مصيبة تتبعها أخرى

37 9 60
                                    

في مكتبه الصغير ، كان السيد تامر يعبث بحاسوبه بينما باله مشغول بما رأه على التلفاز ، هوا يفهم مدى خطورة الأمر أكثر من أي أحد ، وحده يعرف حق المعرفة عواقب ما يحصل ، كما أن الخبر الذي شاهده على التلفاز لم يكن ضمن خطته التي يستعد لها ، و فجأء قطع حبل أفكاره طرق هادئ على الباب ، لكن ذلك الطرق دب في قلبه الرعب و كأنه هدوء ما قبل العاصفة ، هدئ نفسه و قام من كرسيه ثم فتح الباب فرأء الرئيس الكبير أمامه مباشرتا يوجه مسدسه نحوه ، تفاجأ تامر و بدأ الخوف يتسلل إلى قلبه لكنه لم يشأ إظهار ذلك بل أبقى وجهه جامدا بتعابير تقول : أنا مستعد لأي شيء قد تفعله ، لكنك لن تحصل على ما تريد أبدا .
الرئيس الكبير بسخرية : يالك من شجاع ، ظننتك ستنكر الأمر ، لكن يبدو أنك كنت مستعدا لكل هذا .
السيد تامر : ماذا تريد .
الرئيس الكبير : اه هل خفت !
ثم أنزل مسدسه و قال : أعتذر عن هذا ، أنا لم أقصد إخافتك ، أنت تعرف جيدا ما أريد .
السيد تامر : لا لا أعرف .
نظر الرئيس الكبير إلى تامر بنظرة غضب ، لكنه سرعان ما غير تلك النظرة و أبتسم قائلا : لا تعرف ...
السيد تامر بستفزاز : كنت أعرف لكن يبدو أنني نسيت .
الرئيس الكبير و قد بدأ يتحدث بنبرة غضب و نفاذ صبر : لا تعرف ها .
ثم رفع مسدسه و قال : دعني أعرفك إذا ...
لكن وقبل أن يفعل الرئيس شيئا أخر دخلت الآنسة فرح و دفعته لتتجاوزه دون أدنى أهتمام و تقول للسيد تامر بصوت بارد و دون مقدمات : ستخبرنا أين هيا التجربة الواعدة حالا إن لم ترغب في أن نفجر مستشفى الرواق .
تامر بنبرة تحدي : هل ستفعلون حقا .
الأنسة فرح و قد صدمت قليلا لكن دون إظهار شيء أكملت : شاهد بنفسك .

*****

شهاب : غباء من ؟
منيرة : غبائنا نحن .
شهاب ببتسامة مليئة بالأمل : ليس بالضرورة أن يكون غباء يا منيرة .
منيرة بتساؤل : ما قصدك ؟
شهاب و هوا يركض : إنه جنون و ليس غباء ! نحن محبي المغامرة ! هيا !
منيرة و هيا تركض خلفه : إذا كيف سنعود ؟
شهاب : فالنفكر كيف سننجز المهمة أولا ، فقد قمنا بالأصعب ، و الآتي سهل إن كنا معا .
منيرة ببتسامة لطيفة و صوت منخفض : اه منك يا شهاب ...
ثم وصلو إلى الطريق السريع الذي منه سيستقلون سيارة أجرة ، فمن ضمن خططهم هوا طلب سيارة أجرى في تمام العاشرة و عشرين دقيقة إلى موقع محدد ، و هذا ما فعلوه ، لذلك كانو متقيدين بالوقت .
لكن شهاب و منيرة أنتظرو و أنتظرو و مع ذلك لم يأتي أي أحد .
شهاب بقلق : الوقت يمر ، أين هيا السيارة ؟!
منيرة : لقد جئنا في الوقت المحدد تماما ، غريب أن يتأخر ، لاسيما أن السائق هوا ألي .
و بعد فترة من الوقت وصلت سيارة الأجرى أخيرا و قد تأخرت عشر دقائق ، لكنها كانت أطول عشر دقائق بالنسبة لشهاب و منيرة حيث إنهما كانا متوترين و خائفين و يمشيان في دائرة أملين أن يسرع الوقت و تصل السيارة ، و حين وصلت السيارة أرادا الصعود إليها لكن كان يوجد فيها رجل مع قبعة تغطي وجهه و ليس أليا كما يجب أن يكون في كل سيارة ، دقت منيرة على النافذة ففتحها الرجل لكنه أبقى رأسه منحنيا .
منيرة : هل أنت السائق الذي طلبناه .
السائق : أجل أنا لكن الآلي تعطل فأتيت إليكم بنفسي .
كان شهاب خلف منيرة و الشكوك تساوره لسبب ما ، لكنه لم يتأكد منها إلا عندما رفع الرجل رأسه قليلا فستطاع شهاب التعرف الى وجهه و صوته .
شهاب بفزع و هوا يمسك يد منيرة و على وشك الركض : منيرة أهربي !
لكن قبل أن يتمكنو من الهروب صرخ الرجل : توقفو و إلا سيموت سامي .

هيكل منقذ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن