الآنسة فرح اسوأ من السيء ، مارست على السيدة اسوأ انواع التعذيب واكثرها بشاعه لم تكتفي بالضرب لم تكتفي برؤيتها عاجزه امامها لا تستطيع الحراك او المقاومه تخطت كل حدود الانسانيه وهي تقوم بصعقها بالكهرباء لتصرخ السيده بوهن وصوت ضعيف حتى انه يكاد لم يسمع بسبب مالاقته الى أن اوقفت الآنسة فرح سريان الكهرباء فقط لتسألها بما تشعر وكيف ستشعر وبماذا سيشعر جسدها الذي بدا شاحبا مما يحدث لها فهيا لم تعد تستطيع تحريكه وانف سال الدم من عليه ثم قالت الآنسة فرح : كيف حالك يا ليان ، هل أنتي بخير يا ترى ؟
رفعت الأم ناظريها إلى الآنسة فرح دون خوف بعينين ملئتين بالحقد .
الأنسة فرح : هل تحقدين علي ؟ اها الآن فهمت أنتي لا تعلمين لماذا أفعل بكي كل هاذا .
الأم بصعوبة : أنا أعلم ... أنتي تريدين أن تعريفي ...
الآنسة فرح و هيا تقاطع كلام الأم : لا عزيزتي الأمر ليس كذالك ، بل إنني أحقد عليكي لأنك كنتي زوجة تامر الأولى .
الأم : زوجي تامر لم يتزوج من أمرأة أخرى فهوا ميت منذ زمن .
الآنسة فرح بعد ضحكة شريرة : إذا أنتي لا تعلمين .
الأم : لا أعلم ماذا ؟
الآنسة فرح : زوجك تامر ما زال على قيد الحياة و هوا يعمل هنا منذ أن جاءك خبر موته المزيف .
الأم : أنتي كاذبة !!!
الآنسة فرح : اوه حقا لا يهمني لا تصديقيني لاكننا سنتزوج قريبا جدا .
الأم : مستحيل ...

هيكل منقذ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن