الفصل التاسع

6.5K 208 11
                                    

الفصل التاسع
بدون تفكير مضت على العقد،  ابتسم "جواد"  بخبث،  لا يعلم أحد ما الذي يدور بداخل مخيلته غيره فقط،  قام من مكانه ليدور حول المكتب ويقترب منها،  تحدث بصوتٍ خشن:-

_بقولك إيه أنا مش زي أي مدرب يعني لو عاوزة تكوني يا حلوة مهندسة مطلوبة تتحملي الصعب

لاح على ثغرها بسمة السخرية،  قامت من مكانها وقالت بصوت مليء بالقوة:-
_مش فارقة معايا سهل ولا حتى صعب

ابتسم لها ثم قال ببرود:-
_بحيث كدا جنب السكرتيرة واقعدي هتخلصي مستندات مهمة جداً وقبل ما تخرجي في هناك حاجات شاي وقهوة ياريت بقى تعملي لي كوباية شاي

لقد استغربته،  هذا هو التدريب،  يجب عليه أن يعلمها كيف تنفذ الصفقات،  ردت عليه بكل غضب:-
_هو حضرتك عاوز سكرتيرة جنب "شهد"  لو حابب واحدة نعمل أعلان

ابتسم بسخرية،  يعلم بأنها لن تتحمل ما يريده لذلك قال:-
_كنت عارف دا على العموم يا "يقين"  لما يكون في صفقة هخليكي تقعدي في اجتماعاتي تمام

جذت على أنيابها ثم اتجهت نحو غلاية الشاي حتى تحضر له ما طلبه منها، كورت يدها بقوة ثم قالت بصوت خافض:-
_شكله فاكر إني الخدامة اللي في بيته بقت أنا أشوف فيك يوم يا "جواد"  يا غبي

بتلك اللحظة وضع "جواد"  يده على كتفها والذي كان يراقبها ويسمعها،  انتفضت من مكانها كادت أن تقع ولكنه أمسكها من يدها،  نظرت في حدقته بقوة،  وشردت فيها،  تبحث فيهم عنه،  تريد أن تعرف من هو، إلى أين يأخذها،  لما يفعل معها هكذا، ابتسم "جواد"  وقال بخبث:-

_أوعى يكون أنا التالت اللي هتوقعيه في شباكك

لقد انتبهت له،  تركت يده وابتعدت عنه وقالت بتحذير:-
_لو سمحت إلزم حدودك دا لو عندك حدود أصلاً

ربط ذراعيه ببعضهم ثم قال باستفزاز:-
_لا خوفتيني والله لدرجة إني عاوز أروح لمامي

غير نبرة صوته لتسير بحد قليلاً:-
_أوعي تفكري بس مجرد تفكير إنك تتكلمي عليا أو تشتميني فااااهمة
لقد فزعت من صوته لذلك لم تتحدث أو تقول شيء،  مدت يدها بكوب الشاي وقالت بحنق:-
_اتفضل
كادت أن تخرج ولكنه أوقفها بصوتٍ رخيم:-
_أنا ماسمحتش ليكي!!!!
..........................................................
طلب منها باقتضاب أن تجهز نفسها حتى يغادروا إلى منزل "جواد"،  وبالفعل نفذت كلمه،  كانت تسرح شعرها فوقفها رنين هاتف زوجها،  اقتربت من الهاتف،  فكرت قليلاً هل ترد أو لا،  ولكن هي لا تسمح لنفسها أن تجيب ولكن ما رأته جعلها ترد:-

_الو أيوا حضرتك مين؟!

بصوتٍ رقيق أجابتها الطرف الآخر:-
_هاي يا" مريم" ممكن أكلم "عليوة"  !

انتابها جمرات نارية،  لا يشعر بها غير المحب،  صرخت بعلو:-
_إنتي مين ومين إداكي الحق عشان تدلعيه ها جاوبيني بقولك

نيران انتقامه بقلم أميرة أنورحيث تعيش القصص. اكتشف الآن