الفصل الثاني وعشرون

6.2K 210 16
                                    

الفَصلُ الثاني وعشرون
روايــة "نيران انتقامه"

هزت رأسها بلا لقد رفضت عرضه، عاشت عمرها ولم تتمنى أن تنتقم هي لا تريد ألا العيش بسلام، بعيداً عن البشر...
حاولت أن تتخلص من الاجابة الذي ينتظرها منها، عقدت حاجبها ثم تنهدت وقالت بجدية:-

_بس أنا مش هنتقم من حد يا "جواد" أنا متأكدة إنهم هيجوا في يوم من الأيا....

قاطع حديثها بغضب شديد، هي لا تعرف كيف يعني له الانتقام منهم، يريد أن يهدأ قلبه، ويبتسم حين يعود ثمن كل دموع عينه...
_إنتي عارفة معنى كلامك إيه معنى إنك عمرك ما زعلتي على أمك اللي فضلت تضحي عشانك...

اقتربت منه بدموع كثيرة، هو أوجعها بشدة، كيف لها ألا تشعر لما قدمته أمها، بوجعٍ كبير أخرجت كلماتها:-

_أنا عمري ما خليت تعب أمي يضيع أبداً أبداً يا "جواد" بس مش في الانتقام في النجاح في حب الناس وفي الاعتماد على النفس في التسامح يا "جواد"

هز رأسه بعدم اقتناع ولكن من اليوم ولن يكون قط جلادها يكفي ما حدث، قبل أن يتعامل معها بسوء أصبح يعرف كل شيء...
خرج من الغرفة بعد أن قال بعض الكلمات بلطف شديد:-

_طب البيت بيتك بقى.. والأوضة دي من النهاردة أوضتك وأنا من انهاردة صديق ليكي...

بعد أن تأكدت من اختفاء طيفه قالت بهمس:-
_حاسة إنه صادق بكل كلمة قالها...!!

تنهدت بقوة وعادت تركز مع الغرفة، فوجدت جميع صوره على الحائط وهو صغير وهو كبير، تيقنت بأن هذه غرفة طفولته، تخلى عنها حتى لا يتذكر أي شيء من الماضي ولكن ما غايته من ادخالها بها، يريد أن يذكرها بما مروا به....

.............................

فاقت أخيراً، كان ينتظر فتحت عيناها بلهفة، وبعد طول انتظار فتحت، شعرت بأن الأرض تدور من حولها، لا تعلم أين هي ومن جلبها إلى هنا...
بصوت متقطع سألت:-

_أنا فين؟؟

اقترب منها ثم أمسك يدها وقال بخوف:-
_"فرحة" إنتي كويسة فيكي حاجة تعبانة من حاجة؟؟؟

هزت رأسها بلا ثم استقامت قليلاً من هذه النومة، تذكرت ما حدث بداخل المصعد، تتذكر بأنه من جاء وانقذها
ابتسمت في وجهه ثم قالت ببكاء:-

_شكراً بجد أنا مش عارفة لو مكنتش موجود كان حصل فيا إيه...!!!!

هز رأسه ثم غمز لها وقال:-
_يا ست لا شكر ولا حاجة وبعدين مافيش شكر بين الحبايب

ابتسمت عليه وعلى تمرده واصراره هذا، لقد فاز بالجولة الأولى وهو ارضائها...
بتلك اللحظة اقترب "محمد" والذي كان يشعر بالضيق الشديد من تقرب هذا البغيض من "فرحة"

باقتضاب قال:-
_حمدلله على السلامه يا "فرحة" قلقتيني عليكي

شعرت "فرحة" من نبرة صوته الذي يتحدث بها أنه غاضب من قرب "شريف" منها، هو صديقها المقرب ولا يحب من يضايقها لذا هي تفهم شعوره

نيران انتقامه بقلم أميرة أنورحيث تعيش القصص. اكتشف الآن